راديو الاهرام

مصر والإمارات.. رؤية تاريخية

26-10-2022 | 14:23

الشعوب والقيادات الحية، هي التي تأخذ من تاريخها قوة، لتنطلق إلى المستقبل، وتحول حاضرها إلى بعث وثقة للمستقبل، وفي حياة العرب وتطوراتهم السياسية والاقتصادية تجارب ملهمة، نستطيع أن نأخذ منها العبرة نحو المستقبل، تجربة مصر والإمارات السياسية تعد نموذجًا، وسبق أن تكلمت عن الجذور التي فتحت أفقًا لهذه العلاقة، منذ أدرك مبكرًا - باستشرافه للماضي والحاضر والمستقبل - الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الإمارات، وباعث وحدتها، 7 إمارات كان من الممكن أن تكون دولًا وإمارات في منطقتنا العربية، وكان تأثيرها سيظل محدودًا وأثرها الإنساني لا يذكر.

في العقد الأخير، كانت الرؤية واضحة لدى البلدين (مصر والإمارات)، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد، حيث آمن العرب أنه آن الأوان ليكونوا رقمًا صعبًا ومؤثرًا في الحضارة الإنسانية المعاصرة، أي لابد من تحضر بلادنا، وأن تنفض عن تفكيرها كل عناصر الجمود والسلفية، وأن ترنو إلى مستقبل أفضل ليس لبلادهم فقط، لكن لكل العرب ونهضتهم الشاملة.

وكانت فكرة التطرف والسلفية سائدة، وقد أخذوا الإقليم العربي ودولنا معهم إلى هاوية سحيقة، وانبعثت الرؤية من الخليج العربي، يجب إنقاذ كل العرب من هذه الهوة الفكرية السحيقة التي تأخذهم إلى القرون الوسطى، الهبة من الخليج سمعها الشعب المصري، وانتفض في ثورة عارمة لم تشهد لها البشرية مثيلًا من قبل، (الالتحام المصري – الخليجي)، كان إشارة لحيوية هذه الأمة العربية، وأنها لن تستكين ولن تسقط، وسرعان ما تحركت معها الدنيا كلها، وانكشفت المؤامرة الإخوانية، وأنها كانت لحساب دول إقليمية للجوار العربي، لا تزال ترى في العرب ودولهم، أنهم دون المستوى للحكم والقيادة، وأنهم يجب أن يعودوا إلى جحورهم السابقة ملتحفين بشعارات دينية زائفة عن دولة الخلافة التي سقطت في الحروب العالمية، ولم تعد لها قيمة عالمية أو إنسانية، بل انكشف تاريخيًا أنها جلبت للعرب، وللمنطقة العربية التخلف والركود والانحطاط الثقافي والاقتصادي والاجتماعي.

التطور الذي حدث في سنوات العقد الثاني، من القرن الواحد والعشرين، وضع مصر والإمارات، (السيسي وبن زايد)، في مركز الرؤية والتفكير وقراءة المستقبل، وهكذا أكد التاريخ أن مصر والإمارات والقيادتين في البلدين حافظا على مكانة العرب وحاضرهم من أجل مستقبلهم.

إن الرؤية الثاقبة لمصر والإمارات تستحق منا أن نقدرها ونثمنها غاليًا، فهما كانتا القاطرة أو شبكة الإنقاذ لإخراجنا مما خطط لنا، وكان ليلاً شديد الظلام، وركامًا من التخلف يجر المنطقة العربية كلها إلى الانهيار، والعودة إلى القرون الوسطى، لكن رؤية القيادة والقاطرة وشبكة الإنقاذ، السيسي وبن زايد، وحكوماتهم ومؤسساتهم وجيشيهما وشعبيهما، أنقذتنا من أن نعود من جديد رعايا لخلافات من خارج حدودنا، بل من خارج المنطقة العربية.

الرؤية الثاقبة والانتصارات تضع القيادتين المصرية - الإماراتية في مكانة تاريخية سامقة وتؤهلهما ليكونا قاطرة التقدم لمصر والإمارات، ولكل الشعوب العربية نحو تقدير واحترام لاحتفالية سلطت الضوء، على حاضرنا الاقتصادي والسياسي، استلهمت التاريخ والجذور، ولم تنس الرؤية والتطور المستقبلي، هذا نموذج للتفكير الإستراتيجي الذي يصنع دولاً قوية ويحمي إقليمنا ويحفظ له هوية ومكانة عربية تستحق أن تتبوأ مقعدًا للقيادة والمشاركة في عالم مختلف ومتطور يعتمد على أسس من الحضارة التي تعرف مكانها من التاريخ والمستقبل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
مصر السيسي التي نحلم بها

بعد 10 سنوات على ثورة 30 يونيو التى لم تشهد مصر مثيلا لها فى تاريخها كله، تمثلت فى خروج الشعب، دفاعا عن تاريخه وهويته، التى كادت تسلب منه، وتسقط تحت أقدام

أنس جابر وزيرة السعادة لكل العرب

فتاة تونسية من سوسة بنت الطبقة الوسطى، سحبت البساط من تحت أقدام كرة القدم، وشعبيتها الأسطورية وملايينها، أنس جابر أعادت لنا الأمل فى أن تنتعش كل اللعبات