أسفرت النتائج الأولية للانتخابات العامة فى ولاية نيدر ساكسون (ساكسونيا السفلى) الواقعة شمال غرب ألمانيا - والتى أجريت أمس الأحد، عن احتفاظ حزب المستشار الألمانى أولاف شولتس الاشتراكى الديمقراطى بالأغلبية النسبية التى تمكنه من تشكيل حكومة الولاية واحتفاظ رئيس الوزراء فيها بمنصبه للمرة الثالثة.
موضوعات مقترحة
وفى مفاجئة من العيار الثقيل حقق حزب البديل من أجل ألمانيا وهو الحزب اليمينى المتطرف المناوئ للمهاجرين والأجانب تفوقا ملحوظا، فيما تراجعت شعبية الحزب المسيحى الديمقراطى (حزب المستشارة السابقة ميركل)، والذى كان يشكل الائتلاف الحاكم فى الولاية مع الحزب الاشتراكى الديمقراطى، كما حقق حزب الخضر تقدما كبيرا يرشحه للمشاركة فى تشكيل حكومة الولاية، فيما تراجعت شعبية الحزب الليبرالى المشارك فى الائتلاف الحكومى الفيدرالى الى أدنى مستوى.
وطبقا لتقديرات قنوات تلفزيونية ألمانية، فقد حصل الحزب الإشتراكى الديمقراطى على نسبة 33 % متراجعا عن النسبة التى حققها فى الانتخابات السابقة، وهى 36.9 %، بينما حصل الحزب المسيحي الذي كانت تتزعمه المستشارة السابقة ميركل على نحو 28 % من الأصوات، متراجعا أيضا بنسبة كبيرة عن آخر انتخابات فى هذه الولاية وهى 33.6 %
ورغم هذا التراجع للحزب الاشتراكى الديمقراطى، إلا أن هذه النتيجة تمنح حزب المستشار شولتس الأغلبية النسبية وضمان تشكيل الائتلاف الحكومى فى الولاية.
لكن الفائز الأكبر فى هذه الانتخابات هو اليمين الشعبوي والذى يمثله حزب البديل من أجل ألمانيا، حيث حصل على ضعف المقاعد التى حصل عليها فى الانتخابات السابقة عام 2017 ، وحصل على نسبة 11,5 % ، واستغل الحزب فى دعايته الانتخابية حالة الإحباط الشعبي والقلق الذي تثيره مشاكل إمدادات الغاز وارتفاع الأسعارليضاعف من مقاعده فى برلمان الولاية.
وعلى الرغم من أن شعبية اليمين الشعبوى المتطرف تتراجع فى معظم أنحاء ألمانيا عقب جائحة كورونا؛ نتيجة لرفضه لاجراءات المكافحة، وتتركز فى الولايات الشرقية إلا أنه فى ولاية نيدر ساكسون شمال غرب ألمانيا حقق حزب البديل من أجل ألمانيا مفاجئة من العيار الثقيل يمضاعفة مقاعده فى برلمان الولاية، حيث حصل على نسبة 11.5 % من الأصوات وفقا لتقديرات أولية، وهو ما يمثل ضعف النتيجة التي حصل عليها في الانتخابات السابقة عام 2017 .
ومنذ اندلاع الحرب فى أوكرانيا يدعو قادة الحزب إلى رفض العقوبات الغربية على روسيا وتوطيد العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محذرين من مخاطر قطع الغاز الروسى عن ألمانيا .
أما الرابح الثانى فى هذه الانتخابات فهو حزب الخضر الذى يشارك في الجكومة الائتلافية الأتحادية مع حزب المستشار شولتس، فقد حقق تقدما كبيرا بحصوله على حوالى 14 % على الأقل من الأصوات، بزيادة تتخطى خمسة بالمئة مقارنة عن الانتخابات السابقة .
وتعليقا على نتائج هذه الانتخابات أوضح المستشار محمد عطية رئيس الجمعية المصرية الألمانية بمدينة هانوفر عاصمة ولاية نيدر ساكسون ومستشار الحكومة الألمانية لشئون الاندماج والهجرة ،حيث قال فى تصريحات ل"بوابة الأهرام"، أن انتخابات الولاية تعكس تغير المزاج العام للمواطنين الألمان عقب جائحة كورونا وتداعيات الحرب فى أوكرانيا التى أدت الى ارتفاع الأسعار وموجة تضخم عالية مع توقع اضطرابات فى امدادات الغاز خلال الشتاء المقبل.
وأكد أن احتفاظ جزب المستشار شولتس بالأغلبية النسبية فى الولاية يرجع أساسا الى شعبية رئيس حكومة الولاية شتيفان فايل المنتمى لحزب المستشار شولتس والذى يحظى بشعبية واسعة منذ عام انتخابه لول مرة رئيسا لحكومة الولاية عام 2013 وليس الى شعبية الحزب نفسه ، مرجحا أن ينضم حزب الخضرالى الائتلاف الحكومى خاصة أن رئيس الحزب المسيحى الديمقراطى فى الولاية والذى كان يشارك فى الائتلاف الحكومى مع حزب المستشار شولتس قدم استقالته بعد هذه النتائج المخيبة لحزبه.
ويذكر أن حزب المستشار شولتس قد خسر الانتخابات المحلية فى ولايتين هما راين فستفاليان أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان وولاية شيلسفيج هولشتاين مما يجعل فوز الحزب فى نيدر ساكسون بادرة أمل فى تحسين شعبية الحزب التى انهارت ووصلت الى أدنى مستوياتها عقب اندلاع الحرب فى أوكرانيا والارتفاع الكبير فى الأسعار خاصة أسعار الطاقة .