Close ad

صباح العزة والنصر لمصر.. كيف شارك الشعب جيشه لتكون أكتوبر «إرادة وطن»؟

6-10-2022 | 12:07
صباح العزة والنصر لمصر كيف شارك الشعب جيشه لتكون أكتوبر ;إرادة وطن;؟حرب أكتوبر
مها سالم

نحتفل اليوم بمرور 49 عامًا على النصر محطات فخر لمشاركة الشعب بكل فئاته في الوصول لأكتوبر الانتصار العظيم الذي حققته القوات المسلحة المصرية والتي خاضت معركة القتال ومنذ اليوم الأول ضد الكيان الصهيوني بكل ما يمتلكه من قدرات وإمكانات بجانب الدعم من عدد من الدول العظمى، وهو ما تم تسجيله فى يوميات المعركة.

موضوعات مقترحة

فمن مرارة الهزيمة كان الإصرار على الثأر والانتصار، ففى أعقاب نكسة 1967 رفض الشعب المصري والعربي الهزيمة، وقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتحديد إستراتيجية جديدة للمرحلة، كعملية استعداد للثأر والانتصار، وكانت الخطة تهدف لتوفير فرص مناسبة للجيش المصري، لإعادة تنظيمه من جديد، والقيام بمسئوليته في الدفاع عن مصر واسترداد أراضيها.

كان العدوان الصهيوني في فترة ما بعد نكسة 1967 يدعي قدرته على التصدي لأي محاولة عربية لتحرير الأرض المحتلة، وأسهم الإعلام الغربي الصهيوني الماسوني في تدعيم هذه الادعاءات، وذلك بإلقاء الضوء على قوة تحصينات العدو الصهيوني في خط بارليف والساتر الترابي وأنابيب النابالم الكفيلة بتحويل قناة السويس إلى شعلة نيران تحرق الجنود المصريين.

وخلال السنوات الـ6 ما بعد نكسة 1967 قام جيش العدو الصهيوني بتحصين مراكزه في سيناء والجولان، وأنفق مبالغ هائلة لدعم التحصينات على مواقعها في قناة السويس بـ"خط بارليف"، وفي مناطق الجولان بـ"خط آلون".

وبعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، تولى الحكم الرئيس أنور السادات، الذي رفض مبادرة روجرز وامتنع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 بإيقاف النيران والدخول في مفاوضات جديدة، لعدم وفاءالعدو الصهيوني بالشق الثاني، ولذلك لجأ إلى الحرب لاسترداد الأرض التي فقدها المصريين و العرب في حرب 1967. 

هدفت مصر وسوريا إلى استرداد الأرض، التي احتلها الكيان الصهيوني بالقوة، وذلك تم بهجوم مفاجئ على جبهتين في وقت واحد، ولكن اختلف السوريون والمصريون على موعد الهجوم، ففي حين يفضل المصريون الغروب، يكون الشروق هو الأفضل للسوريين، لذلك كان من غير المتوقع اختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم في العاشر من شهر رمضان.

لم يتوان الشعب المصري- قيادة وشعبا- منذ لحظة إعلان إيقاف النيران في السعي لاسترداد أرضه المحتلة، ومعالجة الأسباب الحقيقية للنكسة، فتحمل الشعب الإجراءات القاسية لتحويل الاقتصاد إلى اقتصاد حرب، والذي استنزف حوالي 50 % من ميزانية الدولة، تخصص لإعادة بناء القوات المسلحة.

وقد اعتمد التحول إلى اقتصاد حرب على عدة أسس أهمها:
  
1) الالتزام بتحقيق مطالب المجهود الحربي وإزالة آثار العدوان ..
2) وضع بدائل لخطة التنمية على أن يختار منها الخطط التي تتفق مع موارد واستخدام النقد المحلي والأجنبي ..
3) استغلال الطاقات المحلية كبديل عن الاستيراد لتوفير العملة الصعبة ..
4) تطوير إستراتيجية استخدام العمالة والقوى البشرية، طبقا للظروف الحالية.

وبالفعل أمد الشعب القوات المسلحة بخيرة الشباب المتعلم، الذي حقق طفرة علمية كبيرة، وذلك نتيجة لاستيعابهم تكنولوجيا الأسلحة الحديثة، وإيمانهم بالتضحية في سبيل مصر، وإطلاق فكره في التعامل مع العدو بأساليب علمية وابتكارات حديثة تحقق تفوق المقاتل المصري على العدو الصهيوني.

وأصر الشعب على تحقيق مبدأ "يد تبني.. ويد تحمل السلاح"، فشهدت هذه المرحلة تحقيق العديد من المشروعات القومية، في ظروف صعبة مثل استكمال بناء السد العالي، وإنشاء مصنع الألومنيوم في نجع حمادي، وإنتاج المصانع المصرية للعديد من متطلبات القوات المسلحة.

وتقبل المصريون إجراءات تهجير سكان مدن القناة، وبعض المواطنين من سيناء، وذلك تأمينا لهم من القصف العشوائي، الذي استخدمه العدو الصهيوني، وقد وصل عدد المهاجرين الثلاثة أرباع المليون علاوة على أحد عشر ألف مواطن سيناوي.

الصمود والتحدي

وبين مساء التاسع من يونيو1967 وظهر السادس من أكتوبر كانت الملحمة الكبرى لشعبنا العظيم لإعادة بناء الجيش المصري وقهر الهزيمة.

ففي أعقاب يونيو 1967 كان لابد من إثبات كذب الادعاءات بضعف القوات المسلحة المصرية، فاستخدمت القيادة إستراتيجية تهدف الى منع العدو الصهيوني من استغلال نجاحه العسكري، ثم التحول إلى مرحلة أخرى من الدفاع النشط، عندما يسمح الموقف بذلك.

ولأن ما أخذ بالقوة لايرد الإ بالقوة، كان لزاما توفير سلاح متطور حديث، وتنظيم وتدريب الجيش المصري بشكل جيد ومتواصل، وتعبئة الجبهة الداخلية في شتى المجالات، من أجل معركة تحرير الأرض، وإزالة آثار العدوان، تحت شعار ما زلنا نعيشه حتى الآن "الجيش والشعب يد واحدة".

كما عملت الدبلوماسية السياسية إلى إقناع العالم بصفة عامة والاتحاد السوفيتي بصفة خاصـة، أننا لا نريد الحرب من أجل الحرب، وإنما لاستعادة الأراضي المغتصبة، وكذلك حشد الطاقات العربية وإمكاناتها لمصلحة المعركة، سياسيا واقتصاديا وعسكريا .

وفي تلك الفترة أثبتت الأوضاع على جبهة القناة أن العدو كان مصرا على غروره، ولم يلتزم في أي وقت بإيقاف إطلاق النيران، بل كان يوجـه نيرانه باستمرار ضد سكان مدن القناة، حتى يكونوا أداة ورهينة للضغط على القيادة السياسية.

وكان هناك العديد من الاشتباكات في هذه الفترة بعد وقف إطلاق النار، أهمها ثلاثة، تأثر بها الرأي العام المحلي والعالمي، هي بالترتيب:

الاشتباك الأول

معركة رأس العش، في يوليو 1967 وقد أدت هذه المعركة، على الرغم من محدوديتها، إلى شعور جميع المقاتلين بإمكانية تحقيق النصر وتمنى كل قائد محلي، وكل مقاتل أن تتكرر مثل هذه المعركة في قطاعه.

الاشتباك الثاني

معارك المدفعية والطيران يومي 14، 15 يوليو1967، التي زادت الثقة لدى المقاتلين، بعد أن شاهدوا قواتهم الجوية في سماء المعركة.

الاشتباك الثالث

إغراق المدمرة إيلات، في 21 أكتوبر 1967، والتي حددت تاريخ أول استخدام لصواريخ سطح/سطح، والتي أشعر الكيان الصهيوني، للمرة الأولى، بالخسائر.

ومن محصلة كل هذه الاشتباكات التي شملت أفرعا ثلاثة من أفرع القوات المسلحة، انبعثت ثقة المقاتلين بأنفسهم وسلاحهم وقادتهم، كذلك كان لها مردود هائل على معنويات الشعب المصري، وأيضًا على المستوى العالمي، إذ أثبتت أن القوات المسلحة المصرية ليست بالجثة الهامدة، كما يدعي الكيان الصهيوني الجبان.

ومع استمرار الأعمال القتالية واتساع الجبهة، كان لزاما أن تتوزع مسئوليات القيادة والسيطرة، لضمان حسن الأداء إلى أقصى درجة ممكنة.

ولذلك صدرت الأوامر التنظيمية بإنشاء الجيشين، الثاني والثالث، اعتبارا من بداية عام 1968، وكذلك، إنشاء قيادة قوات الدفاع الجوي، كقوة رئيسية رابعة في القوات المسلحة، تتولى مسئوليتها في نهاية النصف الأول من عام 1968، وقد عملت هذه القوة بمزيد من الجهد بالتعاون مع القوات الجوية المصرية في سبيل تحييد الطيران الصهيوني، وإنهاء أسطورة تفوقه المطلق، وقد ظهر ذلك جليا خلال حرب أكتوبر المجيدة.

حرب الاستنزاف

وفي سبتمبر 1968، قررت مصر التحول إلى إستراتيجية جديدة، والانتقال بالجبهة من مرحلة الصمود إلى مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية، أطلق عليها مرحلة "الدفاع النشط"، وذلك بهدف استنزاف القدرات العسكرية الصهيونية.

وكانت الانطلاقة بالانخراط المباشر في الحرب مع العدو على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة، إلى أن اكتمل الاستعداد الكامل لخوض معركة النصر المجيدة في السادس من أكتوبر1973 .

كانت حرب الاستنزاف هي بحق حرب المعجزات لأنها استمرت ثلاث سنوات ونصف متواصلة أو كما يسميها الكيان الصهيوني بـ "حرب الألف يوم"، تلقي فيها العدو الصهيوني ضربات موجعة من الجيش المصري الذي ظن، بغروره، أنه قضي عليه نهائيا، قبل ستة أيام فقط من استرداد الجيش المصري قدرته علي المواجهة وعلي النصر نحو ما تأكد في معركة رأس العش.

كما كانت حرب الاستنزاف أول صراع مسلح يضطر العدو للاحتفاظ بنسبة تعبئة عالية ولمدة طويلة، وهو ما ترك آثاره السلبية علي معنوياتهم، وإقتصاد الدولة بدرجة لم يسبق لها مثيل في الحروب السابقة، خصوصا أن قادة العدو كانوا قد أعلنوا لشعبهم أن جولة 1967 هي آخر الحروب، فإذا بالاستنزاف يتصاعد ويحطم مصداقية القادة في نظر الشعبة.

التخطيط الإستراتيجي لحرب أكتوبر

قامت الإستراتيجية العسكرية على أن تكون إستراتيجية هجومية، تستهدف هزيمة التجميع الرئيسي للعدو الصهيوني في سيناء، وفي تنسيق تام مع سوريا، وطبقا للإمكانيات والموارد المتاحة للقوات المسلحة، كانت الخطة تعتمد على مفاجأة الكيان الصهيوني بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية والأمريكية، من أجل استرداد الأرض التي احتلها العدو الصهيوني بالقوة، وبهجوم موحد مفاجئ وهو ما تحدد له يوم السادس من أكتوبر لينطلق الطوفان الذي لم يتمكن العدو من إيقافه.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة