أثارت واقعة إعدام صغار الدواجن "الكتاكيت" لعدم وجود أعلاف لها غضب الكثير وانتشرت دعوى حرمانية إعدامها باعتباره أمرًا مخالفًا للشريعة، وتهديدًا للاقتصاد القومي.
موضوعات مقترحة
وفي لحظات استجاب أحد صغار المربين المتبرعين في مبادرة طيبة منه وقام بتوزيع 17 ألف كتكوت عبر مؤسسة خيرية بمدينة المنصورة في الدقهلية بدلا من إعدامها؛ لعلها تكون بادرة يحاكيها باقي المربين، والبعض الآخر في الإسكندرية أعطى سائقي الميكروباصات كميات من الكتاكيت لتوزيعها لكي يوفر على نفسه تكلفة نقل الكتاكيت وتوزيعها.
هنا بدأت تساؤلات المواطنين حول مدى إمكان قدرة الأهالي التي وزعت عليها الكتاكيت من إمكان تربيتهم وتوفير الأعلاف لها، البعض قال ستتم تغذيتهم على ما يتبقى من الطعام في المنازل مثل التغذية على بقايا الخبز.
ولكي تنجح مبادرة المربين في توزيع الكتاكيت مجانا كان لابد من معرفة طرق التربية، وما هو الفهم الخاطئ حول تغذية الكتاكيت وتحديدا عمر يوم، خاصة بعدما نادى الكثير ممن لا توجد لديهم خبرة بتغذية هذه الكتاكيت على متيقيات طعام المنازل؛ حيث إنه علميا الكتكوت سواء الأبيض أو البلدي شرط في تربيته أن يتغذى من عمر يوم على الأعلاف حتى فترة معينة وبعد مرورها يمكن أن يتقبل التغذية بمتبقيات الطعام إن وجدت، ولكن متبقيات الطعام لا تثمر عن إنتاج جيد للدواجن إلا بعد مرور وقت طول جدا من التربية.
أكل البيت يقتل الكتكوت
يقول المهندس سيد عبد العال مربي دواجن، نحن نعلم أن إعدام الكتاكيت حرام؛ وبعضنا يقوم برميها ووضعها في شكاير، لأن معظم السيدات في الريف التي كانت تربي 20 أو 30 كتكوتا امتنعت عن شرائها لأنها ستحتاج إلى تغذية كبيرة وشكاير علف كثيرة بأسعار كبيرة، حيث تصل شيكارة العلف إلى 750 جنيها، وللعلم الكتكوت لا يمكن تغذيته على ما يتبقى من الطعام في المنازل لأنه سيموت وسيصبح الأمر غير اقتصادي.
وجميع بدائل أعلاف الدواجن غير اقتصادية بعكس أعلاف المواشي لها بدائل كثيرة في الأعلاف لأن معدة المواشي مركبة وتهضم أي نوع، إنما معدة الدواجن بسيطة وتحتاج لتغذية جاهزة سريعة الهضم لأن غذاء الدواجن يظل 8 ساعات فقط لا غير وحتى يتم الإخراج تحتاج الدواجن 16 ساعة فلا يوجد بدائل سريعة وبسيطة لها غير الذرة وفول الصويا لأنها مركزات سريعة الهضم.
الفول السوداني لتغذية الكتاكيت والدواجن
يتابع عبدالعال، قائلا رغم عدم وجود بدائل للذرة وفول الصويا في تغذية الدواجن إلا أن دولة السودان تغذي الدواجن على كسب الفول السوداني، ورغم أنه ذات بروتين منخفض إلا أنه نوع ما يعتبر حلا بديلا لديهم، لكن في الحقيقة إذا استخدمنا الفول السوداني، سنجد أن سعره أغلى من الذرة وفول الصويا، وكذلك كمية المحصول الفول السوداني ليست كبيرة، فجميع البدائل ما هي إلا مسكنات.
أكل البيت ينتج دواجن هزيلة
ويقول أحمد خليل دكتور بيطري، كتكوت المزارع الذي يتم توزيعه الآن على الأهالي أيضا للأسف يجب أن تتم تربيته بنفس أسلوب تربية المزارع لأن كتكون المزارع يحتاج إلى بروتين عال بحيث إنه في خلال شهر الكتكوت ينتج بروتينا عاليا ويكون جاهزا للذبح وهو ما يسمى بنظام التربية المكثفة.
ولكن الكتاكيت البلدي فقط هي التي تتم تربيتها على المتبقي من طعام البيت ورغم ذلك فإن الكتكوت البلدي أيضا يجب أن تتم تغذيته من عمر يوم إلى 40 يوما، وبعد ذلك تتم تغذيته على طعام البيت والفائض منه إذا وجد، حيث إن الأهالي الآن في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، لم تعد يوجد لديهم ثقافة إهدار للطعام مثل زمان؛ لكنهم أصبحوا يحتفظون ببواقي الطعام في الفريز لإعادة تناوله .
أيضا كتكوت اللحم وهو كتكوت المزارع يجب أن يتغذى على الأعلاف لمدة 30 يوما، وهنا سينتج وزن الفرخة من 2 كيلو فأكثر، أما في حالة تربية كتكوت المزارع على الأكل البيتي للأسف سيربي وينتج دواجن ذات هيكل عظمي وسيعطي وزنا ضعيفا، وسيؤدي إلى إنتاج لفرخه وزنها أقل من الكيلو وللأسف في مدة طويلة تصل إلى شهرين، وهذا بخلاف تعرضها للموت، هذا بجانب أن كتكوت المزارع حساس جدا للفطريات؛ مما سيؤدي إلى نفوق هذه الكتاكيت، وبتالي لن تكون له أي جدوى اقتصادية، لكن إذا تمت تغذيه كتاكيت المزارع بنفس طريقه تغذية المزارع هنا سيتم إنتاج ممتاز ولكن بخلاف ذلك سيحدث ظهور إنتاج ضعيف.
إعدام الكتاكيت أمر قديم ليس حديثًا
ويتابع الدكتور أحمد خليل، أن إعدام الكتاكيت أمر قديم، ليس حديثا خاصة مع معامل تفريخ الدواجن البسيطة التي تنتج كل 28 يوما، والتي لا تتمكن من بيع الكتاكيت فيقومون بإعدامها، خاصة في حالة عدم وجود إقبال عليها وأيضا في حالة انخفاض سعره، فإعدام الكتاكيث ظاهرة تحدث كثيرا ولكنها تكون حالات فردية وتحدث لمعامل التفريخ الصغيرة البسيطة الخاصة بالأهالي، إنما الكيانات والشركات الكبيرة لن تقوم بإعدام الكتاكيت؛ لأنها تسير وفق خطة لا تعرضها لأزمات ولكنها ؟أيضا تتأثر بالأزمة ولكنهم يسيرون بنظام تقليل القطعان حتى لا يتوقفوا.