تشكل الرمال السوداء مصدرا مهما للثروة المعدنية في مصر، وتهتم الدولة على مدار السنوات الأخيرة بالرمال السوداء، حيث تعد أحد الكنوز الهامة والطبيعية، لما تحتويه من كنوز طبيعية ومعادن اقتصادية كبرى، ومصر لديها عدد كبير من المواقع الغنية بتلك الثروة الهامة.
موضوعات مقترحة
ما هي الرمال السوداء؟
الرمال السوداء هي رواسب شاطئية ثقيلة، تأتي من منابع النيل وتتراكم على بعض الشواطئ، بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز في تلك المناطق بفعل تيارات الشاطئ المحمولة التي تصبها الأنهار في البحار، وتسمى بهذا الاسم لأنه يغلب عليها اللون الداكن لاحتوائها على كثير من المعادن الثقيلة، والتي تحتوي على بعض المواد الخام التي تدخل في صناعات الحديد وخاصة معدني الماجنتيت والألمنيت كما تحتوي على نسبة صغيرة من المعادن المشعة كالمونازيت واليورانيوم وغيره.
وتتكون الرمال السوداء من مجموعة من الطبقات داخل التربة بالدلتا، مما يعني اختلاف أحجامها ونسب تواجدها من منطقة لأخرى، بحسب انخفاض المنطقة أو ارتفاعها، بالإضافة إلى تأثير الميل والرياح، وتعد الهند والبرازيل ومصر من أبرز الدول الغنية بالرمال السوداء باعتبارها دول بها مصبات للأنهار في البحار.
أين تقع الرمال السوداء في مصر؟
وتمتلك مصر ما يقرب من 11 موقعا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، تبدأ من إدكو شمال محافظة البحيرة، وتوزع على 4 مناطق تشمل شمال سيناء بواقع 200 مليون متر مكعب، ودمياط بواقع 300 مليون متر مكعب، ورشيد بواقع 600 مليون متر مكعب، وبلطيم بواقع 200 مليون متر مكعب.
وهناك موقعان للرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ، الأول شرق البرلس بملاحة منيسي التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فدانا، والثاني بشمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس على مساحة 35 فدانا.
وتدخل معادن الرمال السوداء أو كما يطلق عليها "الرمال المشعة" في 41 نشاطا، منها صناعة هياكل الطائرات والسيارات وأغلفة الوقود النووي وأنابيب البترول والدهانات والأسنان التعويضية، والأصباغ والبلاستيك والمطاط ومستحضرات التجميل والسيراميك، والمحركات
الأهمية الاقتصادية للرمال السوداء
تحتوي الرمال السوداء على معادن اقتصادية تدخل في العديد من الصناعات، من أبرزها معدن الروتيل والألمنيت الذي يستخدم في صناعة البويات، ومعدن الزركون الذي يستخدم في صناعة السيراميك والعوازل والخزف والأسنان التعويضية.
كذلك يستخرج من معدن الزركون عنصر الزركونيوم الذي يستخدم في صناعة أغلفة الوقود النووي وفي العديد من الصناعات النووية والاستراتيجية الأخرى، والجرانيت الذي يستخدم في صناعة فلاتر المياه والصنفرة، والماجنتيت الذي يستخدم في صناعة الحديد الإسفنجي وتغليف أنابيب البترول، بالإضافة إلى معدن المونازيت المشع، وهو مصدر إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة في الصناعات عالية التقنية التي تعتمد أغلبها على الإلكترونيات، كما أنه مصدر للحصول على اليورانيوم الذي يصلح كوقود نووي.
أما عن محتوى الرمال السوداء من المعادن المشعة فهي تحتوي على معدن المونازيت والزركون وبهما نسبة قليلة من العناصر المشعة مثل الثوريوم واليورانيوم، لذلك سميت بالرمال المشعة، أما معدن المونازيت فيوجد به عناصر أرضية نادرة لها أهمية كبيرة في النواحي الإستراتيجية.
وهناك نوعان من الرمال السوداء بحسب تركيز المعادن الثقيلة، نوعية داكنة اللون غنية بالمعادن الثقيلة من 70 إلى 90%، ونوعية رمادية تحتوى نسبة أقل من المعادن الثقيلة 40%، وقد أوضحت الدراسات أن أغلب المكونات المعدنية الاقتصادية في رواسب الرمال السوداء المصرية تتركز في الحجم الحبيبي 0.125 ملم ومعظمها بين 0.124 و0.076 ملم، وهذا يعنى سهولة فصلها ميكانيكيا.
وتؤكد الدراسات التي أَجريت على الرمال بمحافظة كفر الشيخ أنها تحتوى على ما يقرب من 250 مليون طن من الرمال السوداء، ووجود احتياطي آخر يعادل 200 مليار متر مكعب.
اهتمام الدولة بالرمال السوداء
اهتمت الدولة المصرية باستثمار الرمال السوداء وحمايتها من السرقة لأنها ظلت مهدرة لأكثر من 30 عاما، فأنشأت مصانع تركيز واستخلاص معادن الرمال السوداء والتي من أهمها مصنعان بمنطقتي البرلس وبلطيم يتبعان الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من الرمال السوداء، بالإضافة إلى خلق استثمارات جديدة تعمل على تطوير وتنمية الاقتصاد المصري.