حالة من الخوف أثارتها رسالة صوتية عبر تطبيق "واتساب" تزعم انتشار مرض شلل الأطفال في مصر، لتقم حالة من الذعر والخوف وسط الآباء والأمهات خوفا على أبنائهم، ولكن نفت وزارة الصحة تلك الأنباء، مؤكدة أنه لا صحة لانتشار شلل الأطفال بمختلف محافظات الجمهورية، وأن الرسالة الصوتية المتداولة لا أساس لها من الصحة، حيث تم تسجيل آخر إصابة بمرض شلل الأطفال في مصر عام 2004.
ما هو شلل الأطفال؟
شلل الأطفال هو مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي، ويمكن أن يحدث شللا تاما في غضون ساعات من الزمن إذا أصيب الحبل الشوكي للشخص، وينتقل الفيروس عن طريق الانتشار من شخص لآخر من خلال المياه أو الأطعمة الملوثة ويتكاثر في الأمعاء، ومن هناك يهاجم الجهاز العصبي وقد يسبب الشلل.
وعانت مصر طويلا بل العالم أجمع من شلل الأطفال ذلك المرض الذي كان متوطنا في مصر قرابة الـ3000 عام كما ظهر في النقوش الفرعونية، وأصاب ملايين الأطفال في مصر والعالم حتى عام 1955 حين اكتشف العالم أول تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال وكان بالحقن، ثم تلاه نوع آخر بالتنقيط في الفم عام 1961.
مصر خالية من شلل الأطفال
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مصر خالية من المرض خلال عام 2006، مؤكدة أن مصر تمتلك نظاما قويا من برامج التطعيمات الأساسية والترصد والتقصي للأمراض الوبائية، يعمل بشكل فعال في الاكتشاف والرصد المبكر لأية أوبئة أو أمراض قد تتسرب داخل البلاد، ووزارة الصحة حريصة على إطلاق حملات قومية بكافة محافظات الجمهورية للتطعيم ضد أي أمراض وبائية، وذلك لرفع الحالة المناعية للأطفال أقل من خمس سنوات، والحفاظ على مصر خالية من تلك الأمراض.
وفي 2018، دخلت مصر المرحلة الأخيرة للقضاء على المرض تمامًا وضمان عدم ظهور حالات جديدة بسبب أي فيروسات قادمة من الخارج، وذلك عن طريق تطبيق الإستراتيجية الدولية التي توصي بإضافة جرعة تطعيم بالحقن إلى جرعة التطعيم الفموي في الشهر الرابع، على أن تبقى الست جرعات الأخرى بالفم كما هي.
وفي سياق متصل، تم الإعلان عن انطلاق حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال بمحافظتي القاهرة والجيزة، في الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر 2022، لمدة 5 أيام، من سن يوم إلى 5 سنوات للمصريين وغير المصريين، ويتم التطعيم من خلال الفرق الطبية الثابتة، في مكاتب الصحة والوحدات والمراكز الطبية، وكذلك الفرق المتحركة، من منزل لمنزل ومن شقة لشقة بواسطة فرق مدربة وتحت إشراف وزارة الصحة والسكان.
كيف نتأكد أن مصر خالية من شلل الأطفال؟
تقوم وزارة الصحة و السكان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، بعمل نظام ترصد شديد الدقة لكل حالات الشلل الرخو الحاد في مصر وسحب عينات من مجاري الصرف الصحي وتحليلها في معامل موثقة داخل وخارج مصر لاستبعاد احتمالية شلل الأطفال.
وتكرار التطعيم عبر الحملات المختلفة يضمن حماية كل الأطفال الذين يعيشون في مصر من أي فيروس شلل أطفال قادم من خارج مصر، وكذلك الوصول إلى كل طفل تحت 5 سنوات ربما يكون قد فاتته أي جرعة تطعيم سابقة.
أنواع فيروس شلل الأطفال؟
هناك ثلاثة أنواع من شلل الأطفال البري وقد تم القضاء على النوع الثاني في عام 1999 ولم يتم اكتشاف أي حالات من النوع الثالث منذ نوفمبر 2012، عندما تم اكتشافه في نيجيريا، تم اعتماد السلالتين على أنهما تم القضاء عليهما عالميًا، لكن النوع الأول لا يزال ينتشر في دولتين، باكستان وأفغانستان، وكادت هذه الأشكال من شلل الأطفال أن تنقرض بسبب اللقاحات.
كيف ينتقل فيروس شلل الأطفال؟
ينتقل فيروس شلل الأطفال من براز طفل حامل للفيروس إلى الأطفال الآخرين بالأكل أو الشرب الملوث بسبب سوء مستوى النظافة الشخصية، و لو كان هؤلاء الأطفال غير محصنين بالطعم الواقي يتكاثر الفيروس في الأمعاء ويهاجم الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب شللًا كاملًا في أحد الأطراف في غضون ساعات.
الفئات المعرضة للإصابة بشلل الأطفال؟
من النادر جدًا أن يصاب الإنسان بمرض شلل الأطفال بعد عمر الخمس سنوات، لذا تقوم وزارة الصحة والسكان، بتطعيم كل الأطفال الذين يعيشون في مصر، سواءً كانوا مصريين أو غير مصريين، من وقت الولادة و حتى سن الخمس السنوات.
أعراض شلل الأطفال
تتم الإصابة بشلل الأطفال دون ملاحظة ذلك ومن الممكن أن يكون للإصابة بعض الأعراض، وهي:
- البرد
- الإسهال
- القيء
- عدم القدرة على الحركة
وتسبب إعاقة عن طريق الشلل الرخو الحاد، وتلازم الطفل مدى الحياة.
متى يتم تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال؟
يتم تطعيم الأطفال عبر:
- التطعيمات الروتينية: وهي موضحة في جدول التطعيمات من خلال 7 جرعات، عند الولادة، والشهر الثاني، والشهر الرابع، والشهر السادس، والشهر التاسع وعند تمام السنة، والسنة ونصف.
- الحملات القومية: تكون لكل الأطفال من عمر يوم وحتى 5 سنوات، حتى إذا تم تطعيمهم مؤخرا ضمن التطيعمات الروتينية.
أنواع تطعيم شلل الأطفال
هناك نوعان لتطعيم شلل الأطفال لهما فاعلية عالية في حماية الأطفال، وهي:
-
التطعيم عن طريق الفم OPV:
وهو الأكثر كفاءة في منع انتقال الفيروس من طفل إلى آخر وتكوين مناعة مجتمعية قوية، ولذلك يستخدم في الدول التي مازالت تكافح شلل الأطفال.
-
التطعيم عن طريق الحقن العضليIPV :
وهو يعطي مناعة قوية للطفل نفسه، و لذلك تستخدمه الدول التي قضت على شلل الأطفال.
هل يوجد علاج لشلل الأطفال؟
لا يوجد العلاج الشافي لشلل الأطفال، على الرغم من أن اللقاحات يمكن أن تمنعه، يمكن للعلاج فقط أن يخفف من أعراضه ويقلل من خطر حدوث مشكلة طويلة الأمد، وغالبًا ما تحتاج الحالات الخفيفة وهي الغالبية، بمسكنات الألم والراحة، لكن الحالات الأكثر خطورة قد تتطلب الإقامة في المستشفى لتوصيلها بالآلات للمساعدة في التنفس والمساعدة في تمارين الإطالة والتمارين المنتظمة لمنع حدوث مشاكل طويلة الأمد في العضلات والمفاصل.
احذر تجاهل تطعيم شلل الأطفال
وفي عشرينيات القرن الماضي، تم استخدام الرئة الحديدية، جهاز تنفس لعلاج شلل الأطفال، تم استخدامه لأول مرة في ذلك العقد لإنقاذ طفل مصاب بالفيروس يحتاج إلى مساعدة في التنفس.
وحذر الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، الأمهات من تجاهلهم تطعيم أطفالهم بتطعيم شلل الأطفال، مؤكدا أن الدولة المصرية حققت إنجازات تاريخية بشأن استمرار منظومة تلقى لقاحات شلل الأطفال، ومصر أطلقت حملات تطعيمية تجوب الشوارع والمنازل للتطعيم ضد شلل الأطفال والحصبة ولم تظهر أي حالة شلل الأطفال منذ فترة طويلة.