Close ad

نار الأسعار.. تحرق مشعلوها

3-11-2022 | 13:38

منذ فترة غير قصيرة؛ حدثت أزمة في أسواق الحبوب، بسبب قلة المعروض من أحد أصنافها؛ ولما اعتاد الناس على نوع أو اثنين منها، واعتبروها أفضل أنواع المعروض؛ فكان من الطبيعي البحث عنها؛ والسؤال عن اختفائها؛ خاصة بعدما صنعوا لأنفسهم صورة ذهنية متميزة عبر سنوات متكررة.

ولما قل المعروض منها حتى اختفى؛ ذهبوا لمنتجات أخرى؛ ووجدوا فيها ضالتهم؛ من حيث جودة الصنف؛ وسعره المناسب؛ واكتشفوا بالتجربة أن هناك من هو أفضل؛ وأنه لولا تلك الظروف؛ ما كان لهم أن يعوا تلك المعلومة المهمة للغاية.

وهذا حال عدد لا بأس به من تجار السوق؛ ولا استثني أحدًا؛ وأضم إليهم بعض تجار الدواء؛ نعم؛ هم تجار؛ وليسوا صيادلة؛ حيث تتم المتاجرة بأمراض الناس؛ ومنهم البسطاء والضعفاء؛ فهؤلاء يمكن تسميتهم بتجار الدم؛ لأنهم يقتاتون على دماء الغلابة.
وما يمكن أن يرويه الناس في أزمات الدواء محزن للغاية؛ فهناك عدد كبير من تجار "الدم" خزنوا عددًا كبيرًا من الأدوية؛ بغرض رفع أسعارها بلا مبرر؛ سوى تحقيق ربح كبير؛ تحت مبرر؛ ارتفاع سعر الدولار؛ وأنه لابد من تعويض الفارق بين قيمة الجنيه قبل ارتفاع الدولار؛ وبين قيمته بعد ارتفاعه!!

وهذا منطق بعض التجار البحت البرجماتي؛ وقد يقول أحدهم؛ وكيف أنفق على أسرتي بعد ارتفاع الأسعار؟ وهذا سؤال مهم للغاية.
إجابته أكثر بساطة مما يتخيل طارحوه، فتاجر الدواء؛ يربح بالفعل نسبة من 10 إلى 15% بالفعل من عمله؛ لذا هو يرغب في تحقيق ربح أكثر لتحقيق فائدة أكثر تحت مبررات يضعها للمحيطين به؛ والحقيقة مؤلمة؛ فتلك الأرباح بسبب تخزين الدواء قد تصل لأضعاف ما تحدثت عنه؛ وهنا الأمر فاق المقبول وتحول لتجارة ممنوعة؛ مثلها مثل أدوية المخدرات التي قد يبيعها بعضهم؛ ولا أجد فرقًا بين الاثنين على الإطلاق.
تلك الأزمة كشفت عددًا من تجار الدواء؛ وبات بين الناس حديث دائم عنهم؛ ويومًا بعد يوم يضيفون إلى حديثهم أحد هؤلاء التجار؛ حتى يبتعدوا عنه.
و المحصلة أنه بعد انتهاء الأزمة وانزوائها؛ سيبتعد الناس تمامًا عن تجار الدم بشكل سيكون لافتًا؛ حينما تجد إقبالاً على إحدى الصيدليات؛ وإدبارًا وتجاهلاً لأخرى!
ويكفي تمامًا أن يصادف أحد هؤلاء التجار دعوة مغلوب على أمره؛ فيكون مآله غير متوقع؛ ويحصد نتيجة عمله السيئ؛ بسوء لم يخطر بباله؛ فكما في الجنة ما لم يخطر على قلب بشر؛ هناك من عدل الله ما لا يجمعه ويتخيله عقل.

أزمة ارتفاع الأسعار مستمرة؛ لأننا نمر بمرحلة كاشفة من أزمة اقتصادية كبيرة؛ الخروج بسلام منها؛ يستلزم تكاتف كل فئات الشعب بلا استثناء؛ لأن ارتفاع الأسعار من المؤكد أنه يصيب الجميع؛ والنجاة منه ستعود بالنفع على الجميع؛ والعكس صحيح.

،،، والله من وراء القصد

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الرحمة

أيام قلائل ويهل علينا شهر رمضان المبارك؛ وأجد أنه من المناسب أن أتحدث عن عبادة من أفضل العبادات تقربًا لله عز وجل؛ لاسيما أننا خٌلقنا لنعبده؛ وعلينا التقرب لله بتحري ما يرضيه والبعد عن ما يغضبه.

الأكثر قراءة