Close ad

كيف تختار نظامًا غذائيًا صديقًا للبيئة لمحاربة تغير المناخ؟

30-10-2022 | 17:49
 كيف تختار نظامًا غذائيًا صديقًا للبيئة لمحاربة تغير المناخ؟نظام غذائي صديق للبيئة
إيمان فكري

مع تزايد تأثيرات تغير المناخ، أصبحت الخيارات التي نتخذها بشأن ما نتناوله أكثر أهمية من أي وقت مضى، لتعديل وتصحيح بعض السلوكيات المضرة بالبيئة، ومعالجة الأنظمة الغذائية غير الصحية والاتجاه المتنامي نحو الأطعمة المصنعة من الجوانب المهمة في مكافحة التغير المناخي، حيث تتعارض أنماط الاستهلاك الغذائي في معظم دول العالم مع أهداف التنمية المستدامة وتستنزف البيئة بشكل يهدد الحياة على كوكب الأرض.

ويعقد مؤتمر قمة للمناخ Cop27، التي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ، بداية من 6 نوفمبر المقبل، حتى الـ18 من الشهر نفسه، وخلال الفترة من 11 إلى 12 أكتوبر تعقد فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للمناخ الأخضر والإدارة الذكية للمخلفات، تحت عنوان "الإسراع لوقف هدر وفقد الطعام من أجل مستقبل صافى الانبعاث الصفري"، برعاية وزارة البيئة ضمن المبادرة الرئاسية "اتحضر للأخضر "، وشيخ الأزهر ووزير التموين.

690 مليون شخص يعانون من الجوع

وتشير منظمة الأمم المتحدة إلى أن نحو 690 مليون شخص يعانون من الجوع، في عالم ينتج من الغذاء ما يكفي لإطعام جميع البشر في كل مكان، إلا أن أطناناً من الأغذية الصالحة للأكل تُفقد يومياً، أو يتم هدرها في المرحلة الممتدة بين الحصاد والاستهلاك.

وتفيد منظمة الفاو بفقدان أطنان من الأغذية الصالحة للأكل أو هدرها يومياً، ففي المرحلة الممتدة بين الحصاد وتجارة التجزئة وحدها، يُفقد نحو 14% من مجمل الأغذية المنتجة عالمياً، كما تُهدر كميات ضخمة من الغذاء على مستوى تجارة التجزئة أو الاستهلاك، حيث يُهدَر نحو ثلث الأغذية المنتجة عالمياً كل عام، أي نحو 1.3 مليار طن، بقيمة تصل إلى تريليون دولار سنوياً، بحسب الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة.

تأثير الطعام على الصحة والبيئة

ويؤدي فقد وهدر الأغذية إلى تبديد الموارد الطبيعية من مياه وتربة وطاقة، كما يساهم في تفاقم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وعلى رأسها غاز الميثان الناتج عن تحلل الطعام، وهو غاز أشد تأثيراً على تغير المناخ من غاز ثاني أكسيد الكربون، فالعادات الغذائية لها علاقة بالمناخ والبيئة، واختيار الطعام الذي نأكله وكيفية إنتاجه، يؤثر على الصحة والبيئة معا، حيث يكون وراء تلك الأطعمة شخص ينتجها أو يزرعها أو يحصدها أو يصطادها أو ينقلها.

نصائح لاختيار غذاء صديق للبيئة

ومع قيام العديد من الأشخاص بالطهي في المنزل هذه الأيام، هناك فرصة أكبر لاستخدام الطعام لمكافحة تغير المناخ، مع هذه المقايضات والتعديلات على عادات الطعام الخاصة بك، يمكنك المساعدة في إحداث تأثير أكثر إيجابية على صحتك وكذلك على كوكب الأرض، وهناك بعض الخطوات التي تمنعنا من إهدار الطعام، وتغير من العادات الغذائية، كي لا يصبح هدر الأغذية نمط عيش معتاد، نوضحها في السطور التالية، بحسب الدكتور أحمد دياب استشاري التغذية العلاجية.

1- احرص على شراء حاجتك فقط

يجب أن يكون هناك تخطيط ووضع قائمة للتسويق، والحرص على شراء الأغذية التي بحاجة بها فقط.

2- استخدام الفاكهة الناضجة

الحرص على شراء الفاكهة والخضروات الناضجة، لأن الغير سوية مصيرها القمامة وهذا إهدار للغذاء.

3- تخزين الغذاء بحكمة

يجب تخزين الغذاء بنظام جيد، ليكون الأقدم في مقدمة الثلاجة، والأحدث في الخلف، مع استخدام حاويات محكمة الغلق، لكي تبقى الأغذية المفتوحة طازجًة داخل الثلاجة، وغلقها جيدا لمنع دخول الحشرات إليها.

4- قراءة معلومات عبوات الأغذية

تحقق من المعلومات الملصقة على عبوات الأغذية، لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على مكوّنات غير صحية كالدهون غير المشبعة والمواد الحافظة، مع تجنب الأغذية التي أضيف السكر أو الملح إليها.

5- استهلاك كميات صغيرة

يجب استهلاك كميا صغيرة من الغذاء، في المنزل أو المطاعم، حتى لا يحدث إهدار للغذاء.

6- عدم التخلص من الغذاء

في حال عدم انتهاء غذاء اليوم أو كان كمية كبيرة على الأسرة، فيفضل تجميده لاستخدامه في وقت آخر، وبدلا من التخلص من فضلات الطعام يمكن تحويله إلى سماد عضوي، مما يعيد المواد الغذائية إلى التربة، ويقلل من انبعاثات الكربون.

7- الحفاظ على التربة والمياه

قد تكون بعض النفايات المنزلية خطرة ويمنع إلقاءها في سلة القمامة العادية، فالمواد مثل البطاريات والطلاء والهواتف المحمولة والأدوية والمواد الكيميائية والأسمدة والإطارات وخراطيش الحبر وما إلى ذلك، قد تتسرب إلى التربة وإلى إمدادات المياه فتلحق الضرر بالموارد الطبيعية التي تنتج غذاءنا.

8- مشاركة الغذاء

يمكنك التبرع بفائض الغذاء بدلا من التخلص منه، سواء للجيران أو الشركات المخصصة لذلك.

ممارسات صحية وصديقة للبيئة

هناك بعض الممارسات الصحية الغذائية وصديقة للبيئة أيضا، وهي:

  • شراء المنتجات المحلية

على الرغم من أن نظامنا الغذائي العالمي يمكّن الملايين من الأشخاص من الوصول إلى الطعام من جميع أنحاء العالم، لكن كلما زادت المسافة التي قطعها طعامك، قلت قيمته الغذائية وزادت احتمالية ضرره على البيئة.

وكلما زادت المسافة التي يقطعها طعامك، زادت انبعاثات غازات الدفيئة، وقلت قيمته الغذائية، واحتاج إلى المزيد من عملية المعالجة والتخزين والحفظ، ما يزيد كمية الدهون والأملاح والمواد الحافظة فيه، ولتقليل أميال الطعام الخاصة بك، يمكنك شراء المنتجات المحلية أو زراعة الفواكه والخضروات الخاصة بك أو حتى تربية الدجاج، يجب أيضاً استخدام المكونات الطازجة في الطهي وشراء عدد أقل من الأطعمة المصنعة.

  • خيارات صديقة للبيئة

يوصى بإتباع نظام غذائي غني بالبروتين، لأنه يساعد في الحفاظ على نمو الخلايا وإصلاحها، ويمكنك أيضاً اختيار مصادر البروتين الصديقة للحيوانات، مثل، البيض والزبادي والبقوليات وغيرها، ويمكن أيضاً أن تكون الأسماك والمأكولات البحرية المستدامة الأخرى وجبة صحية ولذيذة للغاية، فالبقوليات ليست صحية فقط، بل إنها صديقة للبيئة.

  • الانتقال للزراعة العضوية

الغذاء العضوي هو أحد الطرق لتقليل الضرر البيئي، وذلك لأنه لا يشجع على استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الضارة الأخرى.

  • تقليل استخدام المياه المعباة

الماء ضروري جداً لحياة الإنسان ويساعد في وظائف أعضاء الجسم، ويُنصح بشرب ما يصل إلى 8 أكواب يوميا، ومع ذلك، فإن المياه المعبأة تسبب ضرراً للبيئة أكثر مما تعتقد، ينتج عن إنتاج هذه الزجاجات ونقلها وتخزينها غازات دفيئة تعادل إنتاج 13000 سيارة كل عام.

  • تجربة وصفات آكلات صديقة للبيئة

للوصول إلى طعام صحي وصديق للبيئة، يمكنك ابتكار وصفات رائعة باستخدام الأطعمة العضوية، ويمكنك أيضاً تجربة البقوليات والفواكه والخضروات وغيرها من المنتجات المحلية الطازجة والتي لها الحد الأدنى من أميال الطعام، فيفضل أن يكون منزلك مليء بالأطعمة الصديقة للبيئة.

كلمات البحث