يحتفل العالم بـ"عيد الحب" أو الفالنتاين" في الربع عشر من فبراير كل عام، ولكن يحتفل الشعب المصري، بـ"عيد الحب" مرتين الأولى في التاريخ المتفق عليه عالميا، والثانية في الرابع من شهر نوفمبر كل عام.
موضوعات مقترحة
يرجع، الاحتفال بعيد الحب المصري إلى عام 1988، بمعرفة صاحب الفكرة الصحفي مصطفى أمين، ولكن للاحتفال العالمي بعيد الحب قصة بدأت عندما أُعدم شخص يدعى "فالنتاين" في 14 فبراير عام 269 بعد الميلاد، الذي تضاربت الأقاويل حول أسباب إعدامه.
وترجع القصة وراء اختيار يوم الرابع من نوفمبر للاحتفال بعيد الحب إلى فقرة بعنوان "فكرة" نشرها مصطفى أمين في العام 1974 في جريدة "أخبار اليوم"، هي أن يكون هذا اليوم من كل عام هو يوم لـ"الاحتفال بعيد الحب" في مصر، ولكن الحب بمعناه الواسع الشامل بدءا من حب الله والأسرة والجيران والأصدقاء والناس جميعا.
وكتب أمين وقتها: "نريد أن نحتفل لأول مرة يوم 4 نوفمبر بعيد الحب، حب الله وحب الوطن وحب الأسرة وحب الجيران وحب الأصدقاء وحب الناس جميعا، هذا الحب سوف يعيد إلينا كل فضائلنا ويبعث كل قيمنا، يوم كانت النخوة طابعنا والمروءة ميزتنا والشهامة صفتنا".
واستلهم مصطفى أمين فكرة الاحتفال بـ"عيد الحب" أثناء مشاهدته في هذا التاريخ، لجنازة في حي السيدة زينب، فتعجب من وجود ثلاثة رجال فقط يسيرون فيها، إذ من المعروف عن المصريين أنهم يشاركون عادة في الجنازات بأعداد وفيرة حتى ولو كان الميت لا يعرفه أحد.
فاختار أمين "فكرة" هذا التاريخ واقترح أن يكون عيدًا للحب بهدف نشر السلام والمودة بين أفراد المجتمع، وليكون أيضا نافذة أمل للجميع للتخلص من همومهم.
وبمرور الوقت انتقلت تلك الدعوة من مجرد "فكرة" إلى انتفاضة للحب بين المصريين، وبات يوم الرابع من نوفمبر من كل عام عيدا للحب في مصر.
ولكن هناك تغيرات طرأت على مجتمعنا حتى أصبت مفهوم الحب، فالثورة التكنولوجية، غيرت مفاهيم الحب ، وبات من الضروري ترسيخ الفكرة الواسعة للحب التي نشرها مصطفى أمين والتي تشمل العائلة والأصدقاء.
وتقول الدكتورة سهير صفوت أستاذ علم الاجتماع كلية التربية جامعة عين شمس، من يقول أن الحب قد ضاع فهي "إشاعة"، فكل ما نفعله بالحياة هو بدافع الحب، ولكن يمكننا القول بان مفهوم الوعي بقيمة الحب وكينونته والذي أصبح غير موجود، وهذا الأمر يرجع إلى التغيرات التكنولوجية جعلت الإنسان مغترب عن ذاته، وأصبح لديه تشويش للمفاهيم التي يحيا من أجلها.
وتابعت: "نحن نستمد الحب من الله، لأن الله محبة، ومنه تنطلق المحبة، ولكن نستطيع القول بأن التكنولوجيا وصلت الإنسان إلى نوع من التشويش".
كما أن مهارات الحب أساسها "فكرة التقبل" أي أكون متقبل ذاتي، ولكن نؤكد أن التغيرات التكنولوجية رسخت فكرة عدم قبول الذات، أيضا كثرة الاستعراض على «السوشيال ميديا» مهما وصل للنجاح والثناء عليه لا تكون لديه حالة من الرضا.
وتتفق الدكتورة سهير صفوت مع الراحل مصطفى أمين على أن الحب في حد ذاته هو الحياة، لو لم يستطيع الإنسان أن يحب ذاته لن يمنح الحب لكل من حوله فكل شيء نفعله في الحياة مرتبط بالحب.
وذكرت أستاذ علم الاجتماع أن كل ما نحتاجه هو تقبل الإنسان لنفسه وان يقدر قيمته والنعم التي أنعم الله بها عليه والتقدير للذات وقيمة الآخرين، كذلك احترام الاختلاف أي كان نوع الاختلاف على كافة الأصعدة، مؤكدة أننا بحاجة ماسّة لإعادة بعث للقيم المرتبطة بالحب لكي نحيا مرة أخرى بالحب داخل المجتمع.
الدكتورة سهير صفوت