«لا أعتبر نفسي رئيسًا لمصر بل إنسان طُلب منه التدخل لحماية وطنه»، بتلك الكلمات وجه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى حديثه للشعب المصرى الذى اتسم بالمكاشفة والصراحة والشفافية فى ختام المؤتمر الاقتصادى، وإن كان يعتبر نفسه مجرد إنسان فأنا أراه بطلا منقذًا جاء في الوقت الصحيح لينتشل مصر قبل أن تسقط فى هاوية المؤامرات والحرب الأهلية، ألا تتذكرون تلك الأيام السوداء التى انعدم فيها الأمان فى الشوارع، وشح الخبز والبنزين والكهرباء التى كانت تنقطع أكثر من مرة فى اليوم، ولولا كرم رب العالمين على مصر فبعث إليها هدية فى صورة زعيم مخلص شجاع صاحب رؤية وحلم عملاق لمستقبل بلده قدم حياته لمصر ووعد شعبه بأن تكون «مصر أد الدنيا» وقد كان، وعد فأوفى، وفى خلال 8 سنوات من العمل المتواصل والجهد حقق إنجازات تفوق ما كان يمكن أن ينجزه غيره فى 50 عامًا.
وبرغم ذلك فهو يعتبر أن ما تحقق برغم كثرته خطوة من ألف خطوة ألا تتفكرون، فمن يغب عن مصر ويعُد إليها خلال شهور يدرك حجم التغيير الواضح ليس فقط فى الطرق والمباني، بل أيضًا فى الخدمات والتطوير فى كل أوجه الحياة، فأين كنا وإلى أين وصلنا، نقلة نوعية لا ينكرها إلا كل جاحد لئيم، وجاءت رسائل الرئيس خلال كلمته فى ختام المؤتمر الاقتصادى واضحة ومطمئنة تمنح المصريين خارطة طريق لما يحمله المستقبل من حلول وتحديات وأفكار خارج الصندوق لعبور الأزمة الاقتصادية العالمية التي تلقى بأعبائها على مصر، مجددًا العهد مع شعبه قائلا: «أنا على العهد معكم لم ولن أدخر جهدًا أو أؤجل عملا أو أسوّف أمرًا، ولن أخشى مواجهة أو اقتحامًا لمشكلة أو تحدٍّ، وعلى يقين بعظمة وعراقة أمتنا، ولإيمانى بأن اصطفاف الشعب المصري هو ضمان الانتصار والعبور نحو المستقبل».
وأوضح فخامته أن المشروعات القومية التي نفذتها الدولة خلال السنوات الماضية أسهمت فى توفير 5 ملايين فرصة عمل للطبقات الأكثر احتياجًا، ولأنه نصير المرأة والمدافع الأول عنها فلم ينسَ المرأة نصف المجتمع قائلا: «لقد كانت المرأة المصرية وما زالت داعمة وظهيرًا لوطنها، ولن أكون مبالغًا إذا قلت: إن قوة المرأة المصرية هي التي صنعت مجد هذا الوطن، وأقولها صريحة: انحيازى للمرأة المصرية هو عن قناعة تامة وإيمان حقيقى، وإن احترام المرأة وتقدير دورها وتمكينها وحمياتها هو واجب وطني والتزام سياسى، وليس هبة أو منحة، بل هو حق سياسى لها، وعلينا جميعا أن نتخذه كمنهج حياة، ومن دونه لن يحدث أي نجاح منشود».
ولأن المواجهة بشجاعة سرد الوقائع حل جذري فى وقت الأزمات وللتذكرة بما كنا فيه فقد أكمل سيادته قائلا: «واجهنا موجة إرهاب عاتية، وسالت دماء أبنائنا من رجال الجيش المصري العظيم والشرطة المصرية الباسلة، واقتحمنا مشكلات وأزمات اقتصادية متراكمة على مدار عقود ببرنامج إصلاح اقتصادي كان بطله هو المواطن المصري الذي تحمل آثاره المباشرة على حياته اليومية، وكان متفهمًا لأهمية هذه الإجراءات لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة»، وأكد أنه يجب أن نعى أن جميع الشعوب تعانى جرّاء الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم وليست مصر وحدها، ولكن الرئيس على ثقة من أن شعب مصر وطنى أصيل، ولديه وعى يساعد الدولة على تحقيق أهدافها وزيادة التنمية، وإن كان هدفنا جميعا أن تتقدم مصر لابد أن نعمل ونجتهد ونبذل أكثر ما يمكننا من أجل رفعة هذا الوطن، وأكمل الرئيس حديثه مخاطبا كل فئات الشعب «دولة مثل مصر تحتاج إلى إنفاق سنوى يصل إلى تريليون دولار، وأعلم ضعف المرتبات فالمواطن الذى يتلقى مرتب أقل من 10 آلاف جنيه مش هيعيش»، كما أضاف «وجهت الحكومة بالعمل على توسيع مظلة الحماية الاجتماعية، وعدم تحميل المواطن أعباء إضافية خلال الفترة المقبلة، وضرورة توفير فرص عمل فى كل مناطق الدولة، ولتأمين الغذاء تم زراعة مليون فدان جديدة تتكلف 150 مليار جنيه وتم الاستفادة بكل نقطة مياه فيها، وعن دعم الكهرباء أضاف «الناس فى أوروبا بتغلى الكهرباء وفقًا لتسعيرها ولدينا 17 مليون مشترك يحصلون على الكهرباء بأقل من نصف ثمنها.
وبالنسبة للتعليم وتطويره فنحن نحتاج إلى ٦٠ ألف فصل سنويًا و250 مليار دولار، ولذلك فقد تم توجيه الحكومة بعمل تقييم شامل ودوري للإجراءات الاقتصادية؛ وذلك لحرص الرئيس وسعيه الدائم لتحسين مستوى معيشة الفئات الأكثر فقرًا، كما دعا الرئيس القطاع الخاص للعمل فى المشروعات المطروحة، وأن تُطرح الموانئ والمطارات أمام القطاع الخاص للتشغيل فقط، ولا صحة لما يتداول من شائعات مغرضة لبيع أصول الدولة والموانئ، كما وجه رسالة شكر وتقدير لجيش مصر الباسل قائلا: « أى موضوع عايز أخلّصه بقول للجيش يعمله».
وقرر فخامته أن يكون المؤتمر الاقتصادى منصة لتقديم كشف حساب سنوي، والبدء الفورى بوضع التشريعات اللازمة لتنفيذ توصيات المؤتمر، والذى كان فرصة جيدة للحوار المباشر مع الحكومة، وطرح وجهات النظر المختلفة من جميع الاتجاهات بهدف النهوض بالاقتصاد المصرى، والعبور نحو الجمهورية الجديدة حيث تم وضع رؤية متكاملة لتوفير المناخ الآمن للاستثمار، وتوطين الصناعة، وإزالة العقبات التى تواجه المستثمرين، مع تقديم حوافز استثمارية للصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتنمية الصادرات، وتسهيل نفاذها للأسواق العالمية، وجاءت لتعكس حرص الدولة على زيادة معدلات النمو الاقتصادي، وإن شاء الله القادم أجمل، وتحيا مصر رغم أنف الحاقدين بزعيمها الشجاع المخلص البطل المحب لشعبه وجيشها الباسل حامى حمى الوطن ومنجز المشروعات العملاقة، وصقورها خط الدفاع الأول عن مصر، وشرطتها عين مصر الساهرة داعمة الأمن والاستقرار، وشعبها الواعي الصبور الوطني.