راديو الاهرام

تخفيض الانبعاثات إلى النصف بحلول 2030.. موضوع أساسي على أجندة الشركات والحكومات حول العالم

3-11-2022 | 13:08
تخفيض الانبعاثات إلى النصف بحلول  موضوع أساسي على أجندة الشركات والحكومات حول العالمليزا وي، نائب الرئيس للاستدامة لدى أڤيڤا

قالت  ليزا وي، نائب الرئيس للاستدامة لدى أڤيڤا صبحت آثار التغير المناخي محسوسة بوضوح في أرجاء الكوكب الذي يشهد أحداثًا وكوارث مناخية قاسية بوتيرة أسرع من قبل، بينما يواجه العالم مخاطر مناخية متعددة لا مناص منها على مدى العقود الثلاثة المقبلة، وإلى جانب شحّ المياه وانقطاع الكهرباء والنزوح والإخلاء، تأتي الكوارث المناخية لتحصد الأرواح كذلك، حيث تسبب الظروف المناخية القاسية أكثر من خمس ملايين وفاة سنويًا بفعل الارتفاع أو الانخفاض الشديدين لدرجات الحرارة وفقًا لدراسة أجراها الباحثون في جامعة موناش.

موضوعات مقترحة

وبحلول العام 2050، سترتفع تكلفة الصيف الحار والشتاء القارس في الوقت الذي يكبّد فيه التغير المناخي الاقتصاد العالمي 11-14 بالمائة، أي حوالي 23 تريليون دولار من قيمته. كما أنه قد يتسبب في نفس الفترة بوفاة 140 مليون شخص آخرين، وتدرك الحكومات والشركات حول العالم الآن أن تجنب تلك الكوارث الفادحة يتطلّب نقلة نوعية في التفكير والتعامل مع هذه المشكلة. 

التفكير بالناس وبالكوكب إلى جانب الاهتمام بالأرباح

يعدّ الاهتمام بصحة الناس وسلامة الكوكب إلى جانب السعي إلى تحقيق الأرباح ضرورة ملحّة في الوقت الراهن. ومن هذا المنطلق، وضعت 136 دولة و740 من كبرى الشركات الرائدة في العالم أهداف الانبعاث الصفري التي تتطلع إلى تخفيض انبعاث غازات الدفيئة إلى أقرب قيمة ممكنة من الصفر من أجل تقييد الاحتباس الحراري بدرجة ونص مئوية فقط مقارنة بالمستويات ما قبل الصناعية، تماشيًا مع أهداف اتفاقية باريس.

وتحذّر الهيئة الحكومية الدولية المعنيّة بتغيّر المناخ من كوننا لا نتحرك بالسرعة الكافية في هذا الصدد، حيث لن نستطيع تحقيق الهدف المرجوّ والبالغ 1.5 درجة مئوية ما لم يتم تخفيض انبعاث غازات الدفيئة بشكل فوري وفعال. ولكننا أثبتنا لأنفسنا مؤخرًا خلال الجائحة أن بوسعنا إحداث التغيير المرغوب عندما ننهض معًا لمواجهة الموقف. 

الإجراءات الفورية يمكنها تخفيض الانبعاثات إلى النصف

يمكننا من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة أن نخفّض الانبعاثات إلى النصف، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ – شريطة أن نتصرّف فورًا بوضع السياسات المناسبة واستخدام البنية التحتية والتقنيات الصحيحة. وفي هذا السياق، لا بدّ من وضع المستهدفات المناسبة كذلك.وبينما توفر الأهداف رؤية طويلة الأمد ومصدر إلهام على المدى القصير، فإن مجرد نشر تلك الطموحات على الملأ لا يكفي، إذ إنّ علينا – حكومات وشركات – أن نتطلع إلى مستهدفات قائمة على الأدلة ذات جذور في العالم الواقعي، وتقديم خارطة طريقة واضحة نحو النجاح بناءً على خطة عمل استراتيجية." 

وتعمل أكثر من 3,500 شركة ومؤسسة مالية حول العالم مع مبادرة الأهداف القائمة على العلوم (SBTi) لتخفيض انبعاثاتها بما يتماشى مع علوم المناخ. يذكر أن المبادرة هي شراكة بين مشروع الإفصاح عن انبعاثات الكربون CPD الذي يدير النظام العالمي للإفصاح البيئي للشركات والحكومات الإقليمية وبين الاتفاق العالمي للأمم المتحدة وعدد من المنظمات الأخرى. 

تحث المبادرة القطاع الخاص على الالتزام بالمستهدفات الطموحة لتخفيض الانبعاثات. ويمكن اعتبار مستهدفات تخفيض انبعاث الكربون بمثابة مستهدفات قائمة على العلوم في حال انسجامها مع أحدث ما يعتبره علم المناخ ضروريًا لتقييد الاحتباس الحراري بدرجة ونصف مئوية فوق المستويات ما قبل الصناعية. كما ينبغي أن ترافقها التزامات محددة وأهداف على المدى القصير. ولا بدّ أن تنطوي تلك الالتزامات على مسارات واضحة ومحددة نحو تخفيض الانبعاثات بما يتماشى مع اتفاقية باريس. وفي هذا السياق نشير إلى أن مبادرة المستهدفات القائمة على العلوم SBTi تحققت من مستهدفات أكثر من 1,600 شركة حول العالم، بما فيها أڤيڤا.

مستهدفات الانبعاثات القائمة على العلوم وما تحققه من مزايا اقتصادية

وفقًا لمبادرة المستهدفات القائمة على العلوم SBTi، فإن وضع المستهدفات الخاصة بالانبعاثات يحقق مكاسب للاقتصاد والأعمال، ومنها تحقيق النمو بما يتناسب مع المستجدات في المستقبل، وتعزيز القدرة على الصمود في وجه الأزمات، وترسيخ الامتثال التشريعي وتعزيز ثقة المستثمرين إلى جانب دفع عجلة الابتكار والتنافسية. وفي الوقت ذاته، تعبّر الأهداف القائمة على العلوم عن التزامات ملموسة للاستدامة تجاه المستهلكين والأطراف المعنية الأخرى.

يتطلب تحقيق تلك الأهداف من الشركات نظرة شاملة على سلسلة القيمة بالكامل وتنفيذ استراتيجيات تخفيض انبعاثات الكربون التي ستسهم بدورها بتخفيض انبعاث غازات الدفيئة بشكل مطلق. ومن الجيد أن يكون الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة نقطة بداية هنا، ولكن بوسع التحول الرقمي كذلك المساعدة في رفع الكفاءة التشغيلية بشكل ملموس ودعم التفاعل بين المورد والعميل ودعم مشاركة البيانات والتعاون على النطاق اللازم للوصول إلى مستقبل أكثر مرونة وملاءمة للبيئة. 

ولا شك في أن الإفصاح عن التقدم الذي تحرزه المؤسسات بمقاييس كميّة أمر بالغ الأهمية للاحتفاظ بثقة جميع المعنيين في كافة المراحل، فهي تعتبر نفسها مسؤولة عن أدائها المالي أمام المعنيين. وفيما يطلب المستثمرون والمستهلكون امتثالًا أكبر بمقاييس الاستدامة، فقد حان الوقت كي تتخذ المؤسسات إجراءات قابلة للقياس في سبيل مكافحة التغير المناخي وضمان قدرتها على الصمود في وجه الكوارث المناخية، لأن أفضل صور العمل هي العمل الذي يتسم بالاستدامة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: