الجروبات النسائية وصناعة النكد وقلة الحيلة

9-10-2022 | 14:13

أصبحت "الجروبات" النسائية على وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من حياة حواء اليومية، وننبه بأضرارها المتزايدة..

لاحظنا التحريض على طلب الطلاق عند أتفه المشكلات والزعم بأن الزوج سيسيء للزوجة إذا استمرت معه والندرة الشديدة في محاولات الإصلاح بين الزوجين، وكثرة الشكاوى من تربية الأبناء ومن أمور عادية وتحويلها لأزمات ونكد وكأن التربية نزهة، والمبالغة من انتقاد الرجل العربي وتصويره وكأنه كتلة من العيوب وامتداح الرجل الغربي بلا أي أدلة على الكلام؛ لزرع الحسرة داخل الزوجات وتمكين "النكد" الزوجي والكلام في أمور زوجية حميمية بجرأة "زائدة"، واستسهال طلب المعونة في أمور عادية جدًا؛ فيصنع العجز ويقلل القدرة على التفكير واتخاذ القرارات والاعتمادية والمؤسف طلب المساعدة من غير المختصين؛ والكارثة عندما تأتي الردود المحرضة والناتجة عن غضب وتصدير لرغبة شخصية في "الانتقام" من الرجال أو الحموات وأخوات الزوج؛ فتضخم مشكلة بسيطة وتحولها لمسألة حياة أو موت.

المؤلم تأثر بعض الزوجات من نصائح مغلوطة ومن تحريض على الرجال واتهامهم "جميعًا" بالخيانة وبالطمع في راتب الزوجة والتخلي عن المسئولية.. وإلخ إلخ.

وبدلًا من الفرح بأن زوجها لا تنطبق عليه هذه المساوئ؛ إذا بها تعامله "بتحفز" وكأنها تحاول منعه من إيذائها وتصنع النكد بيديها!!

"وشتائم" في الرجال والمجتمع الذكوري وبنفس الوقت شكاوى مريرة من الحموات ومن زميلات العمل والمديرة والجارة التي تحسد والتي تتنمر عليها؛ وتتناسى أن بعض بنات حواء سيئات ولا يحتكر أولاد آدم السوء، وتصدير الطاقات السلبية مثل؛ الدراسة بدأت وكلنا منهكات "ومحطمات"!! تمارين الأولاد أتعبتنا وشغل البيت شاق جدًا ونصيحة للأمهات ابنك قدراته ضعيفة لا تضغطي عليه!!

من مساوئ الجروبات النسائية انتحال البعض صفة الخبيرة الاجتماعية أو الأسرية وقيام العضوات بالرد على المشكلة من تجربتها الخاصة التي تتعارض مع المشكلة؛ "فتسقط" عليها مشكلتها لتتخلص منها ولا يهمها الضرر الذي ستؤذي به غيرها.

بعض المشكلات نتعجب من صدورها من سيدات وليس من أطفال؛ فتشكو سيدة أن أم زميلة ابنتها بالمدرسة تتهمها بأنها "لئيمة" وتسأل كيف تتصرف معها؟! وأخرى تقول جارتها خاصمتها بلا سبب وأنها تبكي طوال الوقت لهذا السبب!! ونجد التعليقات تمتدح رقتها وحساسيتها!! وثالثة زميلاتها بالعمل يحسدنها؛ لأنها أجمل منهن، وأكثر ثراءً منهن، ويأتي الرد أن العين تغار من الأفضل..

وللأمانة بعض الردود تكون إيجابية وصادقة وذكية وأمينة، ولكنها "تتوه" وسط طوفان المجاملات والطاقات السلبية، فمن تحاول الكلام بأمانة صوتها يضيع وسط ضجيج التحريض..

نرصد أسئلة "محرضة" مثل ماذا تفعلين إذا أساء زوجك لك أمام الناس؟ كيف تردين على كلام لا يعجبك من حماتك؟ كيف تتعاملين مع غيرة أخت زوجك منك؟ واستغلال خاصية عدم إظهار الاسم للكلام بحرية تامة والبحث عن صديقة تستمع للهموم؛ فتتلقى المجاملات والتحريض وصب الشتائم على رؤوس الرجال والتحامل على الحموات وأخوات الزوج.

فالزوجة دومًا بريئة وضحية "ومضطهدة"!! وتشيع خراب البيوت؛ فالزوج لا يستحق شيئًا عيشي لنفسك فقط والأولاد ستكون لهم حياتهم وأنت أهم، وحتى في الحديث عن الأطعمة وأماكن التنزه والشراء يكثر الاستفزاز والتعالي والتقليل من الأخريات.

تؤذي حواء نفسها "بتوهم" إقامة صداقات عبر وسائل التواصل "والاستغناء" بها عن صداقات الواقع وأحيانًا عن تحسين علاقتها بأفراد أسرتها؛ فالمجاملات تعطيها صورا غير صادقة عن حقيقة تعاملاتها وتفتقدها في الواقع؛ فتبتعد عنه "وتغرق" نفسها في وسائل التواصل، وكأنها المخدر الذي يجعلها تهرب من الواقع وتنتشي؛ فتصنع لنفسها مشاكل تزيد صعوبة واقعها، ويضيع الوقت في متابعة المشاجرات عبر الجروبات واستنفاد الطاقات حينما تتورط بهذه المشاجرات والفضفضة في المشكلات الزوجية والاستفاضة في طرح الوجع والألم من بعض تصرفات الزوج "وتعمد" عدم ذكر أخطاء الزوجة؛ يجعل بعض النساء ترد "بعنف" على الزوج وتحرض الزوجة.

المشكلة الأكبر في الزوجات التي لا ترسل المشكلات وتتابع مبالغات نسائية من شكاوى "أقل" بكثير من مشاكلها "وكانت" تقبل بها وتحاول حلها بهدوء؛ فتشعر أنها ضحية وتتحمل ما تنوء به الجبال "فتسخط" على حياتها وتغلق بيديها أبواب تحسين حياتها وتقرر "الحرب" على زوجها وعلى ما يضايقها؛ فليست "أقل" ممن يشكون من أمور تافهة جدًا.

تخيف هذه "الجروبات" المقبلات على الزواج؛ فيصدقن الكلام السلبي عن الزواج وأنه "مرمطة" وتخلي عن الأحلام والطموحات والزوجة "خادمة" لزوجها وأولاده!! وكأنهم ليسوا أولادها أيضًا، والترويج لأفكار مثل مهما فعلت الزوجة لزوجها أو لأهله فلن تجد إلا الجحود!!

تتنفس جروبات الأمهات أو "الماميز" الشكاوى من الأبناء ومن مشاق التربية وتحولها لأعباء لا تطاق، وتتناسى الأمهات كم كانت كل منهن تشتاق لتكون أمًا وكم القلق الذي "افترسها" عندما تأخر حلم الأمومة ولو قليلًا وتصدر الطاقات السلبية للأمهات؛ كتبت أم ابني عمره عشر سنوات وليس لديه هدف بالحياة!! ومن الردود راقبي والده فسيصبح مثله!! واذهبي لطبيب!! ونتساءل؛ أي هدف مطلوب في هذا العمر!! والأم قالت إنه مؤدب ومحترم وبـ"يسمع" الكلام ونتائجه متوسطة بالتعليم.

من الأخطاء الشائعة؛ الثقة الزائدة والتعامل مع عضوات الجروبات وكأنهن صديقات أو أقارب وضياع الوقت الذي يفضل أن تخصصه حواء لنفسها ولأسرتها في تصفح الجروبات والانشغال بأمور تضرها.

لا نطالب بالمقاطعة، ولكن بـ"الفلترة" الذكية وطرد كل ما يخصم من طاقاتنا وسعادتنا وقدراتنا لنصبح أفضل لأننا نستحق أليس كذلك؟!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: