- الحرجل يعالج أوجاع المفاصل والقولون العصبى واضطرابات المعدة ومشاكل الكبد وتضخّم الطحال
- سانت كاترين أكبر منطقة لزراعة الحرجل فى مصر ويمكن زراعته بنجاح تحت أشجار الفاكهة
- الحرجل مستودع متكامل للمضادات الحيوية ينظم عمل البنكرياس ويحارب السمنة
- ينجح بأسلوب الإنتاج العضوى منتجاً محصولاً وفيراً ولا يصاب سوى بآفة المن
تتميز النباتات الطبية بفائدتها وأهميتها لعلاج كثير من الأمراض التى تصيب الإنسان، ويكون استخدامها آمناً ولا يضر بصحة الفرد مادامت تحت إشراف متخصص، ودون إسراف، وبعض هذه النباتات اقترب من الانقراض.. ونتحدث اليوم عن نبات الحرجل من حيث: الأهمية، والفوائد، وطرق الزراعة والتسميد، والمنطقة الأفضل لزراعته.. وأبرز استخداماته فى علاج أمراض: الجهاز العصبى، والجهاز التنفسى، والهضمى، والعضلات.. فهو يخفف من آلام المعدة والأمعاء، ويزيل المغص الكلوى والتهابات الجهاز التنفسى، وملين ومسهل وملطف للتشنجات العصبية، ويعمل على تنشيط الدورة الدموية، وله دور كبير فى عمليات التخسيس وإنقاص الوزن.
قال الدكتور علاء عبد الجواد، أن نبات الحرجل من الأعشاب الطبية الحولية إلى المعمرة، تتبع الفصيلة الدفلية، وهى نباتات تتميز بأنها مستديمة الخضرة، وتنمو هذه النباتات فى فصل الصيف، مضيفاً أن ارتفاع النبات يصل 60 : 100 سم، وأوراق النبات بسيطة بيضاوية الشكل، ذات ملمس جلدى ولون أخضر لامع، ومغطاة بوبر ناعم.
نورات عطرية
وأضاف أن أزهار النبات صغيرة الحجم بيضاء اللون، تخرج متجمعة فى نورات ذات رائحة قوية، وثمار الحرجل مربعة الشكل، ويبلغ طوله 5 سنتيمترات، وعرضها بين 1.5 - 2 سنتيمتر، ولونها أخضر مع خطوط بنفسجية، وتحتوى فى داخلها على بذور يتدرج لونها من البنى الداكن إلى الأسود، وهو من النباتات المهددة بالانقراض، مما يبين أهمية الاهتمام بهذا بالنبات المهم طبياً، وإكثارة ونشر زراعته فى العديد من الأماكن على مستوى الجمهورية، والمحافظة عليه من الفقد والانقراض.
وأوضح الدكتور علاء، أن نباتات الحرجل تنبت إلى جانب بعضها البعض، على شكل تجمّعات نباتية، وتنتشر زراعته فى دول البحر الأبيض المتوسط، والجزيرة العربية، موضحاً أنه نبات صحراوى مهم فى الطب البديل، أو التقليدى فى كل من مصر والسودان، وبعض الدول الأخرى، ويتميز بأن له طعماً حارّاً ولاذعاً، ورائحة عطرية، حيث يحتوى على العديد المركبات النباتية داخل سيقانها، وأوراقها، وأزهارها والتى يرجع لها فضل الأهمية والاستخدامات الواسعة، ومن بين هذه المركبات كل من: الكولين، والفلافونويد، والمونوتربين، الأرجلين، ومركبات غير غذائية؛ كحمض الفيتيك والتانين الموجودين فى الأوراق، وتحتوى عشبة الحرجل كذلك على نسبة جيدة من العناصر الغذائية: كالكربوهيدرات، والبروتين، والزيت الخام، والماء، كما تحتوى على نسبة جيدة من المعادن الأساسية؛ مثل: البوتاسيوم، والكالسيوم، والماغنسيوم، والصوديوم، والمنجنيز، والرصاص، والنحاس.
مضادات حيوية
وكشف أن الحرجل يحتوى على العديد من المضادّات الحيويّة الهامة طبياً، وهو أحد الأعشاب التى تعالج الكثير من أمراض الجهاز العصبى والجهاز التنفسى والهضمى والعضلات، يستخدم كعلاج يخفف من آلام المعدة والأمعاء، فضلاً عن أنها تزيل المغص الكلوى والتهابات الجهاز التنفسى، ويستخدم كملين ومسهل وملطف للتشنجات العصبية، ويعمل على تنشيط الدورة الدموية، ودورها الأساسى هو التخسيس وإنقاص الوزن.
وقال عبد الجواد، إن هذا النبات له دور كبير فى علاج أوجاع المفاصل، فهو يسكّن آلام الروماتيزم والمفاصل، بوضع أوراقه المطحونة مع الماء على مكان الألم، من المساء وحتى الصباح يومياً لمدة أسبوع، كما يعالج الحرجل: القولون العصبى، واضطرابات المعدة، ويخفف من فرصة الإصابة بسرطان القولون، واضطرابات المعدة، ويؤثر على عمل البنكرياس وتنظيم الأنسولين بشرب منقوع الحرجل، بوضع كمية قليلة منه فى الماء تنقع لمدة 12 ساعة، وبعدها يتم شرب نصف كوب من الماء كل 8 ساعات، ويستعمل فى علاج نزلات البرد والزكام، وذلك بشرب الزنجبيل مضافاً إليه الحرجل، أو حرق الحرجل واستنشاق دخانه.
وأشار إلى أن الحرجل يعالج مشاكل الكبد، وتضخّم الطحال، بخلطه مع عشبة الهندباء، ونبات الرواند، ونبات الأملج، ويعمل كمضاد للأكسدة يمكن استخدامه لتقليل أكسدة الدهون، وزيادة نشاط الأنزيمات المضادة للأكسدة، وهذا ما يجعلها من الأعشاب الهامة المُستخدمة فى علاج بعض أمراض الكبد، ويعالج مشكلة انسداد الشرايين بتقليل نسبة الكولسترول فى الدم، لامتلاك هذه العشبة لخصائص فعّالة فى علاج ارتفاع كولسترول الدم.
الاضطرابات النفسية
وأكد أن الحرجل له فوائد عديدة للسيدات الحوامل، حيث إن تناول عشبة الحرجل تعمل على تنشيط الجسم، وتعالج تكيّس المبايض، وتساعد فى تنظيم الطمث، وتخفف الألم والاضطرابات النفسية خلال فترة الطمث، ويساعد على علاج القولون العصبى، ويحد من الإصابة بسرطان القولون، كما يحتوى على مضادات الأكسدة التى تحمى الجسم من انتشار الجذور الحرة، مما يعمل على الوقاية من الإصابة بأمراض السرطان المختلفة، وتحتوى على مجموعة من الخصائص المضادة للميكروبات، وتمنع نمو البكتيريا مثل البكتيريا الإشريكية القولونية، يمكن شرب منقوع عشبة الحرجل يومياً لمدة أسبوع، للمساعدة على علاج اضطرابات المعدة، حيث يساعد على تنظيم عملية الهضم وحركة المعدة والأمعاء والقولون، مما يقلل من الانتفاخات وسوء الهضم.
وأوضح عبد الجواد، أن مشروب الحرجل يساعد فى التخلص من الوزن الزائد، وتقليل خطر الإصابة بالسمنة، وبالتالى الوقاية من أمراضها المختلفة، فيعمل على إذابة الدهون فى الجسم والتخلص منها، لذلك يعتبر استخدام مشروب أوراق نبات الحرجل وبنسب متساوية من نبات الحرجل ونبات الزنجبيل، ثم يتم غليها سوياً وتناول المزيج كشراب.
وقال إن فوائد الحرجل للمفاصل مهم وله دور كبير فى علاج أوجاع المفاصل، حيث يعمل كمسكن فعال لآلام الروماتيزم، وليس من الضرورى أن تعتمد على تناول الحرجل لتقليل آلام العظام، فيمكنك الحصول على فوائد الحرجل للمفاصل، عن طريق استخدامه ككمادات على المناطق المصابة، أو التى تعانى من آلام، تستخدم أوراقه فى عمل شاى الحرجل، وذلك بغليها وتحليتها بالسكر أو مسحوق الأوراق المجفف، وإضافة الحليب إليها وتحليتها بالسكر أو التمر، كما تستخدم الأوراق فى مصر كالحنة.
تجهيز البذور
وأوضح أنه يتم إكثار نبات الحرجل بالبذور بعد نقعها فى الماء لمدة 24 ساعة لزيادة نسبة الإنبات، ويفضل عند الإكثار البذرى استخدام بذور حديثة مباشرة قبل دخولها فى مرحلة الكمون، واحتياجها لمعاملات لكسر الكمون وتتم الزراعة فى أكياس الزراعة مقاس 8 سم، ثم الرى والكمر حتى تمام الإنبات ثم الأقلمة قبل الزراعة فى الأرض المستديمة.
وقال إن أكثر منطقة لزراعة الحرجل هى سانت كاترين، ونظراً لظروف الجفاف التى تتعرض لها، يفضل أن تكون مساحة الزراعة لا تتجاوز 200 متر مربع بنظام الرى بالتنقيط على أن يكون الخط بطول 10 أمتار، وعدد النباتات 400 نبات، وتتم زراعة الشتلات الناجحة من الإكثار فى سبتمبر على بعد 10 سم من النقاط، ثم يكون معدل الرى فى الصيف 2 لتر / نبات / يوم، وفى الشتاء 2 لتر/ نبات كل 2 - 3 أيام.
وأضاف أنه ممكن أن تتم الزراعة تحت أشجار الفاكهة، وذلك فى صف واحد قرب حافة الجور، للاستفادة من المسافة بين خطوط أشجار الفاكهة، وخاصة فى مراحل نموها الأولى، حيث إن أشجار الفاكهة لم تصل للحجم النهائى، فيستفاد بتحميل النباتات العشبية مثل الحرجل، وإذا كانت هناك نباتات غائبة فيزرع مكانها نباتات بنفس عمر الشتلات المزروعة بترك بعض الشتلات لإجراء عملية الترقيع، وتتم بعد نحو 15 يوماً من الزراعة، ويتم التخلص من الغريبة وأى حشائش تظهر مع المحصول، وذلك لعدم منافسة المحصول على الغذاء، وعوامل النمو الأخرى من الماء والهواء والضوء وغيرها، وعلاوة على ذلك أغلب الحشائش عوائل للعديد من الأمراض بأنواعها المختلفة.
الاحتياجات السمادية
وأشار إلى أن نبات الحرجل من النباتات المعمرة، والتى تحتاج إلى كميات أكبر من الأسمدة العضوية، فيضاف الكمبوست أو السماد العضوى الحيوانى بمعدل 50 كجم و 2 كجم صخر فوسفات و 5 لترات سماد حيوى و200 جم حمض الهيوميك لكل خط طوله 10أمتار، وتكرر جرعة التسميد بعد كل حشة.
وقال إنه يتم التجفيف الطبيعى بصوب التجفيف المعدة والمغطاة بالسيران الأسود نسبة تظليل 75%، وعلى أن تكون الأرضية من الأسمنت، ويفضل أن تكون من السيراميك، والمناشر تكون من الخشب، حيث توضع النباتات على المناشر، ويتم تقليب المحصول باستمرار حتى تمام التجفيف، حتى لا يحدث تلف أو تغيرات غير مقبولة للمحصول العشبى، ويراعى تنظيف المنتج النهائى من الشوائب والأتربة، ثم الغربلة الجيدة وتجهيزه، ثم يتم تخزين المنتج فى أجولة من الخيش أو القماش، أما فى حالة التعبئة للبيع للمستهلك كما هو الحال فى جمعية النباتات الطبية، فيتم إعداد وفرز وغربلة المحصول، وإزالة السيقان، ثم تعبئة الأوراق فى أكياس تزن من 25 إلى 50 جراماً، مع وضع بطاقة موضح عليها بعض البيانات والمعلومات الخاصة بالمنتج.
وأضاف أن نبات الحرجل يعطى تحت ظروف الزراعة العضوية بسانت كاترين، متوسط إنتاجية النبات من العشب الجاف 108.2 جرام جاف / نبات.
وتابع أن الآفات والأمراض التى تصيب نبات الحرجل، بسبب زراعة النبات فى تجمعات يكون عرضة للإصابة بالمن، وهو من أهم الآفات التى تصيب النبات، وتقاوم بالمبيد الحيوى المناسب والموصى به.
حش النباتات
وأوضح أن الحصاد يتم عندما تفتح 50% من الأزهار، ويتم حش النباتات على ارتفاع 20 سم من سطح الأرض، مع ترك 3 - 5 فروع للتجديد، وتحش النباتات فى الصباح الباكر حتى الساعة العاشرة صباحاً، مع مراعاة الرى عقب الحش مباشرة، ويتم الحصول على حشة كل ثلاثة أشهر خلال موسم النمو من مارس حتى نوفمبر، حيث يزهر مرتين مرة خلال شهرى مايو ويونيه، ومرة فى شهرى سبتمبر وأكتوبر، وتنتج البذور الناضجة مرتين فى أغسطس وديسمبر، وتستخدم فى عمليات التكاثر المختلفة، مع مراعاة إيقاف الرى قبل الحش بمدة كافية، لضمان سرعة التجفيف وزيادة تركيز المادة الفعالة فى العشب.