عاش شادي عبدالسلام، الذي رحل عن عالمنا فى ٨ أكتوبر عام ١٩٦٨م، فى مدينة الأقصر لمدة ٥٠ يومًا، كى يقوم بعمل فيلم المومياء، الذى استلهمه من وقائع خبيئة الدير البحري، ورغم أن القصة قدمها بشكل مختلف عن وقائع الخبيئة الحقيقية، حيث استعرض تاريخ قبيلة الحربات التى استوطنت الأقصر منذ ٥٠٠ سنة وتعمل فى تجارة الآثار، وتحافظ على بداوتها، إلا أن كافة الشخصيات كانت من محاضر الخبيئة الأثرية.
موضوعات مقترحة
واستعرض الفيلم فى بداياته ماسبيرو الأثري، والرائد أحمد كمال باشا زعيم الأفندية فى الفيلم، ويوضح المؤرخ والأثري فرنسيس أمين لبوابة الأهرام، أن الأثري ماسبيرو يروي في كتابه النادر المكتوب باللغة الفرنسية وقائع القصة قائلًا: "في عام 1871م عثر أهالي القرنة وهم يحفرون على مقبرة بها توابيت مكدسة، أغلبها خراطيش ملكية، حيث قام عبدالرسول باستخدام ساقية زراعية للكشف عن الخبيئة، وقاموا بتفريغ المومياوات والتمائم والأواني الكانوبية و6 لفافات بردي، وخلال 10 سنوات كانوا يهبطون في مكان اللقية ويأخذون منها ما يريدون ويقومون ببيعها حتى وصلت الخبيئة لأوروبا"، حيث اكتشف ماسبيرو خلال رحلته لباريس بعض الآثار المنقولة من الخبيئة.
تفحص ماسبيرو بعض الآثار التي كانت تخص بانجم من الأسرة 21، وأصر ماسبيرو على تتبع مكان الخبيئة، بخاصة حين قام في عام 1876م أحد الموظفين، ويدعى كامبل، بعرض بردية تخص بانجم من الأسرة 21 الفرعونية، وأكد الموظف أنه اشترى البردية من الأقصر بسعر 400 جنيه إسترليني. كما اكتشف ماسبيرو صورًا فوتغرافية لآثار من الخبيئة تم عرضها في متاحف أوروبا، مما جعله يصر على تتبع مكان الخبيئة، كما يقول فرنسيس أمين، لافتًا إلى أن ماسبيرو قام برحلة عام 1881م لمديريتي قنا والأقصر، وكان الهدف منها الوصول لسر الخبيئة، وقد استخدم الشدة مع الفلاحين، وكل التجار أجمعوا أن عبد الرسول وأخاه محمد ومصطفى أغا عياد، هم الذين يستخرجون الخبيئة ويقومون بيعها.
في 4 أبريل عام 1881م أصدر ماسبيرو أمرًا بإلقاء القبض على عبدالرسول وإخوته، وطلب من داوود باشا محافظ قنا أو مديرها برفع تقرير لوزارة الأشغال، وتم فتح تحقيق موسع مع بعض سكان القرنة، وتم إلقاء القبض على أحمد عبدالرسول وعلى حسين أحمد عبدالرسول أثناء عودتهما من سباق حمير في القرنة، لتبدأ وقائع التحقيقات معهما، حيث قام داوود باشا وعلي أفندي حبيب مفتش آثار دندرة بقنا بفتح تحقيق معهما كي يكشفا لهما عن المتورطين معه في الحفر وببيع أجزاء من الخبيئة، وأكد عبدالرسول أنه لايعرف الخبيئة ولم يقم بالبيع.
حاول نبلاء وأغنياء "القرنة" الضغط للإفراج عن عبدالرسول مؤكدين أن أحمد عبدالرسول "لا يستطيع أن يذبح دجاجة" فيما قام مصطفى أغا عياد القنصل بالضغط على الحكومة وجعل اثنين من معارفه وهما: أحمد سرور وإسماعيل سيد نجيب يقومان بضمانة عبد الرسول، مما أدى بمدير قنا داوود باشا إلى أن يشك في أمره.
يوضح فرنسيس أمين أن الكتاب النادر يروي أن داوود باشا قام بوضع خطة وهي الإفراج الفوري عن أحمد عبد الرسول، ثم من معه، بخاصة أن القوانين لن تسمح له بإلقاء القبض على القنصل ولا على شقيق عبدالرسول الثاني الذي كان يعمل مع القنصل واسمه محمد عبدالرسول.
وبعد خروج عبدالرسول من السجن، اجتمع مع العائلة مؤكدًا أنه يريد نصف ثمن الخبيئة وليس الخمس، وأنه يريد تعويضًا كبيرًا من العائلة على الأيام التي عاشها في سجن قنا، كما اختلف أفراد العائلة فيما بينهم: هل يواصلون بيع مكونات الخبيئة أم لا، غير أنه نشب خلاف كبير بين أحمد عبدالرسول وشقيقه محمد أدى لأن يقوم شقيقه محمد بأن يشكوه لدى مدير قنا لتنجح الخطة التي روت بعض تفاصيلها "الأهرام".
ويعتبر فيلم المومياء، من أهم الأفلام العربية في تاريخ السينما المصرية ، وقد حصل الفيلم علي العديد من الجوائز، منها جائزة (سادول) وجائزة النقاد في مهرجان قرطاج 1970 م، واحتل المرتبة الأولي في استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري في فرنسا عام 1994م، وتم اختياره كواحد من أعظم 100 فيلم في تاريخ العالم، وجعله هذا الفيلم من أهم 100 مخرج علي مستوي العالم في تاريخ السينما المصرية، وبعد النجاح الذي حققه في فيلمه "المومياء"، قام بإخراج فيلم "شكاوي الفلاح الفصيح"، واستوحى فكرته من بردية فرعونية عمرها أربعة آلاف سنة ، وغيرها ، وفيلم المومياء قدم لأول مرة صورة نادرة للجلسة العائلية لآل عبدالرسول والتى التقطها مصور أجنبي ، وهى الصورة التى تجد طريقا لها حتى الآن فى صفحات السوشيا ميديا
حكاية المحاضر الأصلية المجهولة لفيلم المومياء حكاية المحاضر الأصلية المجهولة لفيلم المومياء حكاية المحاضر الأصلية المجهولة لفيلم المومياء حكاية المحاضر الأصلية المجهولة لفيلم المومياء حكاية المحاضر الأصلية المجهولة لفيلم المومياء حكاية المحاضر الأصلية المجهولة لفيلم المومياء حكاية المحاضر الأصلية المجهولة لفيلم المومياء حكاية المحاضر الأصلية المجهولة لفيلم المومياء حكاية المحاضر الأصلية المجهولة لفيلم المومياء