راديو الاهرام

الثورة المزعومة.. حلاوة روح

5-11-2022 | 10:15

حــلاوة روح!

تعبير شائع يطلقه العامة؛ حين يضرب أحدهم (بُرصا) غبيا ــ متسلقًا على الحوائط والنوافذ ــ على أم رأسه؛ فيسقط صريعًا.. ويظل (ذيله) في حركة زجزاجية يتلوى؛ لإيهام الناظرين بأنه مازال قادرًا على مواصلة الحياة!
 
هكذا تفعل الفلول من ذيول الجماعات المشئومة؛ تلك الجماعات المتأسلمة التي تتخذ من الدين والعقيدة السمحاء ستارًا لمحاربة التقدم والتنمية في ربوع الوطن الأم؛ وتاريخهم منذ القدم يشهد على أياديهم الملطخة بدماء الشرفاء الأنقياء.
 
فقد صحونا  ذات صباح من صباحات الله؛ لنقرأ على صفحات التواصل الاجتماعي؛ وبعض سطور صفحات الصحف الصفراء المأجورة؛ عن الدعوة إلى "ثورة" لخروج الجماهير إلى الشوارع لإحداث الفوضى العارمة وإعلان التمرد على النظام الوطني الحاكم وقيادته الرشيدة في مصرنا المحروسة. 
 
أية ثورة تلك التي تدعون إليها أيها الأفاقون البلهاء؟
إنه من المعروف ــ لدى القاصي والداني ــ أن تلك الصفحات التابعة لعناصر الجماعات المشبوهة؛ تعمل على تسويق الوهم واختراع الأكاذيب والأباطيل؛ من أجل تأليب الرأي العام على المسيرة التنموية التي تنتهجها القيادة الوطنية في بلادنا؛ وبخاصة بعد الصفعة القوية التي وجهتها إليهم هذه القيادة؛ وأجهضت أضغاث أحلام نفوسهم المريضة؛ وأطماعهم في محاولات السيطرة على زمام ومقاليد السلطة في مصر؛ وإدراجها تحت جناح أصحاب الأجندات الأجنبية المُمَنهجة ضد كل سلطة وطنية مخلصة؛ تعمل ليل نهار على رفاهية الشعب والنهوض بأحواله اجتماعيًا واقتصاديًا .. وسياسيًا! 
 
لقد تناسى هؤلاء الأغبياء أن الثورات الشعبية الكبرى عبر التاريخ ــ لاتندلع بين ليلة وضحاها ــ بدعوة مخبولة مجهولة على الصفحات أو عن طريق بث تلك الدعاوى المُغرضة عبر الأجهزة السمعية والبصرية والمقروءة؛ ولكن سبق ولادتها الكثير من آلام ودماء المخاض الهائل على أسفلت الشوارع والميادين؛ ولكنها تخضع ـ كما يقول أساتذة علماء الاجتماع ـ  لإرهاصات ما يسمَّى (سوسيولوجيا الثورة/علم اجتماع الثورة)؛ وتناسوا أيضًا أن رجالات جيشنا البواسل قاموا ــ بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ورفاقه من الشرفاء الأوفياء ــ بحماية مكتسبات "ثورة يونيو 2013"؛ ولم تسمح بسرقتها وسرقة نتائجها من الأوغاد المتربصين بالحراك المجتمعي المتأجج في الشارع المصري؛ أملاً في التغيير الإيجابي الصحيح.
 
لقد استطاعت القيادة المصرية الوطنية المخلصة؛ أن تفنِّد المقولة الشائعة عن الثورات الشعبية عبر التاريخ ــ ولعل مروجي تلك الشائعة استرشدوا بما حدث في الثورة الفرنسية والثورة البلشفية في روسيا القديمة ــ  تلك الشائعة التي تقول وتتساءل: "هل الثورات الشعبية يقوم بها المجاهدون المخلصون والأبطال الأنقياء المضحون؛ ويقطف ثمارها الانتهازيون والوصوليون والمنافقون؟"!
 
نعم .. لا ننكر أن هذا قد حدث لبعض الوقت؛ واستطاعت الجماعات المشئومة أن تخطف ثمار ثورة الشعب واعتلاء كرسي السلطة في غفلة من الزمن؛ ولكن استطاعت الإرادة الشعبية بمساندة جيشها الباسل أن تسترد "الثورة المسروقة" من كتلة الغوغاء وخوارج العصر؛ غير العارفين بحقيقة وتركيبة وواقع الشعب المصري.
 
ولعله من الخير لمصر ورجالاتها الشرفاء؛ أن تلك الجماعات ــ بغبائهم الفطري ــ منحوا الفرصة تلو الفرصة لشعب وجيش مصر؛ للكشف عن أنيابهم التي تريد أن تنهش جسد الأمة المصرية والعربية بأسرها؛ وقامت بتعرية غاياتهم ومخططاتهم التي تهدد مسيرة التنمية؛ التي تأخذ مصرنا المحروسة إلى دروب الأمل بتحقيق التكامل المجتمعي لرفاهية البشر على أرض الوطن.
 
بعد استعراض كل هذه الحقائق الموثقة بأحداث التاريخ القديم والمعاصر؛ هل من مُنكر للطبيعة الوطنية للشعب المصري المؤمن بقدسية تراب الوطن وكرامة وحرية البشر على أرضه؟ وهل بمفاهيمه عن تلك الجماعات المتسلقة الغوغائية؛ سيستجيب لتلك الدعوات غير المسئولة بالثورة المزعومة؛ وتحطيم ماشيَّدناه بسواعدنا من المشروعات القومية المذهلة على أرض الوطن؟  
 
إنني على يقينٍ تام بأن وعي الشعب المصري وثقته التي لاتتزعزع في قيادته؛ سيُدحض كل هذه الترَّهات التي لم تجئ إلا في أضغاث أحلام تلك "الفئة الباغية"؛ ولن ينساق ــ ولو للحظة ــ خلف تلك الأكاذيب؛ لإيمانه بما يلمسه من حجم التغيير الإيجابي الهائل في البنية التحتية؛ ويرى الكم الكبير من المشروعات القومية العملاقة التي تشيَّد على أرض الوطن شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا؛ وليثبت إنه متأهب دائمًا للرد على كل مايُحاك في الخفاء من مؤامرات ضد استقراره وأمنه وسلامته.
 
وأخيرًا .. أقول للمتربصين بوطننا ومكتسباتنا على أرضه: لقد دفعنا الثمن غاليًا من الجهد والعرق والدموع.. والدم؛ للوصول إلى هذه الحقبة الفارقة في تاريخنا الحديث، وليعرف الجميع أن "الذيول" مهما حاولت ـ بادعاءاتها الزائفة ـ إيهام العامة والبسطاء؛ بأنها قادرة على مواصلة الحياة.. نقول لهم: لقد ذهبت ريحكم وأفكاركم إلى غير رجعة.
 
 فلنكن دائمًا خلف قيادتنا الوطنية التي قضت على ما أحدثته ثلاثون عامًا من التجريف لمجالات الحياة كافة؛ ولنحافظ على مسيرتنا الوطنية التنموية؛ بوعي وعزيمة رجال مصر وشبابها الذي يعرف قيمة مصرنا المحروسة وترابها المقدس.

* رئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر

كلمات البحث