"مشفش الرجال السمر الشداد فوق كل المحن ولا شاف العناد فى عيون الولاد وتحدى الزمن ولا شاف إصرار فى عيون البشر بيقول أحرار ولازم ننتصر أصله معداش على مصر يا حبيبتي يا مصر يا بلادي يا أحلى البلاد يا بلادي فداكى أنا والولاد يا بلادي يا حبيبتي يا مصر"، رائعة شادية التي لحنها الموسيقار بليغ حمدي وكتبها الشاعر محمد حمزة، والتي عادت إلى وجداني ورحت أرددها وأغنيها بعد حضور الاحتفالية الرائعة بنصر أكتوبر في عامه الـ 49، والتي أقامتها القوات المسلحة بندوتها التثقيفية، والتي استحضرت الروح الوطنية وفرحة النصر.
وبما أنني من جيل السبعينيات فقد استشعرت كل الفخر والزهو وأنا أستمع إلى الأغاني الوطنية التي كانت تتردد في القاعة، والتي تنتمي لتلك الحقبة، واستمتعت بالفقرات وأولها شعلة النصر، وانتقالها من جيل إلى جيل، ثم فيلم "أبطال من ذهب" عن أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ومن بينهم رجال الصاعقة أول من عبروا القناة، وختاما بالأوبريت البديع الذي شدت فيه شيرين ومدحت صالح وعدد من الفنانين، وتساءلت كيف ننقل للأجيال الجديدة تجربتنا وشعورنا بالنصر، وقد عاصرنا أغانى مثل "بسم الله" و"عبرنا الهزيمة" و"على الربابة" و"مين اللى قال" و"رايات النصر" وغيرها من التراث الغنائى الوطني، والتي شكلت وجداننا وانتماءنا الوطني، وكان لها أثر بالغ في العبور من حالة الهزيمة إلى الانتصار، فهي لم تكن مجرد أغنيات.
ولذلك يجب أن ندرك ونسعى إلى استخدام الفن وأدواته إلى جانب العلم والثقافة والتعليم من أجل الوصول إلى وجدان شبابنا وأطفالنا، وهذا هو التحدي الحقيقي والعبور الآمن نحو المستقبل؛ أن نمنحهم الانتماء والوطنية، ونعلمهم حب الوطن بأساليب تدخل إلى قلوبهم وتحترم فكرهم، ويجب أن نستمر في تلقينهم حكايات أبطالنا، ونؤكد على أننا شعب قادر على الانتصار ليس في الحرب فقط والحفاظ على أراضينا، ولكن في التنمية والتقدم، فجيل الشباب لم يشهد مرارة الهزيمة، ويحتاج إلى استخلاص العبر والدروس المهمة من حرب أكتوبر.
وأن النجاح والتفوق والانتصار على إسرائيل وعلى أى عدو غيرها ممكن، وأن القوات المسلحة المصرية تمكنت من إعادة تنظيم نفسها بسرعة قياسية بعد الهزيمة المؤلمة فى يونيو ١٩٦٧، بل بدأت حرب الاستنزاف مع العدو بعد أيام قليلة من الهزيمة، ولجأت إلى العمل والعلم، وتوحَّد الجميع على فكرة واحدة وهي استعادة الأرض وتحقق النصر، مؤكدة أنه لا شىء مستحيل، وإرادة المصريين فوق كل شيء، وهناك العديد من البطولات والقصص التي تستحق أن يعرفها الجيل الجديد، وتجربة فيلم الاختيار خير دليل على عمق ونجاح تأثير الدراما على الشباب وبث الروح الوطنية فيهم، فكان لزاما أن يتم استكمال المسيرة وإنقاذ المستقبل؛ وذلك من خلال تدشين مشروع درامي ثقافي توعوي بعنوان «مصري» أعلنت عنه إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة؛ لتوثيق قصص أبطال المحروسة؛ حيث أسهمت إدارة الشئون المعنوية خلال الـ5 سنوات الماضية، فى إدارة الكثير من الأعمال الدرامية، بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وشركة الماسة للإنتاج الفني، ويختص مشروع «مصري» بتسجيل البطولات والإنجازات بفعاليات ثقافية ورياضية، بالتعاون مع الوزارات المعنية، كما سيتم إنتاج أعمال فنية، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهو مشروع ثقافي متكامل، فضلا عن تنظيم سلسلة مهرجانات واحتفالات ومسابقات بالمدارس والجامعات، بالتنسيق مع قوات الدفاع الشعبي، وسيتم إطلاق مسابقة روائية متخصّصة للمحترفين والهواة لتقديم أعمال روائية، وسيتم إنتاج مجموعة أفلام تسجيلية.
فكل التقدير والاحترام لقواتنا المسلحة الدرع الواقية للوطن، وأتمنى أن يكون العبور الآمن لشبابنا نحو فكر واعٍ وانتماء لبلدهم من خلال الأغاني والدراما والثقافة والتعليم، وتحيا مصر بزعيمها المحب لشعبه وجيشها الباسل وصقورها الحامية وشرطتها الساهرة وشعبها المناضل.