Close ad

"جائزة دولية للاستدامة" أمام "COP27"

9-10-2022 | 13:09

مع اقتراب موعد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مصر "COP27" يوم 6 نوفمبر المقبل، تتسابق الجهود في مصر والخارج، للوصول إلى أفضل النتائج، والخروج بمعالجات حيادية لتقلبات المناخ، إنقاذًا للحياة على كوكب الأرض.

فلم تتوقف المبادرات والمشروعات، بعد عام كامل من الإعداد والتحضير، منذ "COP26"، ولعل مبادرة "إطلاق جائزة عالمية للاستدامة" خلال المؤتمر، يضيف إلى الخطط الجادة التي تستهدف دفع العمل المناخي والتنموي البيئي إلى الأمام.

وهذه المبادرة أو المقترح، تتوافر له أسباب عديدة تدفعه للأمام، فهو يطرح في ظل الضغط والمخاطر المتصاعدة للمناخ في كل أوجه الحياة، إضافة إلى تزامنه مع اقتراب موعد اجتماع قمة عالمية للمناخ، أقل من شهر من الآن، فضلا عن أن الجوائز والتقدير العالمي يغطي كافة أوجه العلوم والمجالات، باستثناء البيئة والمناخ وهو المجال الأكثر إلحاحًا وأهمية.

هذا الاقتراح قدمه العالم الأمريكي "هوبرت لامبرساد - Hubert Rampersad"، عميد الأكاديمية الأوروبية العالمية في باريس، ومؤسس مركز التميز للتصميم والابتكار البيئي في ميامي بالولايات المتحدة، واقترح على لجنة جائزة نوبل السويدية، لكي تنشئ جائزة للاستدامة، أسوة بكافة المجالات العلمية التي تفيد المستقبل.

وإذا كانت جائزة نوبل، الأشهر والأكثر اهتمامًا عالميًا، تثير من الجدل السياسي الكثير، لما يصاحبها من أهداف وأغراض، إلا أن الجائزة المقترحة المعنية بالاستدامة والمناخ، التي نقترح أن يتبناها المفاوض المصري، لن تواجه الانتقادات كما تتعرض جائزة نوبل، فهي مخصصة للبيئة والمناخ والتغير في الطبيعة، فضلا عن اقتراب الأخطار المباشرة للعالم والتي تسببها التغيرات المناخية المتلاحقة المتنامية. 

وتتنوع جائزة نوبل وتشمل مجالات الصحة والبيئة والفيزياء والرياضيات والفلك والكيمياء والطاقات المتجددة والتكنولوجيا والنبات والحيوان، وغيرها من المجالات العلمية، إلا أن الاستدامة والمناخ وهي القضية التي فرضت وتفرض نفسها كل يوم على كل أوجه الحياة ولكل الأحياء، غائبة عن جائزة نوبل.

الاقتراح بجائزة عالمية للاستدامة، ينطلق من شرم الشيخ بعد أقل من شهر، من المهم أن يحمل بصمة مصرية متفردة، حيث لم يكن البعد البيئي غائبًا عن حياة المصريين القدماء، بل جاء في صدارة اهتماماتهم، حتى ليكاد الاهتمام بالطبيعة وكأنه يحمل كودًا مصريًا، مجسدًا ومتجانسًا لمفهوم "العقيدة والبيئة والخلق" ليضعها في ثلاثة أضلاع متساوية تشكل نهجًا لحياة اليوم والغد معًا.

 والجائزة المقترحة تمتلك رصيدًا اسسته الحضارة المصرية القديمة وثوابتها على الجانب البيئي، حيث وضعت مكانة البيئة في صدارة لوحها المحفوظ على المعابد وأوراق الأشجار، وبات هذا الاهتمام وجهًا أساسيًا لها، وأتاحت ثوابت التوازن البيئي الطبيعي والتكامل والتنوع بين كائنات الكوكب التي اعتمدت عليها الحضارة المصرية القديمة، لتضعها في مكانة الصدارة بين الحضارات، فقد وصلت إلينا من خلال إتاحة التنوع البيولوجي في أجل صورة.. رموز من الطير والنبات والأشجار والحيوان، فضلا عن نقطة المياه التي كانت قدس أقداس المصريين القدماء، كما ترجمتها أعيادهم التي حملت دائمًا بعدًا بيئيًا، فكانت خصوبة التربة والأرض والشجر هي شعار للنماء ورمز للحياة، وأساس العلاقة مع العقيدة الدينية والدنيوية، فكانوا أول من وضع أسسًا لحماية البيئة على الكوكب، سواء حماية عناصرها والحفاظ عليها وهي الماء، والتربة، والهواء، أو فيما يتعلق بالتنمية المستدامة وحماية حق الأجيال الجديدة عبر صوامع حفظ الغلال وسلالات المحاصيل، وغيرها من سبل استدامة النماء..

والبيئة المستدامة حاضرة بكثافة  في الحضارة المصرية القديمة، بمفهوم أن البيئة السليمة هي أفضل ميراث لتحقيق مبدأ جودة الحياة والوصول إلى تنمية متواصلة، كما أن مصر لديها من الرصيد العلمي لعلمائنا النادرين الكثير، مثل رائدي البيئة في مصر والعالم، د. محمد عبدالفتاح القصاص، ود. مصطفى كمال طلبة، فقد حظيا بمكانة محلية وعالمية مرموقة، لجهودهما العلمية والاهتمام بالقضايا الكونية المعنية بالبيئة والمناخ، وتمكنا من توجيه السياسات الدولية خلال عمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنذ بداية أول مؤتمر عالمي للبيئة عقد عام 1972 في استوكهلم بالسويد، فالدكتور القصاص "1921 – 2012"، رائد العلوم البيئية في العالم، ترأس الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة "IUCN"- 78- 1984"، وكذلك اللجنة الدولية لشئون البيئة - 73- 1979" وكان رائدًا، ومازال، للعلوم البيئية فى مصر، وهو أول من أدخل مفهوم التصحر إلى العمل البيئي، والدكتور طلبة "1922-2016"، ثاني مدير تنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة على مدى 17 عامًا، "1975 – 1992"، وكان الأب الروحي لـ"بروتوكول مونتريال"، وتكتظ القائمة بعلماء مصر الأجلاء في  العلوم البيئية والمناخ والحفاظ على الطبيعة، بالجامعات المصرية والمؤسسات العلمية والبحثية في مصر، بالإضافة إلى رؤساء جهاز شئون البيئة في مصر.

لنبدأ من اليوم في التنسيق لهذا الاقتراح، ولتكن الجائزة عالمية تتبناها الأمم المتحدة، ولدينا من الداعمين في الدوائر العربية والإفريقية والعالمية بالتمويل والخبرات، كما نمتلك الإرادة السياسية المحفزة والمشجعة لكل ما هو معني بالشأن البيئي المستدام، وله علاقة بالمناخ، تترجمها جهود وزيرة البيئة د. ياسمين فؤاد التي تفتش كل يوم، عن خطط ومبادرات، تدعم الجهد الوطني لنجاح المؤتمر، وما بعد المؤتمر.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة