Close ad

بين الاقتصاد والأمان.. وشبكات الطرق

8-10-2022 | 09:23

هل من الغريب أن يكون الهدف من حديثي اليوم؛ هو عن علاقة الاقتصاد والأمن والأمان.. بشبكات الطرق العنكبوتية التي تنسجها مصرنا المحروسة ــ بقيادتها الوطنية المخلصة ــ فوق خريطة الوطن؟ ثم أبدأ الحديث عن "شخصية" كان لها أكبر الأثر في نجاح هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة المنورة؛ ثم التأثير الإيجابي لتلك الهجرة على السيرة النبوية الشريفة!

وقد يسألني البعض: ما هي علاقة "شبكات الطرق بالاقتصاد والأمان" بتلك الشخصية؟ فالشخصية التاريخية التي أود الإشارة إليها.. تتمثل في "اليهودي" المعروف باسم  "عبد الله بن أُرَيْقِطْ"؛ الذي كان "دليلاً " للنبي محمد بن عبدالله وصاحبه في الغار أبي بكر الصديق "رضي الله عنه"؛ حيث قادهما في دروب "مكة" وشعابها ــ وكان اختياره لخبرته وكفاءته وأمانته بصرف النظر عن معتقداته وتوجهاته ــ ليوصلهما إلى المدينة المنورة عن طريق الساحل؛ ثم عاد إلى مكة ليُخبر عبدالله بن أبي بكر الصديق بوصول أبيه إلى المدينة المنورة، ليخرج عبدالله بعيال أبي بكر؛ ومعه أفواج المؤمنين بالدين الجديد؛ ليذهبوا في قوافل الهجرة  متتابعين إلى حيث تحتضنهم "يثرب" ويخرج أهلها للترحاب بالقادم الكريم المبعوث رحمة للعالمين.

ولعلي تعمَّدت أن أسوق هذا المثال الصارخ من التاريخ الإسلامي العظيم؛ وكيف لم يقم أحد من الموتورين ـ وقتذاك ـ بمعايرة الرسول على أنه استعان بواحدٍ من أهل "العلم والخبرة والأمانة" وأحد العارفين بشعاب مكة ودروبها الجبلية الوعرة المتشابكة؛ ودرايته بأن الطرق الإستراتيجية المدروسة؛ هي الأفضل والأنسب لتحقيق الغايات المنشودة.
 
 ويحضُر في ذاكرتي هذا المثال العظيم.. للرد على فلول وشراذم المتنطعين من أدعياء الدين وخوارج هذا العصر؛ الذين يهاجمون كل المشروعات العملاقة التي تقوم عليها فلسفة "الجمهورية الجديدة" ونظرتها السديدة نحو تحقيق خطة التنمية المستدامة بتوجيهات وقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ والاهتمام خاصة بمشروعات شبكات الطرق التي تُقام على خريطة مصر شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا ـ والتي يتولى أمور التخطيط لها أصحاب العلم والمعرفة في شتى المجالات ـ  من منطلق إيمان القيادة الحكيمة بأن  شبكات الطرق هى شرايين الحياة ومركز الربط بين محاور الدولة المصرية؛ وبخاصة عند إقامة المدن الجديدة واتساع رقعة التوسعات العمرانية .. فإننا نحتاج إلى ربطها بشبكة طرق تساعد على الانتعاش الاقتصادي بزيادة حركة التجارة، علاوة على تحقيق السهولة في الانتقال وتوفير معدلات الاستهلاك في الوقود؛ ناهيك عن زيادة الاستثمارات وتشغيل الشرائح المختلفة من الخريجين الشباب في المشروعات العملاقة التي تقام في كل أرجاء الوطن.

ومن الأهمية بمكان.. فقد تيسر لي الاطلاع على خريطة لشبكة الطرق التي يتم العمل فيها على قدمٍ وساق بواسطة الأجهزة السيادية في الدولة؛ وأود الإشارة إلى بعض تلك الشبكات؛ ليعلم المواطن المصري مدى حرص الدولة على الانتعاش الاقتصادي الذي يعود بالضرورة على ارتفاع دخله المادي؛ وأسوق هذه المعلومات  للرد العملي على أقاويل هؤلاء المغيبين عن واقعنا الجديد والذين "لا يعجبهم العَجَب" ويهرتلون ليل نهار بالسؤال الساذج المُغرض عن جدوى مشروعات الطرق العملاقة التي تغطي أرض مصرنا المحروسة.
 
 واسمحوا لي أن أشير  ـ في عُجالة واختصار ـ إلى البعض منها لبيان جدواها وأهميتها؛ فقد خصصت الدولة ميزانية ضخمة للعمل على تحديث خريطة شبكة الطرق الجديدة في مصر؛ حيث إن مشروعات الطرق والكبارى قد كلفت الدولة 377 مليار جنيه مصري، الأمر الذي يشير إلى أهميتها القصوى؛ سواء على المستوى المحلى أو الاقتصادى.
 

لذا.. هيا بنا ـ وباختصار ـ نتعرّف على بعض أبرز مشروعات الطرق والكباري وأهم المعلومات عن هذه المشاريع الخاصة بهم:
* محور بني مزار (المنيا) – البويطي (الجيزة)
كان هذا المحور في طليعة المحاور التي شُيِّدَت ضمن خطة التطوير الخاصة بشبكة الطرق الجديدة في مصر، ويربط الطريق بين مركز بني مزار الواقع في محافظة المنيا وبين قرية البويطي الموجودة داخل الواحات البحرية، ثم يمتد ليصل إلى سيوة بالواحات البحرية، ويبلغ طول الطريق 196 كم، كما يبلغ قطاعه العرضي 11.5 متر، بتكلفة إجمالية للمشروع 750 مليون جنيه مصري.

* الطريق التبادلي للطريق الموازي لقناة السويس (محور 30 يونيو)
وجاء هذا الطريق ضمن مشروعات جهاز تعمير سيناء التابعة لوزارة الإسكان، حيث تم بدء المشروع لتشييد محور تبادلي هدفه خلق رابط بين الدلتا وسيناء، مما يساعد على تنفيذ الخطط والمشاريع المستقبلية فى كل من العاصمة الإدارية، وجبل الجلالة، ويبلغ طول الطريق التبادلي للطريق الموازي لقناة السويس 95 كم، بتكلفة إجمالية للمشروع 5712 مليون جنيه مصري.

* محور يربط بين الفرافرة (الوادي الجديد) وديروط (أسيوط)
وهو أحد أبرز المشاريع التي تم الانتهاء منها هذ العام، هذا لأنه يختصر الطريق بنسبة 70% بدلًا من الطريق القديم الذي كان يمر على ثلاث محطات رئيسية: الداخلة، والخارجة، وأسيوط.
عوضًا عن ذلك، فقد تم الربط مباشرة بين الواحات – بالوادي الجديد – وبين وادي النيل؛ وبذلك يُمَهَد الطريق نحو انتعاش الاقتصاد، والتجارة، وقطاع السياحة، بل يمكن لهذا الطريق خلق العديد من الفرص لبناء قُرى ومجتمعات عمرانية حديثة، ويعمل كذلك على تنشيط السياحة البرية والاستثمار في الثروات المعدنية الموجودة بكثرة في الصحراء الغربية، ويتم هذا بتكلفة إجمالية للطريق 1715 مليون جنيه مصري.
 
إنها مصر الجديدة التي تبني الإنسان/للإنسان؛ وترد كيد المتربصين بمشروعاتها العملاقة.. لتظل بشموخها وتاريخها في العالم القديم والحديث؛ نبراسًا لكل المتطلعين إلى مواكبة العلم والتطور في عالمنا المعاصر.

* رئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: