لقد أصبح هوس «التريند » وتعلية الترفيك آفة تخلل إلى المجتمع المصري لزعزعة القيم والثوابت الاجتماعية والأخلاقية، وتدمير الثقافة المصرية؛ حيث صارت مواقع التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدين، يتم تفجير كبري الموضوعات والمشكلات الاجتماعية؛ بل وتحويلها لقضايا رأي عام؛ من خلال استغلال المؤثرات السمعية والبصرية والوسائط الإعلامية المختلفة التي يمكنها تجسيد ثنايا المجتمع ونقل الوقائع والأحداث بأسلوب جذاب ومؤثر يهيمن على عقول المشاهدين.
موضوعات مقترحة
" بوابة الأهرام" تستعرض الآراء حول كيفية التعامل مع فوضى التريند خلال السطور التالية...
التريند و انتهاك الخصوصية
يقول الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، هناك عدد كبير ممن يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لديهم شغف متزايد بالوصول بما يقدمونه عبرها إلى «التريند» وبأي وسيلة حتى لو تجاوزت العرف والتقاليد وفي أحيان كثيرة الأخلاقيات وصولا لمزيد من الشهرة والانتشار وأحيانا الأضواء وما يحققه ذلك بالتأكيد من مكاسب مادية يسعون إليها، والملاحظ أن المضمون الذي يقدمونه كلما كان سطحيا أو مثيرا أو خارجا عن المألوف والأعراف أو منتهكا للخصوصية كلما كان أكثر انتشار وأكثر وصولا إلى «التريند» وهو ما يغري كثيرون منهم بنهج هذا الاتجاه، وهو أمر في الواقع يمثل فوضي حقيقية من الصعب التحكم في مجرياتها مع التطور التكنولوجي ومع عالم وسماوات مفتوحة تأتي لنا من الخارج بأكثر بكثير من تأتي به من الداخل.
كيف يمكننا أن التعامل مع فوضى التريند؟
ويرى المرسي، أن التعامل مع مثل هذا التوجه لن يجدي معه كثيرا المنع أو الملاحقة بل الحل الأمثل هو ببناء حائط صد قوي يقلل كثيرا من تأثير «فوضي التريند»، ويقلل أيضا من التعامل معها، وهذا الحائط يتمثل في خليط من التربية السليمة للأبناء والتعليم الجيد الذي يجب أن يشتمل التعليم والتربية والقدوة والأخلاقيات.
كما يجب أن يشتمل أيضا على التربية الإعلامية وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام الجديد يضاف إلى ذلك دور مهم للمؤسسة الدينية ودور مهم أيضا لوسائل الإعلام التقليدية في تنمية الوعي لدي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بأخلاقيات التعامل والتواصل مع الآخر، وبكيفية التعامل مع وسائل الإعلام الجديد.
كيف تتعامل وسائل الإعلام التقليدية مع التريند؟
وحذر المرسي، وسائل الإعلام التقليدية من التعامل مع «التريند» أو التقليد للوصول إلى كثافة من الانتشار أكبر على حساب المهنية وأخلاقيات العمل الإعلامي.
الدكتور محمد المرسي
التريند والصحة النفسية
ومن الناحية النفسية، يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أصبح اللهث وراء التريند وتصدر المشهد للأشياء التافهة هذا يدل على أن هناك غزو فكري لتدمير الهوية المصرية، وعلى الجانب الآخر نرى أن المحتوى الهادف ليس لديه جمهور إلا قليل فقد أصبح اللهث وراء التافهات هو الذي يتصدر المشهد وهذا يرجع إلى «قلة الوعي، جري بعض المواقع الإخبارية لتعلية الترفيك دون تقديم محتوى هادف».
ونوّه فرويز إلى أننا بحاجة ماسة إلى تصدر الإعلاميين والفنانين والمثقفين لتقديم محتوى هادف بدلا من هذه التافهات التي نشاهدها يوميا، فالمعركة الآن هي معركة وعي.
الدكتور جمال فرويز