أثارت مقاطع فيديو لإعدام الكتاكيت «صغار الدجاج» ضجة كبيرة، وسط حديث عن أزمة كبيرة في قطاع الدواجن والأعلاف، الأمر الذي قد يؤدي إلى أزمة حقيقية في أسعار الدواجن والبيض خلال الفترة المقبلة؛ حيث شهدت الأيام الماضية ارتفاع أسعار الدواجن، وأيضا أسعار البيض، حيث وصل سعر الطبق لما يقرب من 90 جنيها.
موضوعات مقترحة
" بوابة الأهرام" تستعرض آراء الخبراء والمختصين لإيجاد حلول لأزمة نقص أعلاف الدواجن خلال السطور التالية:
في البداية يقول الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، لدينا مشكلة وأزمة بالفعل قد تهدد القطاع إذا لم تتدخل الحكومة لحل الأمر، مشيرًا إلى أن مصانع الأعلاف توقفت عن الإنتاج بسبب ارتفاع طن الصويا إلى 27 ألف جنيه، وقفزت الذرة الصفراء إلى 11.5 ألف جنيه، هذا الأمر أدى إلى إعدام صغار الدجاج «الكتاكيت» على الهواء مباشرة، هذا الأمر لا نؤيده ولكن ماذا يفعل المربي؟، فهناك عجز كبير في مستلزمات الإنتاج لتصنيع الأعلاف.
حلول لأزمة أعلاف الدواجن
ويرى الدكتور عبد العزيز السيد، أن انفراجة أزمة أعلاف الدواجن تتمثل في الآتي:
1- الإفراج الفوري عن جميع مستلزمات إنتاج الأعلاف الموجودة في الميناء؛ حيث تصل الكميات الموجودة بالميناء مليون ونصف مليون طن من الذرة الصفراء ـ نصف مليون طن من فول الصويا، هذا سيحدث انفراجه لمدة 45 يوم خلال هذه الفترة يمكن إيجاد حلول وبدائل؛ حيث هناك حوالي 130 ألف مزرعة متواجدة فعلية منتجة.
2- من الضروري رفع 14% القيمة المضافة على النقل.
3- ضمان سعر عادل للمنتج- المربي- للرجوع مرة أخرى للصناعة.
4- التفكير خارج الصندوق والتعامل بنظام المقايضة "تبادل الصادرات" بين مصر والدول المنتجة لمستلزمات الإنتاج الأعلاف.
الدكتور عبد العزيز السيد
أزمة عملة صعبة
ومن جانبه، يوضح المهندس توفيق رشاد، أحد مربي الدواجن، أن الأزمة في الأساس هي «أزمة عملة صعبة»، ولكنها في طريقها إلى الحل؛ حيث وفرت رئاسة الوزراء 44 مليون دولار، لافتًا أن بحل هذه الأزمة سيتوقف إعدام صغار الدجاج.
المهندس توفيق رشاد
كيف يمكن التغلب على أزمة أعلاف الدواجن؟
ومن الناحية الاقتصادية يرى، الدكتور محمد إبراهيم الباحث والمحلل اقتصادي، وعضو الجمعية المصرية للاستثمار المباشر، في الوقت الذي يعاني فيه العالم أجمع مِن تبعات كورونا، والأزمة "الروسية الأوكرانية"؛ هناك صراع عالمي قائم أثَّر على أسعار الأعلاف، وبالأخص على تصدير الحبوب، وأوكرانيا هي الدولة التي تُعَد واحدة من أهم مزودي الأسواق الدولية بالأعلاف والحبوب، ومن زاوية أخرى -وبحسب الأسعار العالمية-: نرى أن سعر الذرة انخفض ليسجِّل نحو 272.64 دولارًا أمريكيًّا للطن مقابل 274.50 دولارًا أمريكيًّا للطن، وبنسبة انخفاض بلغت 0.68% ، مضيفًا وعن أسعار فول الصويا فقد سجَّل ارتفاعًا عالميًّا 530.17 دولارًا أمريكيًّا للطن مقابل 488.77 دولارًا أمريكيًّا، بنسبة ارتفاع بلغت 8.47% بنهاية تعاملات منتصف شهر أكتوبر 2022.
وأوضح لا بد من الإشارة أن مصر تستورد 95% من أعلاف الدواجن من دولٍ، مثل: أوكرانيا، والبرازيل، والأرجنتين، وأمريكا بحوالي مليار دولارًا سنويًّا، وتطلب بعض الدول، ومنها: البرازيل الدفع مقدمًا مع اشتراط دخول المنتج بشهور محددة؛ حيث إن هذه الدول لها ظروفها المناخية لحصاد المحصول، وبالتالي فإن التسليم للأسواق المصرية يتأخَّر، وهو ما يتسبب بأزمة كبيرة في السوق.
واستكمل المحلل الاقتصادي حديثه: هذا إن دَلَّ على شيء؛ فإنما يدل على وجود مشكلة تكمن في أن السوق المصري يفقد هذه المحاصيل؛ بالإضافة إلى قصور الإنتاج في توفير متطلبات الاستهلاك المحلي؛ مما يعكس قصورًا في الناتج من الدواجن وعدم الاستيفاء بمتطلبات السوق المحلي، ومع استمرار التزايد في حجم الفجوة الغذائية ونسبة الاكتفاء الذاتي؛ الأمر الذي ينجم معه الاتجاه إلى زيادة الإنتاج من الأعلاف حتى تتمشى مع زيادة معدل النمو السكاني.
واستطرد قوله إن مصر تعاني من ضائقة مالية أشبه ما توصف به تسونامي؛ فقد عانى الاقتصاد المصري للعديد من العقود على خلفية ارتفاع أسعار الغذاء، وزيادة الطلب على الدولار، وصعوبة تدبير النقد الأجنبي لشراء الأعلاف؛ مما أدَّى إلى ارتفاع مدخلات إنتاج الدواجن والتي ارتفعت أسعارها.
وفي المقابل هناك انخفاض في القوة الشرائية بالسوق بسبب زيادة أسعار أغلب المنتجات؛ مما يعطي دلالة على أزمة حادة في جميع أعلاف الدواجن، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع صاروخي في الأسعار، وبسبب عدم وجود النقد الأجنبي لسداد فواتير الاستيراد التي تشترط الدولة سدادها مقابل الإفراج الجمركي حيث إن الإفراج الفوري يعد هو الحل الأمثل لإنقاذ صناعة الدواجن.
الدكتور محمد إبراهيم