راديو الاهرام

«ابدأ» تقود الصناعة المصرية إلى العالمية.. توطين أحدث التكنولوجيات ودعم القدرة التنافسية للمنتج المصري

31-10-2022 | 13:21
;ابدأ; تقود الصناعة المصرية إلى العالمية توطين أحدث التكنولوجيات ودعم القدرة التنافسية للمنتج المصريمبادرة إبدأ
إيمان البدري

في إطار تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي تم إطلاق مبادرة «ابدأ» لدعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات، على أن يتم ذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطني في توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في مصر.

موضوعات مقترحة

ومنذ صدور هذا التكليف نجحت المبادرة في تطوير العديد من المصانع والدخول في شراكات توجت بإحداث تطوير حقيقي في العديد من الصناعات، وفي ذات الوقت إنشاء مصانع جديدة وخطوط إنتاج تحتاجها السوق المصرية.

وتهدف المبادرة إلى توطين الصناعة الحديثة وتقليل الفجوة الاستيرادية وتوفير فرص عمل، وتتكامل أهدافها مع الأهداف الوطنية للدولة المصرية، والتزاماتها الدولية وجهودها نحو تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، والابتكار في المجال الصناعي، والاستهلاك والإنتاج بشكل مسئول.

وبالفعل تحت مظلة محور المشروعات الكبرى لمبادرة "ابدأ" يجرى حتى الآن تنفيذ 64 مشروعًا صناعيًا مع 33 شركة مصرية خاصة و20 شركة أجنبية تعمل على نقل التكنولوجيا من 12 دولة.

مبادرة "ابدأ" توجه للمشروعات الإستراتيجية لخفض الواردات

بداية قال المهندس مجد الدين المنزلاوي الأمين العام لجمعية رجال الأعمال المصريين ورئيس لجنة الصناعة والبحث العلمي بالجمعية، أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بإطلاق مبادرة "ابدأ" لبعض المشروعات الإستراتيجية، وهي مشروعات إستراتيجيه لتقليل فاتورة الواردات، وكذلك لبعض المشروعات التي يمكن أن تشارك فيها الحكومة وهو ما يشبه صندوق مصر السيادي، وتتم المشروعات من خلال قيام أعضاء مبادرة ابدأ بعمل دراسة المشروع الذي تتم المشاركة فيه، والغرض منه هو تقليل الفجوة في حجم الواردات، وبتالي لا يتم الدخول في أي مشروع، ولكن يتم الدخول في مشاريع محددة ونستطيع أن نسميها إستراتيجية ليس من ناحية حجمها ولكن من ناحية الاقتصاد، بمعنى أن المشروع له حجم واردات كبيرة وتوجد له جهة من القطاع الخاص تريد تنفيذ هذا المشروع، هنا الحكومة تدخل مشاركة بنسبة كبيرة في المشروعات المؤكدة.

مجد الدين المنزلاوي

 ومن هنا يعرض على مبادرة "ابدأ" المشروع ودراسة الجدوى، فإذا وجد أنه مشروع مقبول من الناحية الاقتصادية وأيضا دور المشروع في تقديم خدمات للوطن في تقليل حجم الواردات، ومن هنا يبدأ المشروع وهو نوع من تشجيع المستثمر، مع قيام مبادرة "ابدأ" بمتابعة بيانات المشروع التي تعتمد على الواردات والسوق المحلية لتصبح بيانات دقيقة من مبادرة "ابدأ" حتى لا يفشل أي مشروع ولكن يستمر.

وقد تم الاتفاق على مجموعة من المشروعات، وتم الإعلان عن 8 شركات بدأت بالفعل وهناك عشرات المشروعات الأخرى تمت دراستها وجارٍ تنفيذها، ولكن ما تم الإعلان عنه وتم تنفيذه هو 8 مشروعات وتم افتتاحها في مجالات مختلفة للسوق المحلية وللتصدير منهم مشروعات فقط مثل أجهزة التكييف المركزية الموفرة للطاقة والمضخات والمحابس والموتسكيلات.  

أهداف مبادرة "ابدأ"

نوه المنزلاوي، بأن الهدف من مبادرة ابدأ هو تقليل فاتورة الواردات وزيادة حجم الإنتاج والصادرات وزيادة تشغيل العماله بالتالي انخفاض البطالة، والاكتفاء من الإنتاج المحلي سيحدث ولكن ليس على مدار عام لأن المشاريع الصناعية تأخذ وقتًا وأعوامًا من عامين حتى 3 أعوام حتى نستطيع أن تكتفي محليا.

فمبادرة ابدأ هي دفعة للصناعة المصرية وتعتمد على المصانع الحديثة بل والقديمة أيضًا مثل إعادة استخدام مصنع الطلمبات والمضخات التي قامت مبادرة ابدأ الدخول فيها ودعمها بهدف خفض حجم الواردات وإنتاج منتج ذات جودة عالية يغطي احتياجات السوق المحلية، فمن الممكن إعادة استخدام مصانع قديمة، ولكن في حالة إذا كانت تتجه لإنتاج سلع إستراتيجية مع وضع الشروط ووضع الدراسة لكي تقرر "ابدأ" المشاركة أم لا.

تاريخ مبادرة ابدأ

وقال الدكتور أحمد سعيد البكل الخبير الاقتصادي والأستاذ بكلية السياسة والاقتصاد جامعة السويس، إنه في أبريل 2022، تم الإعلان عن مبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ»، كمبادرة لدعم وتوطين الصناعة الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطني في توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في مصر.

أحمد البكل

وفى أكتوبر 2022 تم إطلاق المبادرة، بناءً على تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم ربط مبادرة حياة كريمة بمشروع متكامل للصناعة وتنمية الموارد البشرية وتوطين الصناعة لتحقيق التنمية واستدامتها، وانطلاقا من كون الصناعة العمود الفقري لأي اقتصاد والمحرك الرئيسي لتحقيق التنمية الاقتصادية، وذلك نظرا لقدرة ودور القطاع الصناعي في تحقيق الاستغلال الأكفأ والفعال للموارد والمسئول التنفيذي عن متابعة وتحقيق أهداف المبادرة ومحاورها شركة ابدأ لتنمية المشروعات وهي شركة مساهمة مصرية والتي تعد الذراع التنفيذية للمبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية والمساهم الرئيسي فيها مؤسسة حياة كريمة بحصة حاكمة بما يضمن توفير مصدر مستدام لتمويل حياة كريمة ومشروعاتها الحالية المستقبلية وأيضاً يساعد ذلك على نمو الوعى والفكر وتحقيق التمكين الاقتصادي للمواطنين في قرى حياة كريمة.

محاور مبادرة "ابدأ"

وفي نفس السياق يستكمل البكل، الحديث حيث تنقسم محاور عمل مبادرة «ابدأ» الوطنية لتطوير الصناعة المصرية، إلى 3 محاور:

المحور الأول "المشروعات الكبرى"

ويعتبر المحور الأول هو المحور الخاص بالمشروعات الكبرى، فيجرى العمل على زيادة الشراكات مع الخبراء في القطاعات المختلفة وتشجيع الصناعات المغذية لتلك المشروعات الكبرى، وخاصة المتعلقة بالقطاع الصناعي ومشروعات البينة التحتية، والحفاظ على ضمان قدرتها على التوسع وتطوير شامل لمقومات العمل الصناعي من خامات وصناعات مغذية ومنتجات نهائية وغيرها من العوامل المساعدة على ذلك.

هذا وقد نجحت المبادرة في تجميع المتنافسين داخل القطاع الواحد (اندماج لإنشاء تكتل صناعي) لتوطين صناعات مغذية تتطلب الإنتاج بحجم كبير واستهلاك المنتج من قبل تحالف من المستثمرين المحليين كمكونات الأجهزة الكهربائية المنزلية التي سيقوم بتصنيعها واستهلاك وتصدير إنتاجها تحالف من مصنعي الأجهزة الكهربائية المنزلية المحليين بالشراكة مع المستثمرين الأجانب.

قطاعات نجحت في تحقيق أهداف مبادرة «ابدأ»

وأشار البكل، إلى أن القطاعات التي نجحت في تحقيق أهداف محور المشروعات الكبرى من عقد شراكات بها كل من قطاع الأجهزة الكهربائية المنزلية، حيث استطاعت جذب العديد من المستثمرين من اليابان وإيطاليا وتركيا والصين لتوطين صناعات مكونات الأجهزة الكهربائية المنزلية في مصر.

وتم جذب العديد من الاستثمارات في قطاعات مثل صناعات الأسمدة والمطاط وقطع غيار السيارات والصناعات المعدنية وأجهزة الاتصالات والمولدات الكهربائية والمنتجات الجلدية والمعدات الثقيلة، وغيرها.

وتحت مظلة محور المشروعات الكبرى يجرى حتى الآن تنفيذ 64 مشروعا صناعيا مع 33 شركة مصرية خاصة و20 شركة أجنبية تعمل على نقل التكنولوجيا من 12 دولة.

وتستهدف كافة المشروعات الكبرى زيادة المكون المحلي وستتم زيادته بشكل تدريجي بما يضمن تقليل الفجوة الاستيرادية وتحقيق التكامل بين كافة الصناعات، وتستهدف أيضا العديد من المشروعات زيادة الصادرات للخارج بناء على دراسات المواصفات الفنية والقياسية لأسواق الدول المستوردة.

المحور الثاني دعم الصناعات والرخصة الذهبية

تابع البكل، المحور الثاني لمبادرة "ابدأ" حيث يعتبر ذلك المحور من المحاور المهمة لدعم المحور السابق، حيث يهدف إلى تقديم الدعم الفني والمادي للمصانع المخالفة والمتعثرة ومساندتها حتى تستطيع تقنين أوضاعها حيث استطاعت المبادرة تطوير مصانع قائمة وبناء أخرى جديدة، وفى إطار ذلك تم إصدار الرخصة الذهبية لمدة 3 شهور لكل المتقدمين وذلك لمساعدة جميع المستثمرين.

كما يعمل محور دعم الصناعات على التواصل المستمر بالتنسيق مع فريق مؤسسة حياة كريمة للبناء على جهود الدولة وتحقيق طفرة في البنية الأساسية، وعمل تمكين اقتصادي من خلال توطين سلاسل صناعات متكاملة بمراكز حياة كريمة تضمن تعظيم استغلال القيمة المضافة لموارد هذه المراكز وتوطين صناعات بها وتخفيض معدلات البطالة بتلك المراكز والقرى.

المحور الثالث لمبادرة "ابدأ" البحث والتطوير والتدريب

كما يستهدف محور البحث والتطوير والتدريب تنمية قدرات الموارد البشرية في قرى ومراكز حياة كريمة وتقديم الدعم والتدريب الفني والمهني لها والحديث على لسان الدكتور أحمد البكل، حيث يهدف هذا المحور إلى ضمان مواكبة المشروعات الصناعية للتطورات المتلاحقة في الصناعة، كما نجح محور التدريب والبحث والتطوير في توقيع بروتوكولات للتدريب مع جهات مختلفة حكومية وخاصة.

 ولذلك تعتبر مبادرة «ابدأ» خطوة للبناء ومواصلته للحفاظ على الإنجازات الضخمة التي تمت في مصر من البنية التحتية وشبكات الطرق ومشروعات النقل وتطوير المطارات والموانئ وفائض كهرباء والذي يقترب من المعدل العالمي للفائض وهو 25% والذي يكفل تغطية التوسعات المستقبلية وإنشاء مدن جديدة ومجمعات صناعية وخدمية ومراكز لوجستية.

أهداف مبادرة «ابدأ»

وأشار البكل، إلى أن مبادرة "ابدأ" تهدف لإضافة استثمارات جديدة لقطاع الصناعة بقيمة" 200 مليار جنيه وتوفير نحو 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال السنوات الأربع القادمة".

وتستهدف المبادرة أيضًا تحسين مناخ الاستثمار وممارسة الأعمال ودعم كافة جهات الدولة للصناعة والتصدير، حيث إن الأزمات المتلاحقة على الاقتصاد العالمي عامة وعلى الاقتصاد المصري خاصة تؤكد ضرورية التوسع في الإنتاج والاستثمار والتصنيع في مصر، وذلك بالتعاون بين القطاع الخاص الوطني والشركات الأجنبية وذلك لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد والطاقات التي تمتلكها مصر.

وتعتبر المبادرة إحدى الأدوات الرئيسية لخلق اقتصاد معرفي تنافسي متنوع وذلك لتحفيز التصنيع وتحسين مناخ الأعمال ورفع مستوى التنافسية في مواجهة اقتصاديات الدول الأخرى وبما يضمن توفير فرص عمل لائقة تساعد على رفع مستويات رفاهة ومعيشة الشعب المصري.

مستقبل مبادرة «ابدأ»

واختتم الدكتور أحمد سعيد البكل الخبير الاقتصادي الأستاذ بكلية السياسة والاقتصاد جامعة السويس، حديثه حول مستقبل مبادرة "ابدأ" حيث تعتبر تلك المبادرة وما سينتج عنها من آثار مستقبلاً بمثابة حصانة للاقتصاد المصري في مواجهة أى صدمات داخلية أو خارجية، حيث ستكون تلك المبادرة لها دور في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مصر وزيادة قوة الجنيه المصري مقابل العملات الأخرى، حيث سيكون مدعوماً بقوة القطاع الصناعي وصادراته للعالم الخارجي بالإضافة للقطاعات الأخرى مثل القطاع الزراعي والسياحي، وتلك المبادرة سيكون لها دور في تنشيط حركة السفن بقناة السويس والمواني المصرية وتعظيم الاستفادة القصوى من المشاريع والإنجازات الخاصة بمشاريع البنية الأساسية كالطرق والكباري وغيرها من المشاريع التي تخدم القطاع الصناعي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: