راديو الاهرام

اجتماع الشرق والغرب في البحرين.. شكرًا فضيلة الإمام وقداسة البابا

27-10-2022 | 13:00

"من يعرف نفسه وغيره سيعرف أن الشرق والغرب لن يفترقا"، تلك مقولة للشاعر الألماني جوته، تعبر عن واقع البشرية واحتياجاتها اليوم، فالإنسانية لا فكاك لها من أن يكمل بعضها بعضًا؛ ليتحقق الرخاء والأمن والسلام بين البشر، وهذا هو صوت الحكمة والمنطق والأخوة الإنسانية التي أرشدنا إليها القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" [سورة الحجرات:13].
 
وقد أصبح جليًا أنه لا مكان – في عالم اليوم - لنعرات التفرقة والعصبية أو الآفات الناعقة بخطابات الكراهية، وأصبحت نداءات مثل مقولة الشاعر البريطاني "روديارد كيبلينج" الذي زعم أن "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا" في طي الماضي الذي لن يعود.
 
ولا يخفى على القارئ أن اجتماع الشرق والغرب نحو الحوار الحضاري والتعايش الإنساني في حاجة إلى رجال يبذلون أعمارهم لتحقيق هذا الهدف الإنساني، فالتقى على هذا الطريق رجلان بذلا جهدًا نفيسًا من أجل هدف يجمعهما، ألا وهو تخفيف آلام البشر، إنهما فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة.
 
قاد الإمام الطيب مؤسسة الأزهر الشريف ومعها مجلس حكماء المسلمين لتعزيز السِّلم في العالم ومحاولة  كسر حدَّة الاضطرابات والحروب، ونشر مبادئ الحق والخير والسلام، فجاب العالم شرقًا وغربًا لتحقيق هذا الأمل المنشود، فأسهمت جولاته ولقاءاته ومساعيه في تعزيز قيم الخير والحق والجمال.
 
ثم التقت جهود الإمام الطيب مع جهود قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، فاجتمعا على الخير ونفع الإنسان ومحاولة تخفيف آلامه؛ فكانا معًا نموذجًا يقتدى به، لنشر السلام والوئام بين البشر.
 
ويأتي ملتقى البحرين للحوار: «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» يومي الثالث والرابع من نوفمبر المقبل، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، ليتواصل الحوار بين الشرق والغرب، ولتتواصل جهود الرجلين على طريق السلام والتخفيف من آلام الإنسان وأحزانه وأطراحه. 
 
نأمل في أن تتواصل هذه اللقاءات وهذا الحوار بين الشرق والغرب من أجل مصلحة الإنسانية الخالدة، شكرًا فضيلة الإمام الطيب، وقداسة البابا فرنسيس، ومملكة البحرين على هذا الملتقى الجديد بين الشرق والغرب لأجل التعايش الإنساني.

*  رئيس جامعة الأزهر السابق

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: