باحثة «مخلفات نخيل الواحات»: تصنيع أعلاف غير تقليدية من نوى البلح والسعف بتكلفة تنافسية

17-10-2022 | 15:05
باحثة ;مخلفات نخيل الواحات;;تصنيع أعلاف غير تقليدية من نوى البلح والسعف بتكلفة تنافسيةالنخيل - ارشيفية
حوار - محمد نبيل
الأهرام التعاوني نقلاً عن

في السنوات الأخيرة ارتفعت أسعار مصادر الطاقة كالذرة وغيرها من الحبوب، وكذلك منتجاتها الثانوية بشكل كبير مع زيادة الطلب على الأعلاف الحيوانية، مما يؤثر سلبيًا على الاكتفاء الذاتى من اللحوم واللبن وكذلك قطاع الدواجن بالتالى فالبحث عن مكونات أعلاف أقل في التكلفة عالية المحتوى من الطاقة أصبح ضرورة ملحة خاصة مع اتجاه البلاد لتقليل الواردات وزيادة الإنتاج المحلى وذلك تزامنا مع نقص الموارد المائية؛ لذلك كان لزاما علينا أن نتوقف عند أهم المشروعات البحثية التى تستهدف تحويل مخلفات نخيل البلح إلى منتجات ثانوية تستخدم فى تغذية الحيوان لإلقاء الضوء على مردودها على القطاع الزراعى والبيئى والحيواني، وانعكاس ذلك على الدخل القومى والتنمية ووقف نزيف الاستيراد من الخارج وكذلك أسباب اختيار الواحات البحرية لتنفيذ المشروع بها وذلك من خلال حوار مع الدكتورة هالة أنور الباحث الرئيسى للمشروع ورئيس بحوث بالمعمل المركزي للنخيل مركز البحوث الزراعية... فإلى نص الحوار.. 

موضوعات مقترحة

ـ ما الهدف الرئيسى من المشروع؟ 

يعد الهدف الرئيسي من المشروع هو تصنيع أعلاف غير تقليدية من البلح الفرز وسعف النخيل بتكلفة تنافسية ودراسة إستراتيجيات استخدامها فى علائق المجترات أو هو تحويل لمخلفات نخيل البلح إلى منتجات ثانوية تستخدم في تغذية الحيوان وذلك في إطار اهتمام الدولة باستغلال المخلفات وأهميتها كقيمة مضافة كونها إحدى القطاعات الواعدة لتحقيق النمو الاقتصادى ومن أهم أوجه الاستفادة من متبقيات النخيل وهو أيضا دعم لمنظومة الإنتاج الحيوانى لسد العجز فى إنتاج الأعلاف فى ظل قلة الموارد المائية والحاجة لتحقيق الاكتفاء الذاتى وعدم الاعتماد الكلى على الاستيراد من الخارج. 

ونشير هنا بداية إلى أن مصر تصنف الأولى عالميا من حيث الإنتاجية للنخيل بإنتاج يبلغ 1.7 مليون طن سنويا ما يعادل 17.7 % من الإنتاج العالمى البالغ 7.5 مليون طن (منظمة الأغذية والزراعة 2018 ) ؛ حيث يوجد فى مصر حوالى 4.25 مليون نخلة (أصناف مجهل) تنتج حوالى 39400 ألف طن من ثمار البلح، وبالتالى فان مصر لديها كم كبير وهائل من متبقيات النخيل والتى تمثل ثروة اذا ما تم استثمارها واستغلالها على النحو الامثل وبالتالى تكمن الضرورة لنشر ثقافة الاستفادة من المتبقيات بعائد اقتصادى يتيح الاهتمام برعاية النخيل كما ان المشروع له انعكاسات على زيادة الدخل القومى وتوفير العملة الصعبة للبلاد والمساهمة فى تحقيق التنمية.

ما محاور المشروع؟ 

توجد أربعة هناك محاور فرعية لتحقيق الهدف من المشروع يتمثل اولها في برنامج لتجميع وتداول وتخزين مخلفات النخيل ويتم ذلك من خلال كيفية الحصول على مخلفات النخيل والطرق المثلى لتداولها وتخزينها بما لا يؤثر بالسلب على إنتاجية النخلة وضمان الحصول عليه بخصائص ومحددات التصنيع وكذا دراسة تسعير كل مخلف بطرق علمية واقتصادية. 

اما المحور الثانى فيتمثل فى عمل وحدة تصنيع تجريبية لانتاج الاعلاف وذلك بواسطة علف البلح الفرز الكامل فى صورة مصبغات فى عبوات 25 كيلو جراما و50 كيلو جراما وعلف نوى البلح المطحون الماش عبوات 25 كيلو جرام و50 كيلو جرام وكذا إنتاج سيلاج مخلوط سعف النخيل المفروم والبلح الفرز عبوات 50 كيلو جرام

وماذا عن المحاور الأخرى؟ 

يتمثل المحور الثالث فى تقييم المواد العلفية على الحيوان من خلال عمل التحاليل الكيميائية والميكروبية ودراسة الخصائص الكاملة للمنتج قبل وبعد التصنيع وأيضا عمل تجارب الهضم على المجترات وتقدير القيمة الغذائية وتقدير القيمة الغذائية وتحديد افضل صورة للمنتج، وكذلك عمل تجارب التغذية ودراسة الكفاءة الغذائية والاقتصادية للمواد العلقية وافضل نسب إضافة لها فى علائق الحيوانات حسب الإنتاجية والطرق المثلى لتخزين المنتجات النهائية ومده الصلاحية المثلى للاستخدام.

كما يمثل البرنامج الارشادى والتدريبى المحور الاخير للمشروع والمتمثل في توعية وارشاد مزارعى النخيل بكيفية ومواعيد الحصول على المخلف وكيفية التداول بالطرق المثلى، والعمل على تعريف وإرشاد مربى الماشية لكيفية التعامل الأمثل مع المنتجات العلقية وكيفية الإستفادة القصوى من تلك المنتجات فى العلائق تبعا للمنتج المستهدف من تلك الحيوانات .

ما الجهات القائمة على تنفيذ المشروع ومدته؟ 

تتمثل الجهات القائمة على تنفيذ المشروع فى المعمل المركزى لابحاث وتطوير نخيل البلح بمركز البحوث الزراعية ومعهد الانتاج الحيوانى قسم التغذية واكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، كما أن مدة تنفيذ المشروع التي تصل لعامين ستنتهى فى 2024 م.

وماذا عن العائد من المشروع البحثي؟ 

هناك ثلاثة امور هامة تم وضعها فى قالب واحد لتمثل مجتمعه معا العائد من المشروع حيث يعد دعم القطاع الزراعى على رأسها وذلك من خلال المساهمة فى برنامج التنمية الزراعية بواسطة تعظيم القيمة المضافة لمحصول النخيل وكذلك دعم مزارعى ومنتجى النخيل بخبرات كيفية تجميع مخلفات النخيل وتداولها وكيفية الاستفادة من اصناف البلح الغير مرغوبة للاستخدام الآدمى وعمل تقييم سعرى لمخلفات النخيل مما قد يسهل عملية البيع والتداول لتشجيع مزارعى النخيل علشى عمليات الخدمة وجمع المخلفات وتعظيم العائد من مزارع النخيل.

كما يمثل دعم القطاع الحيوانى العائد الثانى وذلك من خلال توفير بدائل علفية ذات قيمة غذائية جيدة ووضع برتوكول لتداول وتخزين المنتج العلفى واستدامته على مدار العام قيمه سعرية للمنتجات العلفية متناسبة مع القيمة الغذائية لتلك المنتجات مقارنة بالأسعار والقيمة الغذائية للمواد العلفية التقليدية المتداولة، وكذا كيفية إستخدام المواد العلفية فى العلائق المختلفة تبعا لانتاجية الحيوان وتحديد العائد الاقتصادى منها.

وأخيراً يأتى المردود البيئى للمشروع وذلك عن طريق التخلص الإيجابى الآمن لمخلفات النخيل والذى قد يسهم بشكل كبير فى تقليل انتشار الامراض والحشرات خاصة سوسة النخيل الحمراء، وكذلك زيادة الوعى وتوجيه مزارعى النخيل عن كيفية جمع ومعالجة نفايات النخيل بالتزامن مع إعلام مربى الماشية بالقيمة الغذائية والاقتصادية للمنتج النهائى وكيفية صياغة توليفات مختلفة من الإعلاف وبالتالى الحصول على العديد من المنتجات.

ما أسباب اختيار الواحات لتنفيذ المشروع؟ 

تعتبر الواحات البحرية - محافظة الجيزة هى الثالثه على مستوى الجمهورية فى الانتاج حيث تحتوى على حوالى 2 مليون نخلة باجمالى مساحة 19000 فدان بنسبة قد تصل الى 15. 99 % من اجمالى مساحة مصر الكلية وتنتج حوالى 10312 طن بنسبة تصل الى 6.12 % من اجمالى انتاج مصر وقد يصل وزن السعف الجاف من النخلة الواحدة ما بين 13.5 -20 كجم فى السنة، كما ان وجود فرع المعمل المركزى للنخيل يمثل احد اهم نقاط القوة فى المكان حيث يلحق به هنجر بمساحة تخزينية مناسبة للمخلفات المستهدف تصنيعها على الطريق الرئيسى وقريب من عدد كبير من مزارع انتاج نخيل البلح واكثر من 40 مصنع لانتاج التمور والذى قد يعمل بدوره على سهولة نقل المادة الخام واستدامة منظومة العمل مع سهولة نقل المادة الخام المطلوبة باقل تكلفة كذلك هناك علاقة تعاون قوية وربط بين فرع المعمل المركزى للنخيل والابحاث التطبيقية واصحاب المزارع ومصانع النخيل بالواحات فهناك تكامل وتناغم بين جميع الاطراف وهو مؤشر قوى لنجاح المشروع وتحقيق الاستدامة، وانطلاقه بعد ذلك لكافة محافظات مصر، واشير هنا أيضاً أن مبنى مصنع الانتاج يقع على مساحة 800 متر مربع.

كيف يمكن الاستفادة من المنتجات الثانوية لنخيل البلح؟ 

يمكن الاستفادة من خلال السعف كاحدى المتبقيات المتعددة التى تنتج بكميات قد تصل الى 1.562.171 طن الفاو 2018 فقد يصل انتاجية النخلة الواحدة 13.5 - 20 كجم فى السنة من السعف الجاف ايجاد طريقة لتحويلة لمنتج ثانوى اقتصادى قد يساهم فى رفع الكفاءة الاقتصادية والقيمة المضافة لنخيل البلح كذلك الحد من الاثار السلبية المرتبطة بمخلفات النخيل.

كما يمكن استخدام البلح الفرز ونوى البلح كمصدر للطاقة فى اعلاف المجترات علاوه على ذلك يمكن تحويل سعف النخيل الى سيلاج كالاعلاف الخشنة لإستخدامه فى تغذية الحيوانات ان استخدام المنتجات الثانوية لنخيل البلح كاعلاف حيوانية يحتوى على العديد من التحديات من تخزين وتداول بالإضافة الى ان القيمة الغذائية الموجودة بالمنتجات الثانوية لنخيل البلح فى شكلها الخام تكون منخفضه كذلك قلة الوعى بين مربى الماشية حول كيفية خلطها فى التوليفات العلفية ولذا كان الهدف الرئيسى من هذا المشروع تصنيع مصبعات من ثمار البلح الفرز الكامل وكذلك منتج نوى البلح ذو قيمة غذائية مناسبة بالإضافة الى عبوات مضغوطة من سيلاج مخلوط البلح الفرز المعامل وسعف النخيل الناتج.

هل توجد أوجه أخرى للاستفادة ؟ 

 يمكن الاستفادة أيضا من اوراق نخيل البلح كأحد المنتجات الثانوية التى تنتج بكميات كبيرة واستخدامها فى تغذية الحيوان فى صورة سيلاج مصنع بإضافة البلح الفرز كمصدر للطاقة بديل للمولاس فى سيلاج مخلوط اوراق النخيل والبلح الفرز بتوليفات ونسب مختلفة والذى بدوره يحسن من جودة السيلاج ويرفع من القيمة الغذائية والمادة الجافة بالإضافة الى خفض تكاليف الانتاج. 

كما لابد من الإشارة إلى عملية السيلجة وهى تمثل حفظ المادة النباتية معتمدا على تحويل الكربوهيدرات الذائبة الى احماض عضوية عن طريق بكتريا حامض اللاكتيك تحت الظروف اللاهوائية، وكذلك عملية التلقيج للمادة الخضراء اثناء الحفظ بواسطة بعض المجموعات البكتيرية تحسن من تخمير الكربوهيدرات والذى يقلل الفقد فى المادة الجافة حيث تؤثر اللقاحات البكتيرية على خصائص التركيب والجودة والعدد البكتيرى والقيمة الغذائية لسيلاج سعف النخيل. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة