في مثل هذه الأيام منذ 49 عاما استعاد الجيش المصري العظيم سيناء الحبيبة أرض الفيروز، من المحتل الغاصب الإسرائيلي، وسطر أبطالنا الشجعان بدمائهم ملحمة بطولية خالدة، ما زالت تدرس حتى هذه اللحظة في معظم الأكاديميات العسكرية على مستوى العالم.
في مثل هذه الأيام من كل عام يشتعل الحب في قلبي، وأرى نفسي مرة سلطانًا يحكم مملكة لا تغرب عنها الشمس، وأخرى فارسًا مغوارًا لا يشق له غبار، ومرة نسرًا يطير في السماء يغزو السحاب، وأخرى حوتًا عظيمًا يغوص تحت الماء، يقطف اللآلئ من قلب الأصداف.
أنتظر هذه الأيام من كل عام بفارغ الصبر حتى أعبر عما يجول في خاطري من مشاعر الحنين والحب لوطني العظيم مصر، ولكل شهيد ضحى بأعز ما يملك - وهي روحه - حتى يعيش وطننا الحبيب حرًا أبيًا كريمًا مرفوع الرأس، ويزداد حبي لكل حبة رمل من أرض بلادي الطاهرة.
فعشقك يا وطني يجري في شراييني، يقتلني ويحييني، حبك يا وطني مكتوب على جبيني، فعلى حبك يا وطني نشأت، ومن خيرك ترعرعت، ومن شمسك توضأت، وفي محرابك صليت، ومن بطولاتك وأمجادك تعلمت، شعبك يا مصر في رباط إلى يوم القيامة، وجندك هم خير أجناد الأرض.
ومع كل إشراقة شمس يزيد ويكبر حبك يا وطني، فوطني هو شرفي وعرضي وأملي وفخري، وطني هو من علم العالم قبل الزمان بزمان، وهو من قهر كل الغزاة، حبك يا وطني عبادة، وموتي دونك شهادة، أسأل الله أن يجعل علمك دومًا رفرافًا.
حبك يا وطني علمني معنى الحب، علمني كيف أغرد كالعصفور فوق الأغصان، حبك يا وطني علمني ألا أخشى الموت، علمني أن أحفظ عهدي دومًا، وألا أفشي سرك يومًا، أنت يا وطني شعاع الشمس وضوء القمر، أنت ضحكة الربيع وبسمة الرضيع، أنت تغريد الطيور وعبير الزهور، أنت زرقة السماء، أنت حبات المطر، أنت الصفاء والطهر والنقاء.
حبك يا وطني يهديني ويشفيني ويطعمني ويسقيني، حبك يا وطني علمني عشق الأوطان، حبك يا وطني علمني معنى الحب.