راديو الاهرام

يوم اكتشاف مصر والمصريين

5-10-2022 | 09:30

فى ظهيرة هذا اليوم منذ 49 عاما، انطلقت طليعة جيشنا العظيم لعبور القناة نحو سيناء، وتحطيم خط بارليف، وتلقين العدو الذى احتل القناة وسيناء درسا تاريخيا لا ينسى، فى حرب باسلة بكل المقاييس العسكرية والإنسانية، لحظتها اكتشف كل مراقب فى هذا العالم من هم المصريون، وما هى مصر؟

لحظة اكتشاف باهرة، بل لحظة تحد أمة لا نظير لها، هذا يوم فى تاريخنا الحديث ليس له ما قبل وأكيد له ما بعده، فقد كشف معدننا وقدرتنا، ومن فعلها يستطيع تكرارها أو إعادتها فى كل المجالات، لذلك يجب ألا ننساه، ونتذكره، وكيف وصلنا إليه، ونعيد تصويره وتمثيله، بل تسجيله بكل الوسائل الممكنة بالتوثيق الدقيق، وأتطلع فى العام المقبل «الخمسين لهذا النصر، أن نعيد العبور أمام أجيالنا وللأجيال المقبلة وللذين لم يروه، فتتجسد عظمتنا أمام أطفالنا وشبابنا، وأن نعيد كتابة وتسجيل ما حدث بالضبط، منذ أعلن ناصر فى 1967 ما حدث لمصر من هزيمة ثقيلة، وكيف أن المصريين لم يتقبلوها، وتعد من أصعب وأشد وأقسى لحظات الاكتشاف والعظمة التاريخية، ليس يوم النصر فقط.

ما بين 1967 و6 أكتوبر 1973، عندما أعلن السادات قرار الحرب وبدء العبور العسكرى والتحرير، تاريخ لا ينسى، بلد رفض الهزيمة وأعاد بناء الجيش، والمؤسسة العسكرية الحديثة، وها هو اليوم يعبر الهزيمة إلى النصر والثأر، فالمصريون لا يتحملون ولا يستطيعون أن يعيشوا على أطلال هزيمة ثقيلة لم يقاتلوا فيها، جعلت حياتنا مستحيلة، وعلى الفور بدأت الرسالة واضحة للاستعدادات بحرب الاستنزاف كمقدمة للتحرير، وكانت إشارة للمحتل أن مصر بلد لا يقبل أن تحتل أرضه، وإذا احتلت لا يستكين، فجنودنا عبروا القناة ببسالة وحطموا خط بارليف بإبداع لا نظير له، بخراطيم المياه ولم يلقوا عليه قنبلة ذرية كما توقع المحتل.

رجال العبور «مشاة مصر» وفوقهم سلاح الطيران، الذى كسر التفوق الجوى الإسرائيلى.

الحرب وانتصار أكتوبر 1973 صنعه الجيش ببسالة، وبأقل الأسلحة والإمكانات، لكن بأحدث وأكفأ وأقدر عقول وجنرالات عسكرية قادرة وملمة بعلوم العصر وتكتيكات وإستراتيجيات الحروب الحديثة والمعلومات، وضعوا لكل شيء خططه، وكانت لهم بدائل متعددة، ومتنوعة، وقدرة على التحمل، والتكيف مع متغيرات معركة دقيقة، بأحدث أسلحة العصر، كان العقل المصرى الكبير، يواجه أعتى المؤسسات العسكرية الإسرائيلية والغربية تكتيكيا، وانتصرت العسكرية المصرية، واحتلت مكانتها فى عالمها وأفردت لها المؤسسات العالمية فى العالم صفحات من الدراسات العميقة، لتعرف ماذا حدث بالضبط، ومن هم هؤلاء العسكريون الأفذاذ الذين صنعوا النصر؟

هؤلاء العسكريون كانت وراءهم أمة ذات تاريخ وحضارة قديمة لا تستطيع البشرية المعاصرة أن تتجاهل مكانتها وأهميتها للإنسانية والحضارة المقبلة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
مصر السيسي التي نحلم بها

بعد 10 سنوات على ثورة 30 يونيو التى لم تشهد مصر مثيلا لها فى تاريخها كله، تمثلت فى خروج الشعب، دفاعا عن تاريخه وهويته، التى كادت تسلب منه، وتسقط تحت أقدام

أنس جابر وزيرة السعادة لكل العرب

فتاة تونسية من سوسة بنت الطبقة الوسطى، سحبت البساط من تحت أقدام كرة القدم، وشعبيتها الأسطورية وملايينها، أنس جابر أعادت لنا الأمل فى أن تنتعش كل اللعبات

الأكثر قراءة