افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة، الدورة الأولى من المنتدى العربى للبيئة 2022، والتى تعقد برئاسة جمهورية مصر العربية ، وبتنظيم مشترك بين جامعة الدول العربية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ( الإسكوا ) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تحت شعار "معاً للحفاظ على بيئتنا وسط الازمات الراهنة" ، وذلك بحضور رولا دشتي الأمينة التنفيذية للاسكوا، الدكتور سامي ديماث -ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمدير الاقليمي لغرب أسيا ،وعدد من وزراء البيئة من البلدان العربية كالعراق والصومال وتونس ،الجزائر ،المملكة العربية السعودية ،جيبوتى والسودان، ولفيف من الخبراء البيئين بالدول العربية الشقيقة والمنظمات الدولية والإقليمية .
موضوعات مقترحة
وتناولت وزيرة البيئة خلال فعاليات المنتدى قضية التصحر والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بالتنوع البيولوجى وتغير المناخ، مؤكدةً ضرورة العمل على المحاور الثلاث (التصحر ، تغير المناخ ، التنوع البيولوجى ) عند البدء فى أى مشروع أو مبادرة ، مقدمةً مثالاً على ذلك بقضية حرق المخلفات الزراعية فى مصر والتى تتسبب فى خروج غاز الميثان المسبب لظاهرة الإحتباس الحرارى مما يعد أحد أسباب حدوث التصحر، لذا فقد تم عمل منظومة للتعامل مع المخلفات الزراعية لتقليل صعود غازات الاحتباس الحرارى بهدف العمل على تأهيل النظم البيئة للقيام بخدماتها.
وأوضحت وزيرة البيئة أن التحديات الموجودة حالياً على المستوى العالمى من أزمات اقتصادية ومحاولات تعاف من أزمة كورونا دفعنا إلى التفكير بشكل تكاملى بحيث نضع الإستراتيجيات والخطط بطريقة متوافقة مع الثلاثة محاور، لتسريع وتيرة الحفاظ على البيئة والوفاء بالالتزامات الدولية .
وأشارت الوزيرة إلى أن عملية التوافق بين الثلاثة محاور فى كافة المجالات البيئية تفتح المجال أمام القطاع الخاص واستثماراته ، كمجال الطاقة الجديدة والمتجددة التى يمكن ربطها بالزراعة وتحلية مياه البحر .
وأشارت وزيرة البيئة أن مؤتمر المناخ القادم سيكون مؤتمراً للتنفيذ يهتم بفكرة ربط الموضوعات الثلاثة ( التصحر والتنوع البيولوجى وتغير المناخ ) ويعتبر المؤتمر فرصة لطرح هذه الموضوعات من خلال المسار التفاوضى بما فيه من محاور التكيف والتخفيف والتمويل والخسائر والأضرار ونحن نعى أننا لم تصل حتى الآن للتمويل اللازم الـ١٠٠مليار دولار ولكن المحور الخاص بالخسائر والأضرار هام للغاية وخاصة تفعيل شبكة سانتياغو لأن العالم كما يعانى من أزمات إقتصادية وأزمة فى الطاقة والغذاء خلال عام ٢٠٢٢ يعانى أيضاً من أزمات و كوارث بيئية تحدث فى العالم كله دون تفرقة بين دول نامية ودول متقدمة سواء حرائق الغابات فى اوروبا او السيول فى العديد من الأماكن الأخرى ، وهذا من ضمن الموضوعات الشائكة التى ستطرح فى التفاوض وعلى المسار غير التفاوضى أيضاً من خلال البرنامج الرئاسى المصرى الموجود على الموقع الإلكترونى.
وأوضحت الوزيرة أن يوم الحلول سيسمح لكافة الدول بطرح حلول لكافة المشكلات الشائكة فوزير دولة العراق تحدث عن الجفاف وتسببه فى عدم اكتمال العديد من المحاصيل لدورتها الزراعية، وهو موضوع يمكن مناقشته خلال يوم الزراعة.
ودعت وزيرة البيئة جميع الدول العربية للإشتراك فى المبادرة العالمية التى طرحتها الرئاسة المصرية و الخاصة بكيفية التكيف مع آثار التغيرات المناخية فى قطاع الزراعة والنظم الغذائية مع محاولة إيجاد حلول لتلك المشكلات والعمل على تغيير ممارستنا، مع محاولة استنباط محاصيل تتحمل الظروف المناخية الحادة والمتطرفة .
ودعت كذلك وزيرة البيئة جميع الدول العربية للمشاركة فى يوم التنوع البيولوجى، حيث ستطلق الرئاسة المصرية المبادرة العالمية للحلول القائمة على الطبيعة ، والتى تتناول مجموعة من الاهداف التى تم وضعها مع المنظمات الدولية وهو تخزين ما يقرب من ١٠٠ مليون طن من الكربون وحماية ما يقرب من ١٥٠ مليون شخص من الآثار الدامية للتغيرات المناخية والحفاظ على ٥٠٠ مليون هيكتار من النظم الطبيعية وضمان أن تكون بصحة جيدة ، مطالبة الامانة العامة لجامعة الدول العربية إرسال هذه المبادرات وإتاحتها للاطلاع والتى توضح احتياجاتنا وتوضح أن هناك دولا لديها ازدياد فى حدة التغيرات المناخية كل يوم رغم عدم تسببها فيها ودول أخرى تتسبب انبعاثاتها فى زيادة التغيرات المناخية .
وأعربت ياسمين فؤاد عن أملها فى حرص الدول العربية على التواجد فى الاجتماعات الدورية التى تعقدها المجموعة العربية، موضحةً أن المملكة العربية السعودية توفر كافة الإمكانيات الخاصة بعقد هذه الاجتماعات ولابد من إعراب الدول عن رأيها مع الالتزام بالحضور خلال الأسبوع الأول وعلى مستوى الوزراء فى الجلسات خلال الأسبوع الثانى.
وقدمت الوزيرة التهنئة للمملكة العربية السعودية على مبادرتها "الشرق الأوسط الأخضر والسعودية خضراء" وعلى استضافتها لمؤتمر "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة للتصحر" لأنه فرصة لدعم التواجد العربى على المستوى العالمى ووجود صوت موحد لمواجهة مشاكل التصحر ، معربةً عن دعمها للمملكة فى التحضير لهذا الملف، وخاصة فى ظل تخصيص مصر ليوم التنوع البيولوجى وهو خاص بالتصحر ويتناول الموضوعات الخاصة بالمحميات الطبيعية والحفاظ على البيئة البحرية ومشكلات الأراضى والتصحر وإيجاد حلول لها.