يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي للصحة النفسية، وبما أننا نعيش في عصر القلق وفق ما تحدث أطباء الصحة النفسية لـ"بوابة الأهرام" فإن هناك عوامل تؤدي إلى ذلك القلق وتؤثر بالسلب على صحة الإنسان النفسية، موضحين كيف يتجنب الإنسان ذلك ويرتقي بمشاعره الإيجابية وسلوكياته المتفائلة.
موضوعات مقترحة
ويحتفل العالم في كل عام في يوم 10 أكتوبر بهذه المناسبة لإذكاء الوعي العام بقضايا الصحة النفسية بغرض إجراء مناقشات أكثر انفتاحًا بشأن الأمراض النفسية وتوظيف الاستثمارات في الخدمات ووسائل الوقاية على حد سواء.
وكان أول الاحتفالات في عام 1992 بناء على مبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وهي منظمة دولية للصحة النفسية مع أعضاء وشركاء في أكثر من 150 بلدا.
أهمية الصحة النفسية
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الصحة النفسية هي العقل المُدبّر لحياة الإنسان فكيف يغفلها أو يتجاهلها أو حتى لا ينتبه لها وسط أمور عديدة جعل لها الأولوية فقدّمها وأخّر عقله هذا؟
ويضرب مثالًا فيقول قد تمطر السماء على شخصين، أحدهما يسعد بهذا الموقف فيرى المطر مُنعشًا لجسده، ولأوراق الشجر التي غسلها، وللطرقات ذهب بأتربتها، وقد يرى المطر إحياءً لطفولته التي كانت يجري فيها للعب مع الأشقاء والجيران تحت قطراته.
والآخر يشعر بالسوء من هذا الموقف فيفسره بأنه حال بينه وبين المهمة التي كان في طريقه إليها وربما يتشاءم من تساقط المطر ويغضب لملابسه التي شربت الماء، فيثير هذا الموقف غضبه وعصبيته.
الحالة النفسية
لذلك يقول الدكتور جمال فرويز في حديثه لـ"بوابة الأهرام" إن سلوك الناس معنا يعكس حالتهم المزاجية ومدى صحتهم النفسية فهناك شخص يتقبّل تصرفاتنا حتى إن كانت مصحوبة ببعض النقص وهناك آخر ينزعج وينهرنا على تصرفاتنا الطبيعية والتي لم تخرج عن إطارها الطبيعي.
ويقول الطبيب إنه يمكننا أن نتحكم في الحالة المزاجية من خلال التعامل مع من نحب، وفعل ما نحب، والبعد عن الضغوط النفسية والأشخاص الذين يسببون لنا هذه الضغوط، وزيارة الأماكن الطبيعية المفتوحة حيث الخضرة والماء لأن في ذلك أثرًا إيجابيًا كبيرًا في رفع الروح المعنوية.
وينصح أيضًا الطبيب في اليوم العالمي للصحة النفسية، بتجنب مصادر التشاؤم سواء كانت مواقف أو أشخاص، وتجنب النظرة التشاؤمية للحياة، وتجنب مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تنقل حالة من الكذب حيث الكثير يشاركون الآخرين بحياة مزيفة غير الحياة الحقيقية التي يعيشونها.
عصر القلق
ويقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية إننا بالفعل نعيش في عصر القلق، لكن ما يدعو للتفاؤل أنه أصبح لدينا زيادة في الوعي بالمرض النفسي وأهمية الصحة النفسية، وكثير من الناس وجدوا أنفسهم في حاجة للعلاج النفسي وبدؤا بالفعل يذهبون للطبيب النفسي.
وهذا القلق نتج عنه مجموعة من الأمراض النفسية الاجتماعية التي يكون لها أشكال عضوية، مثل الصداع، التهابات الجيوب الأنفية، الربو، آلام الظهر، خشونة في الركبة، تساقط الشعر، اضطرابات الدورة الشهرية، حكّه جلدية، اضطرابات في النوم، فقدان شهية، عصبية.
الأمراض النفسية
كل هذه الأمراض يقول عنها الدكتور وليد هندي في حديثه لـ"بوابة الأهرام" إنها نتيجة القلق والضغوط فنجد من يعاني منها يذهب للطبيب المتخصص للفحص والتشخيص فلا يجد أسباب عضوية، لأن أسباب هذه الآلام نفسية.
والحل في التفاؤل، هو أقصر الطرق للسعادة، لما له من فوائد نفسية كبيرة، إذ يؤثر في أسلوب تفكير الفرد، وطريقة تعامله مع الآخرين، بل والتعامل مع الحياة ذاتها، فنجد الإنسان المتفائل يتمتع بصحة نفسية جيدة، ووجدان إيجابي، وخيال خصب، والقدرة على حل المشكلات، والقدرة على رؤية الأمور بشكل أفضل.
لماذا عليك أن تتفاءل؟
يضيف الطبيب النفسي أن الإنسان المتفائل يتمتع بالثقة في النفس، والاعتدال في جميع سلوكياته الحياتية لذلك نجد المتفائل أقل عرضه للإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتعرض لليأس، ويقول الطبيب: "تفاءلوا قدر الإمكان فالتفاؤل دائمًا وأبدًا ما يرفع الروح المعنوية للإنسان ويزيد من مستوى الطموح والإنجاز والإنتاج".