نظمت منصة تيك توك ملتقى دولي للشباب لنشر الوعي بأهمية الصحة النفسية وتأثيرها على سلوك كل إنسان تجاه الآخر وتجاه نفسه أيضًا إذ قد يرتقي الإنسان بنفسه عندما يتمتع بصحة نفسية جيدة وقد يلحق بها الضرر عبر سلوكيات سلبية مثل سرعة الغضب والانفعال وعدم تقبُّل الآخر وتفسير سلوكه نحوه بصورة عدائية وكل ذلك يحدث عندما يكون الإنسان في حالة نفسية سيئة .
موضوعات مقترحة
وشهد الملتقى جلسات متنوعة بين تعريف الصحة النفسية وأهميتها وتأثيرها على سلوك الإنسان وكيف يتمتع بصحة نفسية جيدة وكذلك كيف يتجنب الدخول في حالة نفسية منخفضة.
وجاءت "السوشيال ميديا" في مقدمة التحذيرات التي قدمها الملتقى للشباب في نقاش مفتوح دعت فيه منصة "تيك توك" -عبر متحدثين بها وخبراء نفسيين متخصصين في العلاج النفسي - إلى الاستخدام الصحيح لها بما يعود بالنفع على المستخدم وليس بالضرر .
قال على تقي - مدرب حياة معتمد من الاتحاد الدولي للكوتشينج – قبل أن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة علينا أن نسأل أنفسنا لماذ نحن هُنا في هذا التطبيق المتاح لكل إنسان يمتلك هاتفًا وماذا نريد من وجودنا في هذا التطبيق لأن هذه الأسئلة ترفع لدينا الوعي بهدفنا من وسائل التواصل الاجتماعي فتجعلنا ننتبه أثناء وجودنا في عالمها الجاذب إلى الاستخدام الصحيح لها بأن تكون وسيلة لنا للتواصل مع الآخر وليس وسيلة لإهدار الوقت الذي يمكننا الاستفادة منه واستثماره في عمل إيجابي .
وأضاف مدرب الحياة أن كل إنسان عندما يرتفع الوعي لديه بقيمة الوقت وكيف يمكن استثماره في تطوير ذاته ستتحول طريقته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي وصل استخدامها لدى كثير من الناس إلى حد الإدمان .
وكشفت ياسمين مدكور، أخصائية في العلاج النفسي، عن سبب إدمان وسائل التواصل الاجتماعي فقالت إن أحد هرمونات السعادة حيث هرمون الدوبامين يحصل عليه البعض من وسائل التواصل الاجتماعي .
وأوضحت أن هذا الهرمون مرتبط بشعور المكافأة الذاتية الذي يشعر به بعض الناس عندما يحصلون على عدد كبير من الإعجابات أو المشاركات لمنشوراتهم عبر تطبيقات السوشيال ميديا المختلفة وهذا الشعور يفرز هرمون الدوبامين الذي يشعر هؤلاء الناس بالسعادة ولكن هذه السعادة تكون لحظية وبعد أن تنتهي يبحث عنها الشخص من جديد فيصبح مدمنًا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي .
وقالت المعالجة النفسية يمكننا أن نحصل على هذا الشعور من خلال سلوكيات أخرى إيجابية مثل مكافأة أنفسنا بممارسة الهوايات التي نحبها أو عمل إنجاز لأنفسنا مثل تطوير ذاتنا ورفع وعينا بقيمة الذات وقيمة الوقت وأن نقضية في جعل أنفسنا أفضل من الأمس وليس لمجرد أن يمر اليوم حتى نستقبل آخر بدون شغف أو هدف قائلة :" يمكن أن يكون لدينا أيام بلا سوشيال ميديا عن طريق استبدالها – في هذه الأيام التي سيحددها كل شخص لنفسه – بقضائها مع العائلة أو الخروج مع الأصدقاء أو الاستمتاع بالأجازة الأسبوعية أو ممارسة الهوايات التي نحبها".
وقال مدرب الحياة على تقي إن ممارسة الهويات التي نحبها ترفع هرمون الدوبامين فتشعرنا بالسعادة وتجعلنا أسوياء عند التعامل مع الآخرين فلا نغضب سريعا ولا نفسر سلوكهم معنا بشكل خاطئ ولا تؤثر علينا مواقف الحياة الضاغطة بشكل كبير محذرًا من التوتر والقلق والاكتئاب والشعور بالوحدة فكل هذه المشاعر النفسية السلبية يمكن للإنسان مقاومتها أو حتى تجنب وجودها عبر تقدير الذات وفعل ما يجعله مكتفيًا بنفسه :" عندما يصبح الإنسان مكتفيًا بذاته ويشعر بقيمته لن يحتاج لقضاء وقتًا كبيرا على السوشيال ميديا لتعويض ذلك".
وقالت ياسمين مدكور نحن بحاجة لأن ننتبه إلى المحتوى الذي تقدمه السوشيال ميديا وإلى أي مدى هو مفيد أم أنه يؤثر بالسلب علينا لأن إدراكنا بطبيعة المحتوى الذي نتابعه والعائد منه هو بمثابة درع واقي لصحتنا النفسية: "عندما نجعل الصحة النفسية أولوية في حياتنا سنفوز بأنفسنا ونودع كل ما هو سلبي ونستقبل كل ما هو إيجابي".
وإلى جانب ذلك تضمن الملتقى جلسات مع الشباب حول الضغوط النفسية التي تفرضها مواقف الحياة اليومية وكيف يتغلب عليها الشباب ويخرج منها سالمًا دون تأثير وكيف يعرف الإنسان جسمه من خلال ردود الأفعال التي يحدثها تجاه هذه المواقف وكيف تشكل السوشيال ميديا مصدر قلق وتوتر وكيف يمكن علاجهما وتخفيف حدتهما فضلا عن الجلسة النقاشية المفتوحة التي اجتمع فيها الخبراء النفسيين مع الشباب من مختلف الدول وعرض كل منهم المشكلة النفسية التي يمر بها في الوقت الراهن وكذلك الشعور السلبي الذي يهدد بداخله كل شعور بالحياة وبعد أن اكتملت دائرة سرد المشكلات بدأ الخبراء في تفسير كل مشكلة على حده وشرح طريقة الخروج منها وتقديم روشتة وقائية لعدم السقوط فيها مجددًا ولإفادة شخص آخر بها من خلال إعادة تدويرها :" علينا اتباع هذه إعادة تدويرها بتقديمنا لها عندما نلتقي بشخص غيرنا تهدده نفس المشاعر التي نجونا منها الآن".