Close ad

تلوث الهواء والرطوبة الأخطر على الصحة.. الوجه الخفي للأوبئة والفيروسات

10-10-2022 | 22:28
تلوث الهواء والرطوبة الأخطر على الصحة الوجه الخفي للأوبئة والفيروساتأرشيفية
هبة عادل
الأهرام العربي نقلاً عن

د. شعبان تهامى: الأمراض تتفاقم فى الشتاء لأن الجينات المتعلقة بالجهاز المناعى تكون أكثر فاعلية

موضوعات مقترحة

د. إيمان شاكر: أفضل علاج هو التوقف عن حرق الوقود وتغيير السياسات الخاصة بمصادر الطاقة

مثلما تتسبب التغييرات المناخية فى تداعيات سلبية كارثية على كوكب الأرض والاقتصاد بشكل عام، تترك أيضا تأثيرات صحية خطيرة على صحة البشر، ولعل زيادة انتشار الأوبئة خلال العقدين الماضيين، لعبت فيها التغييرات المناخية الدور الأكبر من حيث سرعة الانتشار وعدد الإصابات، وأحدثها فيروس كورونا الذى مازال العالم واقعا فى قبضته كالفريسة بين أنياب الأسد.

أمام التأثيرات الصحية الخطيرة للتغييرات المناخية، فإن الله قد وهب الإنسان جهاز مناعة قادرا على التكيف فى مواجهة هذه التغييرات المناخية والأمراض الناتجة عنها.

يقول الدكتور شعبان تهامى، أستاذ أمراض الباطنة والكبد: تعد مناعة الجسم من العناصر المهمة لمواجهة الفيروس، وهو ما نراه الآن فى مواجهة فيروس كورونا المستجد، حيثيتكون جهاز المناعة من خطوط دفاعية، وهى التى تضمن الخلايا المناعية التى تنبه الجسم من أى هجوم قد يستوطن الخلايا المصابة، وتنشط ما يعرف باسم جهاز المناعة «التكيفي»، صاحب الدور الأساسى فى التمتع بالمناعة، ويرتبط بالذاكرة، وهو ما يتم استغلاله فى اللقاحات، وبعد الإصابة بالعدوى تبدأ مستويات الأجسام المضادة فى التضاؤل، بينما تميل خلايا الذاكرة البائية والخلايا التائية إلى البقاء لفترة أطول.

ويؤكد الدكتور شعبان تهامى، أن التغييرات المناخية لها تأثيرات سلبية خطيرة على الصحة، فعلى سبيل المثال، معظم الأمراض ترتبط بالتعرض لتلوث الهواء الذى يؤثر على جهازنا التنفسى، وتلوث الهواء مسئول عن أمراض الانسداد الرئوى المزمنة وسرطان الرئة والالتهاب الرئوى، والتعرض طويل الأمد لتلوث الهواء، يؤثر على جهاز المناعة لدينا، وبالتالى سيجعلنا أكثر عرضة للإصابة بأى نوع من أمراض الجهاز التنفسى وأمراض التمثيل الغذائى.

ويضيف دكتور شعبان أن جميع الأمراض تتفاقم فى فصل الشتاء، لأن الجينات المتعلقة بالجهاز المناعى تكون أكثر فاعلية خلال هذا الفصل. وقد اكتشف العلماء أن الجينات المتعلقة بالمناعة، تكون أكثر نشاطاً فى فصل الشتاء، وتختلف المناعة من الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من خط الاستواء، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة طوال أيام السنة، وللالتهابات تأثير بالغ على بعض الأمراض مثل، مرض التهاب المفاصل الروماتويدى، ومرض السكر من النوع الأول، وأمراض القلب، إذ تزداد نسبة الإصابة بها خلال فصل الشتاء فى بريطانيا. كما نجد الميكروبات فى الأمعاء تتغير أيضاً بتغير الفصول، وقد يعود ذلك إلى التغيير الذى يطرأ على نظامنا الغذائى، وبالرغم من أننا نرتدى ثيابًا ثقيلة، وتكون منازلنا مزودة بأجهزة التدفئة، فإن جسمنا يستجيب لدرجات الحرارة الباردة وقصر الأيام.

وتقول الدكتورة إيمان شاكر، مدير مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية: إن التغييرات المناخية حاليا تلعب دورًا مؤثرًا فى الصحة العامة للبشر فى مختلف دول العالم، حيث نشهد الآن ظواهر جوية ومناخية، سريعة ومتقلبة عما مضى، فنجد  ارتفاعا فى  درجات الحرارة عما سبق، حيث ارتفعت درجة ونصف الدرجة، وهو معدل ارتفاع أكثر من الطبيعى، وفقاً لتقارير المركز الدولى للأرصاد الجوية عن السنوات الماضية، مما أثر على معظم دول العالم وأدى إلى حدوث سيول وعواصف وحرائق أيضاً بالغابات، كما نجد موجات شديدة من الصقيع فى فصل الشتاء، كما اختلفت كميات الأمطار بنسب متفاوتة وهى أكبر من المعتاد، وأيضاً نلاحظ كثرة «البرد» وهو عبارة عن كرات ثلجية مصاحبة لسقوط الأمطار، وقد شاهدنا هذه الظاهرة فى محافظة الإسكندرية هذا العام، وهى تأتى مع السحب الرعدية، وقد زاد عدد هذه الظواهر وشدتها وحدتها عما مضى.

وتضيف دكتورة إيمان، إنه مما لاشك فيه، فإن هذه التغييرات المناخية تؤثر على كل ظواهر الحياة والصحة بشكل عام، وتؤدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض، كما يساعد التغير المناخى على نمو البكتريا فى درجات الحرارة المرتفعة، وأيضاً الأمراض المرتبطة بالرطوبة، فالتلوث هو العامل المساعد فى انتشار الأمراض. وبشكل عام نحتاج إلى سنوات طويلة لتعافى الغلاف الجوى لتعود الحياة إلى طبيعتها، وفى عام 2020 تم تسجيل أعلى نسب لانخفاض درجات الحرارة، وأصبحت موجات البرد الشديدة أعنف، وسوف نلحظ هذا الصيف ارتفاعا لموجات حرارية أعلى مما سبق.

كما تؤكد دكتورة إيمان، أن هناك علاقة بين انتشار الفيروسات والتغييرات التى تطرأ على الحالة المناخية لكوكب الأرض، وقد أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى أن الرطوبة النسبية تلعب دوراً مهماً فى استمرار الفيروس، وانتقالها فى بيئة مغلقة أو انتشارها فى الداخل، وتحدث زيادة فى انتقال الفيروس عندما تكون الرطوبة النسبية منخفضة. وترى الدكتورة إيمان أن  أفضل طريقة لتقليل تلوث الهواء، هى التوقف عن حرق الوقود، وتغيير تلك السياسات الخاصة بمصادر الطاقة التى نستخدمها، وبعدها سنرى نتائج إيجابية فورية على حالة المناخ.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: