عاشت المرأة المصرية لسنوات تحظى بمكاسب مختلفة عبر سنوات كثيرة مضت، إلا أن ما حصدته خلال السنوات الثماني الماضية فقط، تخطى في مُجمله جميع مكاسبها السابقة، فشاهدناها أُمًا في منزلها، وقائدًا في عملها، تدرّجت مناصبها حتى شغلت لأول مرة في عام 2017 منصب محافظ، وهو العام الذي خصصته الدولة للمرأة المصرية، وتوالت المكتسبات فشاهدناها قاضيا، بل ومستشارا للأمن القومي لرئيس الجمهورية.
موضوعات مقترحة
حقائب وزارية ومجالس نيابية ومحلية
حملت المرأة في مصر الحقيبة الوزارية وكانت على قدر المسئولية فشغلَت أكثر من 8 وزارات في الحكومة، ودخلت مجلس النواب - كما كان متاحًا لها من قبل - إلا أن نسبتها خلال السنوات الثماني الماضية فقط، كانت الأعلى، وليس فقط بمجلس النواب، وإنما أيضا بالمجالس المحلية، وبالتزامن مع هذه المكتسبات، ارتفعت نسبة المشروعات الموجهة للمرأة إلى 68.8% خلال عام 2018 .
هل توقفت المكتسبات عند هذا الحد؟.. امتدت لتصل إلى المرأة المعيلة التي وفرت لها الدولة 50 ألف قرض مُيسّر – حتى العام الماضي 2021 – عبر برنامج "فرصة" التي أطلقته، لتوفير فرص عمل للمرأة المعيلة بتمويل 250 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر، وتوفير حوالي 10 آلاف فرصة عمل في المناطق الصناعية بالتنسيق مع جمعيات المستثمرين.
المرأة المعيلة
وإلى جانب ذلك أطلقت الدولة أيضًا برنامج "مستورة" للمرأة المعيلة فكان دوره التمويل متناهي الصغر بقيمة تتراوح ما بين 4 آلاف و 20 ألف جنيه، لمساعدة المرأة المعيلة من عمر (21 - 60 عامًا)، بشرط القدرة على العمل وذلك لكي تتمكن من إنشاء مشروع صغير ومتناهي الصغر، ويسلم هذا التمويل في صورة معدات أو وسائل إنتاج وليس كمبالغ مالية.
تمكين اقتصادي وسكني
كل هذه البرامج وغيرها كثير حيث برنامج "تكافل وكرامة" الذي يوفر الدعم المادي للأسر الفقيرة، وبرنامج "سكن كريم" الذي يدعم تمكين الأسر الفقيرة من الحصول على سكن ينتشلهم من قسوة العَوز وخطر التنقل بين الأرصفة والطرقات بلا مأوى.
طموح بلا حدود
تقول النائبة الشابة، بمجلس النواب، نيفين حمدي : في السنوات الثماني الماضية طموحي أصبح بلا قيود"، وتشير في مشاعرها هذه إلى منصب أمين عام حزب سياسي الذي تقول إنها حظيَت به بعد أن كان غير متوفر إلا للرجال فقط وكبار السن منهم.
وتتابع النائبة الثلاثينية، حديثها لـ "بوابة الأهرام" عن الصعاب التي واجهتها في طريق تمكينها السياسي خاصةً وأنها لم تتجاوز 38 عامًا إلى جانب مسقط رأسها الذي تعيش فيه حيث الصعيد، قائلة: "لحظة تعييني أمين عام لحزب حماة الوطن بأسوان أدركت أن المرأة المصرية أمام تمكين حقيقي وارتقاء غير مسبوق بقدراتها وإمكاناتها".
حزام أمان
اتسعت دائرة الرعاية التي وضعت الدولة المرأة في منتصفها وأحاطتها بمجموعة من برامج الحماية الاجتماعية التي جعلتها تدور حولها كحزام أمان فشملت هذه الدائرة صحة المرأة عبر مبادرة "100 مليون صحة" التي وجّه إليها رئيس الجمهورية والتي شملت الكشف المبكر عن فيروس الالتهاب الكبدي (سي)، والأمراض غير السارية (السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة)، لأكثر من 50 مليون مواطن.
وعي وثقافة
ليس هذا وحسب في مجال صحة المرأة إذ أطلقت الدولة برنامج حملات لطرق الأبواب ذهب فيها خبراء في الصحة لتوعية المرأة بالصحة الإنجابية وبلغت عدد زيارات هذه الحملات 6 ملايين و711 ألف زيارة مُنفّذة وبلغ عدد السيدات المحولات إلى عيادات تنظيم الأسرة بوزارة الصحة وعيادات الجمعيات الأهلية الشريكة مليون و٢٧ ألف سيدة.
65 عيادة لتنظيم الأسرة
وخلال عام ٢٠٢١ بلغ عدد عيادات "2 كفاية" بالتعاون مع الجمعيات الأهلية الشريكة 65 عيادة بالمحافظات المستهدفة وحي الأسمرات تردد عليها ٥١ ألف سيدة، كما بلغ عدد زيارات طرق الأبواب خلال العام الماضي فقط مليون و٦٦٤ ألف زيارة.
الجمهورية الجديدة
هذه البرامج وصفتها الدكتورة هالة يسري أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء، في حديثها لـ "بوابة الأهرام"، إنها الأرض الصلبة التي حرصت الدولة على وجودها أولًا قبل الانطلاق لبناء قواعد الجمهورية الجديدة .
تحسين جودة الحياة
وأضافت أن الجمهورية الجديدة التي دعا إليها رئيس الجمهورية لا تقتصر على تحسين جودة الحياة الاقتصادية فحسب حيث التغيرات الاقتصادية العالمية التي تأثرت بها دول كثيرة نتيجة جائحة كورونا التي تبعتها الحرب الروسية الأوكرانية وحسب وإنما تشمل الجمهورية الجديدة تحسين جودة الحياة في مجالاتها كافة، الاقتصادية والصحية والتعليمية والسكنية والسياسية وحتى النفسية قائلة: "عندما يخرج رئيس الجمهورية في كل مناسبة تخص المرأة ويتحدث عنها بصفتها الأم والأخت والزوجة والشريكة في بناء الوطن فإن مثل هذه اللافتات تطلق وفي لحظتها إشارات آمان نحو مستقبل المرأة المصرية".
قوانين المرأة
"في السنوات الثماني فقط الماضية ارتفعت أعداد الجمعيات الأهلية والشخصيات المدافعة عن المرأة"، هكذا تحدثت الدكتورة هدى بدران رئيسة الاتحاد العام لنساء مصر لافتة إلى حديث الرئيس عندما قال أثناء فعاليات إحدى المناسبات: "لن أوقّع على قانون ينتقص من حق المرأة".
مفتاح الحياة
وقالت "بدران" في حديثها لـ "بوابة الأهرام": نحن المدافعات عن حقوق المرأة وجدنا حظًا كبيرًا خلال السنوات القليلة الماضية وجزء كبير من الحظ أن الرئيس نفسه هو من يوجّه بتقدير المرأة المصرية وتمكينها في مختلف المجالات وعدم التمييز بينها وبين الرجل على المستوى العملي وهو ما يمكنني التعبير عنه بأن المرأة المصرية تعيش أزهى عصورها فشاهدنا الدولة ولأول مرة تطلق استراتيجية وطنية لمكافحة العنف وتُعدّل القوانين الخاصة بالميراث وتُغلّظ عقوبات التحرش، كل ذلك وأكثر من جهود تبذلها الدولة لصالح المرأة المصرية تُمثّل لنا في حقيقة الأمر مفتاحًا للحياة".
هل توقفت مكتسبات المرأة عند ذلك فحسب؟ .. الإجابة لا، أطلقت الدولة إستراتيجية 2030 التي تستهدف إلى تمكينها اقتصاديًا، وسياسيًا، واجتماعيًا، وكأنها تقول هذه أحد أهم قواعد المستقبل، وكيف لا وهي الأم التي تربّي الأبناء ويخرج من بين عطائها ورعايتها وعلمها وشخصيتها أجيالًا وراء أجيال حتى أن شاعر النيل محمد حافظ ابراهيم وصفها في بيت الشعر الشهير قائلًا: "الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ"، وتابع وصفه في الأبيات التالية لهذا البيت قائلًا: "الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ".
وإن كان كل هذا الوصف الذي وجده الشاعر في الأبيات محاولًا التعبير عن المرأة ومكانتها ودورها وقيمتها في الحياة فإن الدولة بما يقدمه من تمكين للمرأة في المجالات كافة كأنها تسير على نغم هذه الأبيات مؤيّده لما جاء فيها ومُقدّره ما دعت إليه.