<p dir="RTL">تعد الفنادق الباقية في مصر بصفة عامة، وفنادق منطقة وسط مدينة القاهرة بصفة خاصة ظاهرة معمارية ذات طراز مميز، وذلك خلال الفترة الممتدة بين النصف الثاني من القرن التسع عشر وأوائل القرن العشرين.</p> <p dir="RTL">بدوره يقول الدكتور هشام عبد الحفيظ خليل في رسالته الجامعية "عمارة الفنادق"، إن عمارة الفنادق اكتسبت شخصيتها وسط منشآت معمارية أخرى مختلفة الوظائف، حيث شهدت منطقة وسط القاهرة لاسيما منطقة الفجالة وميدان رمسيس وشارع كلوت بك والأزبكية والتحرير وغيرها من المناطق في عهد محمد على باشا طفرة حضارية معمارية كان من ضمنها إنشاء وانتشار العديد من الفنادق.</p> <p dir="RTL">تم افتتاح فندق شبرد في نهاية عام م عرف وقتها باسم "الفندق الإنجليزي الجديد"، واستمر يحمل هذا الاسم حتى عام 1845م، حيث أطلق عليه فندق "شبرد"، أما فندق "مينا هاوس"، فقد افتتحه الخديو إسماعيل سنة 1869م؛ تلبية لرغبة الإمبراطورة أوجيني ملكة فرنسا التي عشقها الخديو، تحت ظلال أهرامات الجيزة، ويقع وسط حدائق الياسمين الجميلة، وهو الفندق الوحيد الذي يقع بالقرب من إحدى عجائب الدنيا السبع، ولعل ذلك يفسر لنا سبب ولع المغامرين والرحالة في القرن التاسع عشر، بفندق مينا هاوس، فقد وصفته الكاتبة البريطانية "إيفلين فاو" قائلة: "ضخم للغاية وفخم جداً".</p> <p dir="RTL">اشتملت دراسة الباحث هشام عبد الحفيظ خليل على مقدمة وتمهيد وبابين، وخمسة فصول، وقد تناولت منهجاً علمياً يعتمد على الوصف والتحليل والمقارنة للعناصر المعمارية والإنشائية والحليات المعمارية المختلفة، والتي انتشرت بكثرة خلال تلك الفترة الزمنية بعمائر مدينة القاهرة الخديوية عامة وعمارة الفنادق خاصة، وذلك من خلال دراسة ثلاثة عشر فندقًا باقيا حتى الآن بمنطقة وسط القاهرة، ثم تم تأصيل جميع المفردات المعمارية والزخرفية وفق أسلوب علمي ممنهج في تأصيل العناصر المعمارية والزخرفية، وتلا ذلك خاتمة الدراسة التي اشتملت على أهم النتائج البحث التي تم التوصل إليها، يليها الملاحق التي اشتملت ثبت الخرائط والأشكال واللوحات، ثم قائمة المصادر والمراجع.</p> <p dir="RTL">توصلت الدراسة إلى مظاهر التطور العمراني لمنطقة وسط القاهرة التي كانت وارء ازدهار عمارة الفنادق والعوامل التي ساعدت على انتشار عمارة الفنادق خلال فترة الدراسة ، ثم تتبعت الدراسة تطور عمارة بمصر بدءًا من العصور الوسطى ووصولا إلى القرنين التاسع عشر والعشرين.</p> <p dir="RTL">في جزيرة الزمالك، وبالتحديد عام 1863م، أمر الخديو إسماعيل بتكليف المهندس المعماري الألماني "يوليوس فرانز" بالتعاون مع المهندس دي كوريل ديل روسو، والذي صمم قصر عابدين، بتصميم وتشييد قصر الجزيرة، والذي عُرف فيما بعد باسم "ماريوت"، واستغرقت عملية البناء 5 سنوات، لتفتتحه الإمبراطورة أوجيني عام 1868م، لذلك جاءت فيه طرز تتشابه مع مقر إقامتها في قصر "تويوري"، مع إضفاء طابع إسلامي على النمط المعماري من خلال استخدام تصاميم مصنوعة من الرخام، بالإضافة إلى نوافذ وشرفات مصنوعة بأسلوب المشربية<span dir="LTR">. </span></p> <p dir="RTL">وأشارات الدراسة إلى الطرز المعمارية لفنادق القاهرة و السمات الفنية الخاصة بها مع تحليلها وتأصيلها فنيًا وتحليل وتأصيل المفردات المعمارية والزخرفية المختلفة.</p> <p dir="RTL">وقد نجحت الدراسة في إثبات تأثر عمارة الفنادق بمدينة القاهرة بالطراز المحلى الموروث في بعض تفاصيل العناصر المعمارية والإنشائية والزخرفية المختلفة والممزوج بالطراز الأوروبي الوافد على العمارة المصرية الإسلامية<span dir="LTR">. </span></p> <p dir="RTL">وتضم المحافظات المصرية الكثير من الفنادق القديمة مثل الإسكندرية وأسوان والأقصر، ويقول المؤرخون بدأت فكرة بناء الفندق في أواخر القرن التاسع عشر عام 1899م، حيث تم بناء الفندق على الطراز الفيكتوري في عصر الاحتلال البريطاني لمصر.</p> <p dir="RTL"> و صُمم فندق "أولد كتراكت" بأسوان على كتلة صخرية مما يتيح لنزلائه التمتع بمظهر النيل المتجه للشمال، وكان الفندق في بدايته يحوي غرفًا كبيرة وطاولة بلياردو، ومدفأة وكهرباء يعملان طوال الليل، وكان الفندق في ذلك الحين يستوعب نحو 60 ضيفًا مقيمًا والذي قام ببنائه شركة توماس كوك<span dir="LTR">. </span></p> <p dir="RTL">وطلبت الحكومة المصرية من توماس كوك أثناء بناء فندق "أولد كتراكت" ألا يرتفع الفندق عن صخور نهر النيل، كما طلبت أن يتم عمل قرية للسكان في المكان الذي بني فيه الفندق، الذي كان محط أنظار العالم، وذلك بسبب الشروع في بناء خزان أسوان القديم، وتم افتتاح الفندق رسميًا في عهد الخديو عباس حلمي الثاني عام 1902م، وهو الفندق الذي زاره الكثير من الرؤساء والملوك وكذلك الأدباء، ومن أشهرهم الروائية الشهيرة أجاثا كريستي.</p>