تلعب الحوسبة السحابية دوراً جوهرياً في عملية التحول الرقمي، ودمج وتكامل تقنيات المستقبل، وتعد الركيزة الأساسية للعبور نحو تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات بلوك تشين وإنترنت الأشياء.
موضوعات مقترحة
كما تمتلك تكنولوجيا السحابة إمكانيات كبيرة تؤهلها لتطوير الهيكلية الرقمية للمؤسسات وتسريع الابتكار وضمان الاستمرارية والمرونة لجميع القطاعات، مما يضمن تحقيق النمو المستهدف من الأعمال والاستجابة السريعة لاحتياجات مختلف المؤسسات والقطاعات خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم حاليًا.
ما هي الحوسبة السحابية؟
الحوسبة السحابية هو مصطلح يشير إلى عملية استخدام شبكة من أجهزة الكمبيوتر البعيدة (الخوادم) المستضافة على الإنترنت لتخزين البيانات وإدارتها ومعالجتها، حيث تعد السحابة تقنية حديثة تسمح بتأجير البنية التحتية التكنولوجية بدلًا من شرائها والتي بدورها تحقق الكفاءة من حيث التكلفة، حيث توفر نفقات شراء كافة الأجهزة وإدارتها وصيانتها المستمرة وإتاحة كل شيء كخدمة مقابل إيجار.
تعتمد البنية التحتية للحوسبة السحابية على مراكز البيانات المتطورة التي تقدم مساحات تخزين كبيرة للمستخدمين، مع توفير بعض البرامج كخدمات لهم. فبدلًا من ضخ استثمارات في الأنظمة التكنولوجية المحلية مثل قواعد البيانات والبرامج والأجهزة والمعدات، يمكن استخدام تقنية السحابة عبر الإنترنت لتخزين مختلف البيانات في مراكز بيانات خارجية ضخمة مثل التي تعمل مصر على إنشائها كونها صناعة واعدة جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
من خلال مراكز البيانات، يمكن الوصول إلى تلك الخدمات التي تلبي مختلف احتياجات المؤسسات، وذلك عبر أجهزة وبرامج متصلة بشبكة خوادم تحمل بياناتها في سحابة افتراضية تضمن اتصالها بشكل دائم دون انقطاع، مع أجهزة مختلفة، وبالتالي يتم الدخول إليها من أي مكان وفي أي وقت.
تتميز الحوسبة السحابية بسهولة استخدامها ومرونتها العالية من خلال قدرتها على التكيف مع حجم الأعمال والموارد المتاحة وبما يتناسب مع حجم الإنتاجية لدى كل مؤسسة على حدة. علاوة على ذلك، تتيح السحابة إمكانية الوصول إلى مجموعة كبيرة من التقنيات المختلفة وقدرة فائقة لتكامل التطبيقات، مما يسهم في تعزيز الابتكار والتطوير.
لذا يمكن من خلال الحوسبة السحابية استغلال الموارد المختلفة بسهولة وسرعة بما في ذلك التخزين وقواعد البيانات وإنترنت الأشياء وتعلم الآلة وتحليل البيانات وغيرها.
مصر مركز إقليمي للحوسبة السحابية ومراكز البيانات
بالنظر إلى إمكانيات السحابة وقدرتها على تمكين عملية التحول الرقمي ودور صناعة مراكز البيانات في مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، وضعت الحكومة المصرية استراتيجية شاملة للحوسبة السحابية وذلك تشجيعًا منها لصناعة مراكز البيانات والسحابة ولتعزيز القدرة الإنتاجية للمؤسسات على اختلاف أعمالها وقطاعاتها، وذلك على ضوء موقعها الجغرافي الذي جعلها وجهة الاستثمار في المنطقة وأحد أكبر دول العالم في مرور الكابلات البحرية بها.
وتحقيقًا لهذه المساعي، عكفت الدولة على تطوير البيئة التشريعية لتنظيم عملية إنشاء مراكز البيانات، كما حرصت على إشراك مؤسسات القطاع الخاص العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إنشاء مراكز البيانات. إذ تستهدف هذه الجهود تعزيز البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتمكين الوصول إلى الخدمات الرقمية؛ تماشيًا مع استراتيجية التحول الرقمي وتحقيقًا لخطة التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.
لذا، أطلق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات "الإطار التنظيمي لمراكز البيانات والسحابة" والذي يعد خطوة في طريق تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر في هذه الصناعة المهمة، حيث يأتي هذا الإطار التنظيمي في إطار حرص مصر على تطوير البنية التحتية الرقمية، لما للسحابة من تأثير إيجابي على القدرة الإنتاجية للمؤسسات على اختلاف أعمالها وقطاعاتها، وبوصفها ركيزة أساسية لبناء مصر الرقمية.
هذا بالإضافة إلى صدور قانون حماية البيانات الشخصية (قانون 151 لسنة 2020) والذي تم إعداده بحيث يكون مواكباً للمعايير الدولية في هذا الشأن، وهو خطوة هامة في مسار تطوير الاُطر التشريعية المتعلقة بصناعة مراكز البيانات والسحابة.
لم تقتصر الحوسبة السحابية على كونها أداة لتمكين الرقمنة وحسب، وإنما تحولت إلى سوق ضخمة بتسجيلها نمو كبير في الآونة الأخيرة، حيث سجلت أسواق حلول البنية المقدّمة كخدمة (IaaS) حول العالم نموًا وصل إلى 41.4% خلال عام 2021، لتصل إلى قرابة 90.9 مليار دولار.
تندرج هواوي ضمن قائمة أفضل خمس شركات مزودة لخدمات السحابة في العالم. وقد تمكنت من الحفاظ على مركزها ضمن الشركات الخمس الكبرى في العالم لعام 2021 بعائدات بلغت 4.2 مليار دولار عبر انتهاج استراتيجية "كل شيء كخدمة".
وقد حققت هواوي زيادة في حجم تعاملات السوق وصلت إلى 105% في عام 2021، مع زيادة العملاء الرئيسيين بنسبة 59%، وزيادة متوسط الإيرادات لكل وحدة (ARPU) بنسبة 33%.
وتعد مصر إحدى الدول التي تغطيها الخدمات السحابية من هواوي، والبالغة 170 دولة حول العالم، وتسعى الشركة إلى زيادة حجم استثماراتها بغرض إيصال التكنولوجيا الرقمية لشركائها وعملائها بحلول تكنولوجية تضمن أمن البيانات لديها وتلبي متطلبات أعمالهم، وكذا تنظيمها على نحو أفضل وأكثر أمانًا، وذلك لدعم استراتيجية التحول الرقمي في مصر، تماشيًا مع الرؤية الاستراتيجية للتنمية المستدامة مصر 2030.
توفر"Huawei Cloud" تغطية واسعة للمناطق التي تعمل بها حول العالم والتي تصل إلى 27 منطقة و 61 منطقة؛ حيثما توفر أكثر من 2500 نقطة لشبكة توصيل المحتوى، علاوة على إطلاق أكثر من 220 خدمة سحابية، وأكثر من 4500 تطبيق على منصة “Huawei Cloud Marketplace”، مع جذب أكثر من 14 ألف شريك استشاري و6000 شريك تقني، وقرابة 2.3 مليون مطور حول العالم.
إذ تزيد هواوي من نطاقها السحابي في مصر من خلال توفير السحابة لعملائها وشركائها على اختلاف حجم الأعمال، وتتميز بتصميمها الآمن وملاءمتها للمتطلبات الصارمة لخصوصية البيانات، حيث تساهم حلول هواوي السحابية في تعزيز الابتكار، وذلك من خلال الاعتماد على أحدث التقنيات بما في ذلك إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وسلسلة الكتل "Blockchain".
ومن هذا المنطلق، فإن هناك فرص عظيمة يمكن تحقيقها، حيثما تستهدف هواوي زيادة استثماراتها من خلال استراتيجيتها للخدمات السحابية "التعمق في الرقمنة مع كل شيء كخدمة"، فيما تستهدف مصر اجتذاب المزيد من الاستثمارات عبر خلق قيمة مضافة وتطوير نظام بيئي ملائم، وذلك لتحقيق التحول الرقمي في قطاعات الدولة؛ تماشيًا مع استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.