أثناء التعرض للحوادث أو في داخل غرف العمليات وغيرها الكثير من المواقف؛ نجد عبارة ما هي فصيلة دم المريض؛ أو ربما يصبح الأمر أكثر خطرا وتتردد بعدها عبارة أن المريض يحتاج لنقل دم؛ البعض قد يجد الدم والبعض الآخر يقف عند عبارة يوجد نقص في توافر الدم؛ وهذه الكلمة تفتح ملف لماذا يعزف الكثير عن التبرع بالدم وهل هذا العزوف نتيجة عدم وعي المواطنين بضرورة التبرع؛ الذي قد يكون سبيلا لحياة إنسان؛ وربما يكون هذا الشخص أحب المقربين إلى قلبك؛ لماذا يخشى كثيرون التبرع بدمائهم، ربما بسبب الخوف من الإبر أو تعرض المتبرع للإرهاق والتعب، في حين يخشى آخرون من الذهاب للمستشفى خوفا من الإصابة بالعدوى، إلا أن الخبراء يؤكدون أن التبرع بالدم هو أمر جيد للصحة.
ولكن في النهاية وجدت أزمة نقص الدم في بنوك الدم وتحتاج إلى حل؛ فهل من السهل اتباع نفس أسلوب الغرب في إقناع مواطنيها للإقبال على التبرع في الدم عبر إرسال إيميلات لهم.
مشكلة نقص الدم فى بنوك الدم
يقول الدكتور مدحت خفاجي أستاذ جراحة الأورام؛ ورئيس المعهد القومي للأورام سابقا، إنه يوجد حاليا نقص شديد في وحدات الدم فى بنوك الدم المصرية؛ والدليل أن البنوك تشترط على أهل المريض إحضار ٤ متبرعين لكل وحدة دم؛ بدلا من إحضار فردين فقط كما كان يحدث من قبل.
ويتابع الدكتور خفاجي، أن شرط إحضار 4 أشخاص للتبرع بالدم المرافقين مع المريض؛ هذا ليس حلا خصوصا في حالات الطوارئ؛ أيضا قد كان النظام القديم سيئا أيضا؛ والذي كان يتم من خلال شراء الدم من بائعى الدم الذين كان ينتشر بينهم فيروس س والايدز.
حل مشكلة نقص الدم فى بنوك الدم
ويقدم الدكتور خفاجي الحل لمشكله نقص الدم، من خلال تنفيذ ما يتيع منذ أكثر من ٧٠ عاما في الدول الغربية؛ وهي من خلال إرسال خطابات دورية لكل أفراد المجتمع البالغين عبر الYيميل؛ ويوضع في رسالة الإيميل تحديد موعد للمواطن بالتبرع فى اليوم والساعة.
وعبر طريقه إرسال الإيميلات للمواطنين ؛ يطلب فيها العدد الذي يمكن أن يلبى طلبات الدم فى هذه الفترة؛ لان الدم لا يمكن تخزينه لأكثر من ٣ أسابيع؛ ويفضل أن يكون مكان التبرع خارج المستشفيات ويوجد مكان لركن السيارات فيه؛ ويقول إنه قد تبرع بالدم شخصيا ؛ أثناء وجوده فى نيويورك عام ١٩٧٥؛ بناء على خطاب عشوائي أرسل له أثناء أقامته في نيويورك في هذه الفترة.
ومن الحلول أيضا بعد ذلك أن يعطى للمواطن شهادة بان له الحق في أخذ أي كمية من الدم له فى المستقبل مجانا فى مقابل ذلك في أي منطقة في مصر مقابل تبرعه.
الكتور مدحت خفاجي
وفي نفس السياق يقول خفاجي، إذا كانت نسبة الاستجابة لهذه الإيميلات ٢٪ ممن لديهم أيميل وهم في مصر حوالي ٥٠ مليون مصري ، هنا يمكن تجميع مليون وحدة دم سنويا تكفى لحاجة المرضى؛ والدليل أنه يوجد فائض كبير من الدم في مدينة نيويورك نتيجة لهذا النظام؛ بحيث يقال إذا أحتاج المريض لألف وحدة دم سيجده.
فهل يمكن أن تستجيب وزارة الصحة لهذه الوسيلة المطبقة بنجاح في الدول الأخرى منذ أكثر من ٧٠ عاما؟
أسباب رفض بعض المواطنين التبرع بالدم
يقول محمد كامل احد القائمين على السيارات المتنقلة للتبرع بالدم، أن عدم إقبال المواطنين على التبرع بالدم ناتج؛ عن وعيهم بضرورة التبرع الذي قد يكون سبيلا لحياة إنسان، وربما يكون هذا الشخص أحب المقربين إليه في يوم من الأيام؛ والبعض يعزف عن التبرع نظرا لأن عند احتياجه لنقل الدم أكياس دم ربما لا يعرف أين يتوجه والبعض الآخر يجدها بأسعار مرتفعة لا تتناسب مع دخله وهنا يبدأ التخلي عن فكرة التبرع.
ويستكمل أسباب العزوف أو رفض تبرع المواطنين بالدم؛ هو الخوف من إصابتهم بتلوث عند التبرع أو انتقال أي أمراض له؛ والبعض الآخر يرفض لمجرد أنه خائف من الفكرة أو أن لديه فوبيا رؤية الدم التي قد تسبب لهم الإغماء؛ والبعض الآخر يشك أن دمائهم تباع للمستشفيات الخاصة بهدف الاستثمار؛ والبعض الآخر يقوم بتوجيه الأسئلة للطبيب والإداريين المشرفين عل سيارة التبرع بالدم وإما يقتنع وإما يرفض لأسباب ما أما مرضية أو أنه مدخن وخلافه.
ويضيف قائلا أن هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوافر فى المتبرع، وهو أن يكون فى صحة جيدة ولا يعانى من أى أمراض مزمنة ولم يتجاوز الستين من العمر.
تأكد من نظافة المكان قبل التبرع بالدم
ويوضح الدكتور عبد الهادى سالم أستاذ المناعة وأمراض الدم، لابد من زيادة وعي المواطن عبر الإعلام؛ مرة على تشجيعه على التبرع والمرة الأخرى بإخباره عن كيفيه التأكد من المكان الذي يقوم فيه بالتبرع بالدم؛ لذلك عليه أن يتاكد أنه من أن السيارات المخصصة لجمع التبرع بالدم مجهزة تجهيزا تام، وبها ثلاجات ليتم حفظ الدم وأن تكون الأكياس معقمة؛ وأنها تنقل مباشرة إلى بنوك الدم؛ ولكن بعد فحص هذه الأكياس والكشف عليها لمعرفة إذا كان بها فيروسات أم لا، وبعد ذلك يتم أخذ الصالح منها فقط والتخلص من غير الصالح.
وعلى المتبرع التأكد بأنه يتم الكشف عليه من خلال إجراء بعض الفحوصات؛ مثل إجراء تحليل نسبة الهيموجلوبين فى الدم وقياس الضغط ومعرفة التاريخ المرضى للمتبرع للكشف عن إذا كان المتبرع يعانى من أي فيروسات تنتقل عن طريق الدم ؛ لذلك يفضل التأكد أن أماكن التبرع نظيفة؛ مع التأكد من تجهيزات سيارة التبرع.
عدد مرات التبرع بالدم
و ينصح أستاذ المناعة وأمراض الدم، أنه على المتبرع ؛ أن لا يقوم بالتبرع أكثر من 3 مرات في السنة الواحدة؛ حيث أن كرات الدم الحمراء عمرها 120 يوما؛ وإذا تم التبرع قبل هذه المدة لا يحدث تجديد لخلايا الدم في هذه المدة؛ وبالتالي سوف يكون دم المتبرع غير صالح وهنا يضر الفرد نفسه.
فوائد التبرع بالدم
وأردف أستاذ المناعة وأمراض الدم، أن من فوائد التبرع بالدم الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب؛ و تجديد كرات الدم الحمراء؛ وبتالي تحسين تدفق الدم؛ كذلك من فوائد التبرع بالدم تقليل مخزون الحديد الضار؛ وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان؛ وبذلك المتبرع بالدم؛ يحمي نفسه من الأمراض في خلال دقائق؛ خاصة إن عملية التبرع بالدم نفسها لا تستغرق وقتا طويلا، حوالي 10-15 دقيقة؛ وبذلك يصبح التبرع بالدم له تأثير إيجابي على صحة الإنسان
تأكد من نسبه الهيموجلوبين أولا
ويشير الدكتور مجدي أنور استشاري أمراض الباطنية، إذا كان المتبرع يعانى من أنيميا أو ضغط منخفض ننصحه بعدم التبرع إما إذا كان ضغطه مرتفع فيجب التبرع؛ وفى بعض الحالات يكون التبرع مفيدا لصحة المتبرع؛ إذا كانت نسبة الهيموجلوبين أكثر من 14 أو 15؛ فهنا يجب أن يتبرع لأن الدم يكون كثافته عالية؛ وهذه النسبة تؤدى لسرعة تعرضه للإصابة بجلطة؛ وبهذه الطريقة المتبرع في هذه الحالة يقى نفسه من أمراض القلب والشرايين والأوردة؛ كما أن المتبرعين بالدم بشكل منتظم في الأوقات المسموح بها صحيا لهم نادرا ما يصابون بذبحة صدرية؛ كما أن التبرع التبرع المنتظم بالدم له تأثير إيجابي على صحة الإنسان وراحته بشكل عام.
من يمكنه التبرع بالدم
يضيف استشاري أمراض الباطنة، انه يمكن لجميع الأشخاص التبرع بالدم في حال تمتعهم بصحة جيدة؛ وأن يتراوح عمر المتبرع بين 18 و65 سنة؛ وأن لا يقل وزن المتبرع 50 كيلو جرما على الأقل؛ وأن لا يكون المتبرع بالدم مصاباً بالزكام أو الأنفلونزا أو التهاب الحلق أو الحمى أو وجع البطن أو أي عدوى أخرى.
أما من يقوم بممارسة الوشم فلا يمكنه أن يتبرع بالدم خلال 6 أشهر؛ وإذا كان الراغب في التبرع بالدم يعالج عند طبيب الأسنان وخضع لعملية جراحية بسيطة؛ فعلى الراغب في التبرع أن ينتظر 24 ساعة قبل التبرع بالدم؛ وان ينتظر شهراً كاملا في حال خضوعه لعملية جراحية؛ وعل المتبرع وقف التبرع بالدم بصورة مؤقتة عند السفر إلى مناطق متوطنة بالعدوى المنقولة عن طريق البعوض والملاريا وحمى الضنك وفيروس زيكا.
كما لا يجب التبرع بالدم بصورة مؤقتة للفرد لمده عام للفرد الذي يعتمد في سلوكه على علاقات جنسية تعرض للخطر؛ وهناك حالات يوقف التبرع بالدم بصورة دائمة مع مصابي فيروس الإيدز ومن يتعاطوا مخدرات بالحقن.