راديو الاهرام

أشهرهم جيتس.. أثرياء تركوا الفُتات لأبنائهم

4-10-2022 | 16:57

كم من ثري يأبى توريث أقاربه، ويوصي بثروته لآخرين؛ سواء لحيوانات أو لهيئات، وانشغاله بالمال طمس عينيه عن التمييز بين الغث والثمين، وظن أن المحيطين به يكرهونه، ويتمنون موته، وودهم إليه مجرد طمعٍ في ثروته.

ومن ناحية أخرى تتملك الثري عقيدة أن امتلاكه للمال يمنحه الحرية، برغم أن الحكمة الخالدة تقول إن الحرية لا تقدر بثمن، بسبب ما يلازمها من أمان، وتعد في ذاتها قوة لا تقدر بأموال الدنيا.

وينحصر مغزى الثري عن الحرية في حرية الاختيار، وقدرته في قضاء رغباته وقتما شاء، فإذا قيدته وظيفته تركها غير آسف عليها، وفي إمكانه التمتع بحرية شراء أي متنزه حول العالم، حتى لو كان مقعدًا على سطح القمر.

وعجبا لأثرياء العالم - إلا الراشدون منهم - فقد أصابهم المال بالهلوسة والانفصام، ولكيلا نذهب بعيدًا، فهذا شكسبير أوصى بجميع ثروته لأبنته الكبري سوزانا، على أن تؤول من بعدها إلى أبنها البكر، واستبعد زوجته أم أولاده من تركته، ولم تنل منها حتى ولو جنيهًا إسترلينيًا واحدًا.

وتركت سيدة الأعمال "ليونا هيلمز" 12 مليون دولار لكلبها، وكانت تطلق عليه اسم "مشكلة"، بينما أوصت لاثنين من أحفادها دون غيرهم بـ 10 ملايين دولار، ولم تستسلم أسرتها لوصيتها، ولجأوا إلى القضاء، وأثبتوا أنها لم تكن في كامل قواها العقلية.

وسيدة ثرية من بريطانيا تدعى "إلينور ريتش"، ترك لها والدها شركة كبرى في تكرير البترول، ولم تتزوج، وأوصت لكلابها بمجموعة ضخمة من أسهم الشركات، بالإضافة إلى 14 مليون دولار.

ومن أطرف غرائب بعض الأثرياء أنهم لم يتركوا لأبنائهم ما يكفيهم للعيش كحياة الطبقة الوسطى، خشية من إفساد المال لهم، ولذلك اعتزم بيل جيتس أغنى رجل في العالم، أنه لن يمنح عائلته أكثر من مئة مليون دولار، ويهدف من وصيته، تجنب سقوط أبنائه في بئر العظمة.

وعدد من مشاهير هوليوود يؤمنون كبقية هؤلاء الأثرياء في تشويش المال على أذهان أولادهم وإفسادهم لعقولهم، ووضح علماء النفس علة هذه الظاهرة، أنها ناتجة عن سيطرة فوبيا الخوف من احتمالية انحراف أخلاق ذويهم.

ووصف علماء الدين والاجتماع حال هؤلاء الأغنياء بالتطرف الفكري، وسيرة رسولنا الكريم تصحح تطرفهم، ونراقب نصح سيد الخلق إلى سعد بن أبي وقاص، وأوصاه بألا يترك كل ماله لبيت مال المسلمين، وقال له: "إنك تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس".

ورحلة سيدنا موسى والخضر - كما جاءت في الكتب السماوية - تؤكد أن صلاح والد اليتيمين، كان سببًا في حفظ الخضر لكنزهما، وفي القرآن الكريم يكمن السر في حماية الأبناء من الانحراف، حسب قوله تعالى: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا".

Email: [email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة