حكاية غالية من أجمل حكايات المصريين، جددت اليوم موعدها مع التاريخ، بعد احتفاء محرك البحث العالمي "جوجل" بمسيرة صاحبها، وتأثيره الكبير الذي تركه في نفوس تلاميذه عبر عدة عقود.
موضوعات مقترحة
هي حكاية ابن الإسكندرية القادم من عروس المتوسط المؤرخ والعالم المصري الكبير مصطفى العبادي، الذي تحتفل "بوابة الأهرام" اليوم بعيد ميلاده الـ94.
هذا الشبل من ذاك الأسد
ولد مصطفى العبادي في مثل هذا اليوم 10 أكتوبر، من عام 1928 في عروس المتوسط، والده هو عبد الحميد العبادي المؤرخ الكبيروعميد كلية الآداب الأسبق بجامعة الإسكندرية.
الدكتور العبادي كان له الدور الفعال والذي لن ينسى في عملية إحياء أبرز المكتبات في الشرق الأوسط، وهي مكتبة الإسكندرية.
20 عاما على عودة "مكتبة الإسكندرية"
وبالطبع أحسنت جوجل في اختيار شخصية العبادي للاحتفاء بها، خاصة أنه من حسن الطالع أن هذا يأتي بالتزامن مع الاحتفالات المصرية بمرور 20 عاما على إعادة افتتاح مكتبة الإسكندرية.
تخرج مصطفى العبادي بمرتبة الشرف من جامعة الإسكندرية ولم يكن قد تجاوز الثانية والعشرين من عمره، ثم حصل على منحة دراسية من جامعة كامبريدج في بريطانيا، حيث واصل الدراسة على يد أبرز المؤرخين العالميين، وهو ما ساعد على ثقله مبكرا.
بعد التخرج عاد الدكتور العبادي إلى جامعة الإسكندرية، وعمل العالم والمؤرخ المصري الكبير بجهد الرهبان في البحث والترسيخ لدور مكتبة الإسكندرية البارز في الحضارة العالمية.
بعد سنوات أصبح الدكتور مصطفى العبادي مرجعاً رائداً في هذا الموضوع، وألقى محاضرات في جميع انجاء العالم عن مكتبة الإسكندرية ودورها الرائد.
احتفاء جوجل والرسم الملفت للعبادي في الصفحة الرئيسية لمحرك البحث العالمي، أظهر رفوف من الكتب في الخلفية، ما يرمز إلى المكتبات العديدة التي قضى فيها مصطفى العبادي وقته أثناء القيام بأبحاثه، ويظهر العبادي وهو يحمل كتاباً بين يديه وإلى يمينه منارة الإسكندرية ومبنى مكتبة الإسكندرية.
المواقع والصحف العالمية أبرزت احتفاء جوجل بالعبادي، وتناقلت مواقع ألمانية وإنجليزية وفرنسية ملخصات عن سيرته ودوره البارز، بالإضافة إلى التطرق للتأثيرات الكبيرة لمكتبة الإسكندرية عبر العصور.
حصل على شهادة الآداب من قسم التاريخ جامعة الإسكندرية عام 1951 وحصل على درجة دكتوراه الفلسفة في الحضارة اليونانية والرومانية من جامعة كمبريدج عام 1961.
عطاء كبير
أثرى الدكتور العبادي الحياة الثقافية والأكاديمية في مصر، وقدم العطاء الكبير منذ أن بدأ في التدرج في وظائف هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية، وصولا إلى الحصول على درجة الأستاذية عام 1972، وتولى منصب رئيس القسم عام 1972، ثم وكيلا لكلية الآداب لشئون الطلاب في الفترة من 1976 – 1979.
وشغل الدكتور العبادي منصب عضوية المجمع العلمي المصري ورئيس جمعية الآثار بالإسكندرية، وعضو بالهيئة الدولية البردية ومركزها بروكسل ببلجيكا، وعضو الجمعية الأمريكية للدراسات البردية بنيويورك، وعضو مراقب بالمجلس الدولى للدراسات الفلسفية والإنسانية، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وعضو الجمعية المصرية للآثار القبطية، وعضو اللجان التحضيرية لمشروع إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة، وعضو اللجنة القومية لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة، وعضو اللجنة العليا للتاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، بالإضافة إلى عضوية اللجنة الدائمة للآثار.
تأثيرات خالدة في المكتبة العربية
يكشف كتاب الدكتور العبادي "مكتبة الإسكندرية القديمة" والذي نشرته مكتبة الأنجلو بالقاهرة عام 1977 الدور التاريخي لمكتبة الإسكندرية في الحضارة الإنسانية، وقد قام مصطفى العبادي بإهداء الكتاب إلى روح والده الأستاذ الدكتور عبد الحميد العبادى.
يعايش الكتاب حالة الحيوية والنشاط والتنوع وتلاقي الحضارات التي عرفتها الإسكندرية القديمة في مجالات الفكر والثقافة والعلم.
عاش العبادي حياته وهو يحمل الإسكندرية في قلبه، ولد فيها ورحل منها، وشغلت عروس المتوسط أبحاثه ولعب دورا محوريا في الترسيخ لصورة مكتبتها في أنظار العالم.
أثرى العبادي المكتبة العربية بالعديد من الكتب، منها "مصر من الإسكندر الأكبر حتى الفتح العربى"، وكتاب "Alexandria of Library Ancient the of fate and life" الصادر عن منظمة اليونسكو، وقد تمت ترجمته إلى اللغات الفرنسية والألمانية والأسبانية، كما طبع باللغة العربية، وكتاب "مصر والإمبراطورين الربوتان"، وقام بترجمة كتاب "القاهرة مدينة الفن والتجارة"، من تأليف جاستون فيبت.
رحل العبادي عن دنيانا منذ 3 أعوام، بعد أن أصبح اسمه مسجلا بأحرف من نور في ذاكرة الإنسانية، وأقامت مكتبة الإسكندرية حفلا تاريخيا لتأبينه تنشر "بوابة الأهرام" تسجيلا كاملا له.
جوجل يحتفي بالدكتور مصطفى العبادي مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى العبادي