منذ ست سنوات، اجتمعت "جي جي إبراهيم ومنى سرور" على محبة الحرف اليدوية، وفكرتا في إقامة مشروع خاص بهما، وبسبب حبهما للتراث المصري اتجها إلى تصميم الأحذية القديمة والعودة إلى حذاء "البُلغة" القديم، ولكن بعد تطويره ليناسب نمط الحياة السريع، بأشكال مختلفة تناسب النساء والرجال بجميع المقاسات، وأطلقوا على المشروع اسم "بلجة".
موضوعات مقترحة
وقررت الفتاتان المزج بين نوعين من الحرف اليدوية، وتم تصميم أول مجموعة أحذية، وظلتا تُجربان أنواعًا مختلفة من الجلود حتى تمت صناعة الأحذية بالجلد الجملي، ولحبهما الشديد لمدينة شلاتين، أخذا منها الخطوط المصنوعة من السعف اليدوي بأيدي نساء شلاتين، وأضافتا أيضا بعض الخياطة السروجي على الأحذية، ليصبح الحذاء كله مصريا بأيدي مصرية.
واعتمد المشروع على البحث عن أمهر وأقدم العاملين في مجال صناعة "البُلغة" ما لم يكن سهلا، نظرا لاندثار المهنة، التي ترجع إلى عصر المماليك، وتؤكد "جي جي" لـ"بوابة الأهرام"، أنهما بحثتا عن أمهر العاملين القدامى، وتواصلتا مع الشخص الوحيد الذي يعمل فيها في منطقة الحرفيين بمنطقة مصر القديمة، الذي ورث تلك المهنة أبا عن جد، ومن ثم قامتا بتأسيس ورشة لتصنيع هذه الأحذية ليكبر مشروعهما الذي نجح نجاحا كبيرا منذ أن بدأتا به.
واستغرقت المجموعة الأولى من الأحذية حوالي سنتين، وفي نوفمبر 2019 كان الانطلاق الحقيقي للمشروع على أرض الواقع، وتم عرض الأحذية في المعرض الفنية، وانبهر بها العملاء، لذلك قرروا المشاركة في كل المعارض للتسويق لمنتجهم.
استغرقت المجموعة الأولى من الأحذية حوالي السنتين، وفي نهاية نوفمبر الماضي كان الانطلاق الحقيقي للمشروع على الأرض، فقد تم عرض الأحذية في أحد المعارض الفنية، بأسعار تبدأ من الـ600 جنيه وحتى الـ1400، ومنذ ذلك الوقت أعجب الكثير من العملاء بتلك الأحذية "بنسمع كتير من الناس الله دي مريحة أوي ودي بس الجملة اللي بنبقى محتاجين نسمعها".
وعند سماعهما عن معرض "تراثنا" قررتا الاشتراك في المعرض للتسويق لمنتجهم الذي يحي التراث المصري، حيث يوفر المعرض لهم فرصة استثنائية للعارضين، فيقدم عددا كبيرا من الخدمات التسويقية والفنية لكل المشروعات التراثية، وتؤكد "جي جي"، أن هذا العام التالي لهما في معرض "تراثنا" وحقق لهم عائدا كبيرا واستفادة للتسويق لمشروعهما.
وتؤكد "جي جي"، أن هدف المشروع ليس فقط العودة إلى التراث وإحياء صناعة "البُلغة"، بل وإحياء الحرف اليدوية في مصر، حيث إن الحرف اليدوية في مصر جميلة ولها فن خاص، وكان لابد من إدخالها في تصميم الحذاء، والذي يتم تصنيعه كله باليد.
وحرصت الفتاتان على تصميم "البُلغة"، تلائم من يرتديها سواء من السيدات أو الرجال، وقرروا صناعة كل المقاسات، فتبدأ من مقاس 36 حتى 46، ووصل المشروع إلى جميع المحافظات، حتى إنهم بدأوا تصدير الأحذية للخارج.
وتقول "جي جي"، "عملنا شكل البُلغة" القديم، ولكن عملنا كمان أشكال تانية زي البوت والأحذية المغلقة"، فيما استوحت منى الألوان من الطبيعة الخاص بالشلاتين، ليختارا ألوانًا مستوحاة من الصحراء والأشجار، فتباينت الألوان بين الجملي والأخضر والبني الغامق.
وتوضح، أنهما بحاجة إلى معارض بشكل أكثر، ويستحسن أن يتم عمل معرض "تراثنا" أكثر من مرة في العام ليساعد على التسويق للحرف اليدوية، وذلك مع زيادة وعي الناس للشغل اليدوي، وقيمته الكبيرة.
وافتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يوم الأحد الماضي، فعاليات الدورة الرابعة من معرض "تراثنا" للحرف اليدوية والتراثية، والذي يقام بمركز مصر للمعارض الدولية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر الجاري، بمشاركة الأشقاء العرب في معرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية، مما يعكس الإرادة السياسية الهادفة لتعزيز التعاون والروابط المشتركة بين الشعوب العربية من خلال تشارك الثقافات التراثية التي تعبر عن الهوية العربية، فضلا عن تشجيع التجارة البينية والتكامل الاقتصادي إقليميا خاصة بين أصحاب المشروعات الصغيرة في هذه الدول.
حذاء البُلغةفتاتان يعيدن تصنيع البُلغة لإحياء التراث المصري في معرض تراثنا للحرف اليدوية