ربما يعتقد البعض أن الحديث والكلام عن العبور وأفراح انتصار السادس من أكتوبر يكون نضب.. ولا يوجد جديد فيه للتعبير عنه.. وأن الكتابة عن هذا الحدث العظيم جفت نظرًا لمرور ٤٩ عامًا على أعظم حدث أسعد المصريين على مدار القرن الحديث..
بالتأكيد هذا تصور قاصر.. ونظرة خاطئة لانتصار غير معالم القوة على مستوى العالم.. وحرب تدرس في العالم أجمع حول علم وفن إستراتيجية الخداع في الحرب.. وأن الطيران والدبابات والمدافع وغيرها من معدات القتال ليست وحدها هى عملة النجاح والتميز فى تحقيق النصر العظيم..
وليعلم هؤلاء من أصحاب النظرة الضيقة للأمور عليك القيام بزيارة سريعة خاطفة إلى بانوراما أكتوبر التي تقع في شارع صلاح سالم.. أسعار التذاكر في متناول الجميع ما بين ثلاثين وأربعين جنيهًا فقط.. وهذا يدل على أنها غير مبالغ فيها كما تنشر أحد المواقع على محرك البحث جوجل أن سعر التذاكر ما بين مائة ومائتي جنيه، وهذا عار تمامًا عن الصحة، خاصة بالنسبة للزائرين من المصريين!!
عندما تذهب لزيارة بانوراما أكتوبر سوف تشعر بأنك داخل مكان غير عادي؛ لأنك من اللحظة الأولى ينتابك إحساس العظمة والفخر، وعلى الفور تردد مع نفسك ومع أصحابك "تحيا مصر".. هذا إلى جانب الشعور بالسعادة الغامرة لمشاهدة كل تلك الحشود والوفود من مختلف الأعمار والمحافظات في برنامج مخصص لزيارة البانوراما للاستمتاع بلحظة العبور العظيم والسعادة والفرحة بالنصر الكبير وارتداء تاج الافتخار بجيش مصر خير أجناد الأرض.. هذا الانتعاش للزوار يزداد مع بدء العام الدراسي نظرًا لكثرة الرحلات المدرسية والجامعية التي تتوافد على بانوراما أكتوبر.
تعالوا معا نأخذ جولة داخل البانوراما فيها نعيش متعة أهم ساعات التاريخ.. في العبور العظيم.. ومعها ترتدي ثوب العزة والكرامة.
عندما تمر من البوابة سوف تجد أن الأمر ليس مجرد مبنى يعرض أفلامًا تسجيلية وثائقية عن الحرب.. لأنك قبل دخول المبنى تستقبل بالموسيقى العسكرية بالترحاب والموسيقى والأغاني الوطنية التي تلهب وتشعل مشاعر المصريين في حب الوطن.. تتحمس وتغني وتستمتع وأنت تأخذ جولة حول البانوراما تشاهد فيها عالمًا من كنز المعرفة والمعلومات عن كل أنواع القوات والمعدات والذخيرة التي شاركت في حرب العزة والكرامة وأنواع أخرى جديدة استحدثها العالم لم تشارك في الحرب وضمن المعدات الحديثة للجيش المصري.. لن تتعب من التجول في الأجنحة المختلفة للمعدات.. لكنك سوف تستمتع كثيرًا وأنت تتحول خاصة أن هناك جناح الحرب الكيماوية لا يعلمه ولا يدرك أهميته العامة من الناس، إلا أن الخبراء من العسكريين.. والخبراء الإستيراجيين يعلمون أهداف وقيمة هذا السلاح جيدًا.. وفي الجولة الحرة تنتقل بين جناح المشاة.. والمدرعات.. والصواريخ.. والطائرات.. كل سلاح قديم وحديث سوف تجد له مكانًا خاصًا به يقف بجواره العسكريون يشرح لك الدور الذي لعبه هذا في حرب العزة والكرامة.. ويشرح لك نوع السلاح الجديد وطريقة استخدامه منها على سبيل المثال الجندي الذي يعمل بطريقة الذكاء الاصطناعي الذي يدار عن طريق أجهزة الكمبيوتر واللاب توب.. وهنا تجد متعة المشاهدة التي تجعلك تفتخر بخير أجناد الأرض.
بعد الجولة الحرة تدخل إلى مبنى البانوراما.. تعيش داخله ثلاث جولات الأولى: تمثل هزيمة يونيو وحرب الاستنزاف.. فيها تعيش بين حالة من الحزن والأمل..
والجولة الثانية: تمثل حرب السادس من أكتوبر.. ومعها تعيش تفاصيل الحرب كأنك تعيش داخل كل أجوائها مستمتع بالانتصار ورفع علم مصر على الأراضي المصرية.
والجولة الثالثة: تمثل أهم لحظات التاريخ للعالم كله وليس مصر وحدها.. لحظات العبور ومشاهد غلق فوهات النابالم.. وتكسير وهدم الساتر الترابي الذى قالوا عنه إنه لا يقهر..
فعلًا أعظم مشاهد التاريخ.. متعة مشاهدة تاريخ وطن من الانكسار.. إلى الانتصار متعة وفرحة وسعادة لا تقاوم.. ومهما وصفت لك الحالة التى نعيشها لن أستطيع.. وحدك تستطيع المشاركة وتعبر عن إحساسك بالعبور وأجواء النصر..
حينها لن تملك إلا أن تقول الحمد لله.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. وكل عام ومصر وأنتم من نصر إلى نصر.
[email protected]