بدأت الحكومة فى الإفراج الجمركى عن شحنات الذرة وفول الصويا، وخامات واضافات الأعلاف، هادفة الى وقف جنون ارتفاع اسعارها وتوفيرها لمصانع تصنيع الأعلاف ومزارع التثمين والبياض والإنتاج الحيوانى والسمكى، وتم الإفراج بالفعل عن 20 الف طن كأول الشحنات ضمن افراجات الذرة والصويا لحل ازمة الاعلاف بالأسواق المحلية، بجانب انهاء معاناة المستوردون ومصنعى الأعلاف ومربو الثروات الداجنة والحيوانية والسمكية، بعد التأخر فى فتح الاعتمادات المستندية لادخال شحنات واضافات الأعلاف والذرة والصويا خلال الفترة الأخيرة.
الأهرام التعاونى.. تكشف خطة الحكومة لتوفير الأعلاف بعد ضخ 20 الف طن من شحنات الذرة والصويا، كدفعة اولى الى الأسواق المحلية، لتوفير إحتياجات منتجى الثروات الداجنة والحيوانية والسمكية ومصانع انتاج الأعلاف.
فى البداية يقول عبد العزيز السيد رئيس شعبة منتجى الدواجن بالقاهرة، ان الدولة بدأت فى الإفراج عن شحنات عديدة من إضافات الأعلاف ومكوناتها مثل الذرة الصفراء وفول الصويا والتى كانت مكدسة بالموانئ المصرية، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوفير المستلزمات ذات الأولوية لمنظومة الانتاج والصناعة، بهدف دعم مربى الثروات الداجنة والحيوانية والسمكية، وإنعاش حركة تداول الأعلاف ومكوناتها للسيطرة على الأسعار، خاصة بعد ارتفاع اسعار اعلاف الدواجن بشكل مبالغ فيه، نتيجة لضعف المعروض منها بالأسواق خلال الفترة السابقة، وهو ما أثر على انتاجية مزارع دواجن التثمين والبياض.
بيض المائدة
واوضح عبد العزيز، ان ازمة الاعتمادات المستندية، أخرت دخول آلاف الاطنان من الذرة الصفراء وفول الصويا وهما اهم عناصر صناعة الاعلاف بمختلف انواعها، بجانب العديد من انواع إضافات الأعلاف اللازمة لتصنيع اعلاف الدواجن، وقد أثر ذلك على إنتاج العديد من المصانع، وبالتالى نقص المعروض من أعلاف الدواجن، لافتا الى ان هذا ما دفع العديد من مربى الدواجن لطرح كامل انتاج مزارعهم بالأسواق خوفا من صعوبة الحصول على الأعلاف اللازمة وهو ما يعنى انخفاض كبير فى اسعار الدواجن خلال الفترة القادمة، بخلاف ارتفاع اسعار البيض الذى سجل فى المزرعة 67 جنيها، ويباع فى الأسواق بـ 70 الى 75 جنيها، وبعد تأثر إنتاج مزارع البياض بأزمة نقص الأعلاف خلال الفترة السابقة ارتفعت الأسعار لتقترب من الـ 80 جنيها وهو ما يعد عبئا كبيرا على المواطن، ولكن بعد دخول أول شحنات الأعلاف والذرة الصفراء وفول الصويا الى مصانع انتاج الأعلاف، سوف تبدأ أسعار بيض المائدة فى الانخفاض مرة أخرى.
تكلفة الكرتونة
ولفت عبد العزيز، الى ان سبب ارتفاع سعر البيض إلى ارتفع تكلفة انتاج الكرتونة الواحدة والتى تستهلك كيلو من الأعلاف بمزارع البياض، فى الوقت الذى ارتفعت فيه أسعار أعلاف الدواجن إلى 13 الف جنيه للطن، بينما تعدى سعر علف الذرة الصفراء حاجز الـ 9 آلاف جنيه للطن بالأسواق، وهو ما رفع سعر كرتونة البيض امام المزرعة الى 67 جنيها، لتباع فى الأسواق بـ 70 الى 75 جنيها بسبب مدخلات الإنتاج.
صناعة الأعلاف
واضاف رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، ان انتاج مصر من الأعلاف لا يتعدى 20 % من احتياجات مزارع البياض والتثمين فى القطاع الداجنى بجانب مزارع الثروة الحيوانية والسمكية، الأمر الذى يتيح للمستوردين التلاعب بالأسعار لأنهم يستوردون بنسبة 80 % من احتياجات القطاعات الانتاجية، لافتا الى ان دعم صناعة الأعلاف فى مصر أصبح ضرورة ملحة للقطاعات الانتاجية المختلفة وذلك بتوفير مدخلات الصناعة من الذرة الصفراء وفول الصويا، بخلاف اضافات الأعلاف اللازمة للصناعة والتى تعد من اهم عناصر جودة الأعلاف للقطاعات الانتاجية خاصة بالنسبة لمزارع الدواجن والثروة السمكية.
مكونات الأعلاف
وكشف سعد عبد القادر صاحب مصنع لانتاج الأعلاف، ان تصنيع أعلاف الدواجن والماشيه والأسماك تعتمد على مكونات الذرة وفول الصويا المستوردة، بجانب مركزات واضافات غذائية فائقة الجودة، وهى سلع إستراتيجيه بالنسبة لكل بلاد العالم، ومن ضمنها مصر لانها أساس تنميه الثروات الحيوانية والسمكية والداجنه، ولا يوجد بديل لها لتصنيع الأعلاف المختلفة لما تحتويه من قيم غذائيه عاليه القيمة كالبروتين والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والأملاح التى تبنى خلايا انتاج اللحوم والالبان والبيض بالطيور والماشية والأسماك وايضا، لافتا الى ان هذه الإضافات تمثل نحو 80 % من تكلفة الانتاج فى كل القطاعات الإنتاجية، ولذلك يجب على الدولة التدخل السريع لتوفيرها ومراقبة اسلوب تداولها بالأسواق المحلية، وداخل مصانع انتاج الأعلاف.
الأجهزة الرقابية
واضاف عبد القادر، ان توفير مكونات الأعلاف ضرورة قومية شأنها شأن أى سلعة استراتيجية اخرى كالقمح والارز والحبوب والسكر، ولذلك لابد من بناء مخزون استراتيجى لها بمخازن وشون الدولة، بهدف توفير الأمن الغذائى طوال العام خاصة فى قطاعى انتاج الدواجن والأسماك، لانهما ارخص بروتين حيوانى يحتاجه الجسم، لافتا الى ضرورة مراقبة تداول الأعلاف التى سيتم طرحها بالأسواق بعد الافراج عن 20 الف طن من الذرة وفول الصويا واضافات الأعلاف، بحيث لا يترك الأمر للتجار والسماسرة المتلاعبين بقوت الشعب، وتقديمهم للتحقيق بمعرفة الأجهزة الامنية، ويكفى ما تعانيه الدولة من ارتفاع مستمر لسعر الدولار عالميا واثره على استيراد العديد من السلع الاستيراتيجية ومدخلات قطاعات الصناعات المختلفة، بخلاف تأثير الحرب الأوكرانية الروسية على اسعار الشحن والتفريغ، ومن قبلها جائحة كورونا وما فعلته فى اقتصاديات الشعوب من استنزاف كبير لرصيدها من العملات الصعبة فى شراء ادوات وادوات الوقاية والتعقيم وغيرها.
الأسعار نار
واوضح خبير صناعة الأعلاف، ان اضافات الأعلاف ضرورية لإنتاج أعلاف فائقة الجودة للقطاع الداجنى والسمكة والحيوانى، لافتا الى ان الجلوتين المحلى بلغ سعر الطن منه 20.500 جنيه، فى حين بلغ سعر المستورد منها 21.000 جنيه للطن، لافتا الى ان سعر اضافات الأعلاف الـ «دى دى جى» وصل سعره 10 آلاف، بجانب كسب العباد والذى بلغ سعره 36 % وبلغ سعر الطن منه 8500 جنيه، لافتا الى أن سعر طن علف « بادي تسمين سوبر 23 % « 14.600 جنيه للطن، كما بلغ سعر علف نامي تسمين سوبر 21 %، 14.500 جنيه للطن. كما بلغ سعر طن علف ناهي تسمين سوبر 19 %، ليسجل 14.400 جنيه، فى الوقت الذى بلغ فيه سعر طن علف «بادى نامى 21 %» 14.100 جنيه.
جهود الحكومة
وقال الدكتور محمد الشافعى نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، ان الحكومة بدأت بالإفراج عن كميات هائلة من الأعلاف المحتجزة بالموانئ، لإنهاء ازمة الأعلاف التى بدات منذ مارس الماضى، بسبب تأخر فتح الاعتمادات المستندية بالبنوك وتوفير العملة الصعبة، لافتا الى ان عدد كبير من المزارع تخلص من الدواجن بطرحها بالأسواق لعدم قدرتها على توفير الأعلاف اللازمة للتغذية اليومية، ولذلك انخفضت اسعار الدواجن بشكل مؤقت، لذلك كان لابد من اعادة انعاش القطاع الداجنى بالإفراج عن مكونات الأعلاف من الذرة الصفراء والصويا واضافات الاعلاف الموجودة بالموانئ منذ مارس الماضى وطرحها بالأسواق لإنعاش صناعة الدواجن.
خطورة الاستيراد
وكشف الشافعى ان اسعار الدواجن انخفضت بنسبة تصل إلى 25 %، خلال الأسبوع الماضى، بينما زاد سعر بيض المائدة بنحو 15 %، لزيادة الطلب عليه خاصة مع بداية الموسم الدراسى، لافتا الى ان الحل الجذرى للقضاء على ازمة غلاء اسعار الدواجن المتوقعة خلال الفترة القادمة تكمن فى تدبير العملة الصعبة لشراء الأعلاف واضافاتها، ومستلزمات الإنتاج وخاصة البيطرية، التى تحتاجها المزارع، حيث تمثل الأعلاف نحو 75 % من تكلفة كيلو اللحوم البيضاء بمزارع التثمين، وتستورد مصر 65 % من احتياجات الأعلاف من أوكرانيا والأرجنتين البرازيل والولايات المتحدة سنويا، ولا توفر مصانع الأعلاف سوى 35 % فقط من الكميات التى تحتاجها الأسواق، بخلاف استيراد مضادات السموم وأملاح الخمير لتكوين «عليقة» العلف التى تتكون من 70 % من الذرة الصفراء و20 % دقيق فول الصويا، و4 % نخالة القمح.
التصنيع المحلى
واوضح الشافعى، أن استثمارات صناعة الدواجن تعدت الـ 100 مليار جنيه ويعمل بها نحو 4 ملايين عامل بواقع 16 مليون مواطن يعتمدون على صناعة الدواجن فى حياتهم، وهم القوة الحقيقية التى توفر البروتين الحيوانى للمستهلك المصرى وبأرخص الأسعار، ولذلك لابد للحكومة من المحافظة على مدخلات هذه الصناعة ا، بما فيها توفير الأعلاف واضافاتها والأدوية البيطرية الفعالة بتصنيعها فى مصر ووقف الاعتماد على الاستيراد، لافتا الى ان الدولة تستطيع من خلال الزراعة التعاقدية توفير احتياجات الأسواق من الذرة وفول الصويا.
إعادة التوازن
واكد محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بالقاهرة، ان الأفراج عن شحنات الذرة وفول الصويا واضافات الأعلاف والتى بدأت بطرح 20 الف طن لمصانع انتاج الاعلاف من شأنه اعادة التوازن لمزارع تثمين العجول، والتى كانت تبيع رؤوس الماشية الكبيرة عند اوزان 400 الى 450 كيلو، وشراء اوزان صغيرة تتراوح بين 120 الى 140 كيلو، لانها تستهلك اعلاف اقل، لافتا الى ان سعر طن الذرة الصفراء بلغ 13 الف طن وطن فول الصويا وصل 19 الف جنيه، الأمر الذى بات عبئا كبيرا على مربى الماشية.
دورة الانتاج الحيوانى
أضاف وهبة ان مدة تثمين الماشية داخل المزارع تصل لـ 7 اشهر وتنتهى عند موسم عيد الأضحى، لذلك يحتاج المربون الى توافر اعلاف الثروة الحيوانية طوال مدة الدورة، خلال التجهيز للدورة التالية، مما يستلزم حل هذه المشكلة وتصنيع الأعلاف محليا، بما يكفى احتياجات المربين، مع توفير مدخلات صناعة الأعلاف بدعم الزراعات التعاقدية مع المزارعين فى كل محافظات مصر لزراعة الذرة الصفراء وفول الصويا بما يتناسب مع التوسع فى تربية العجول ضمن خطة الدولة لتوفير اللحوم البلدية بأسعار مناسبة.
أسعار اللحوم
وشدد رئيس شعبة القصابين، ان إعادة طرح مكونات الأعلاف بالأسواق سوف يعيد التوازن لأسعار اللحوم البلدية القائم التى ارتفعت من 65 الى 72 جنيها للكيلو بسبب قلة المعروض بجانب صعوبة الحصول على الأعلاف، وهو الامر الذى انعكس على اسعار اللحوم، والتى ارتفعت لتتراوح من 170 الى 200 جنيه للكيلو خلال الفترة السابقة، لافتا الى ان مربى الماشية يحتاجون لتوفير الأدوية البيطرية بأسعار مناسبة بجانب الأعلاف فائقة الجودة التى يحتاجها المربى طوال العام تقريبا للحفاظ على رؤوس العجول من الأبقار والجاموس، لأنها تمثل نحو 70 %من اجمالى تكلفة دورة الماشية للوصول الى اوزان 550 كيلو للرأس الواحدة وطرحها بالأسواق بأسعار مناسبة.
خطوات الإصلاح
وفى ذات السياق، قال الدكتور ثروت الزينى نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، إن مربى الدواجن، ينتظرون الإفراج عن المزيد من شحنات اضافات الأعلاف ومكوناتها من الذرة الصفراء وفول الصويا بالأسواق، بهدف البدء فى دورات الإنتاج الجديدة، لافتا الى ضرورة استكمال خطوات الإصلاح التى تقوم بها الحكومة لإنقاذ صناعة الدواجن.