النجاح لا يأتي مصادفة.. والتميز يسبقه جهد متواصل وترتيب وعمل دءوب وإصرار على تحقيق الأهداف المرجوة.
هذا ما شعرت به أثناء لقاء ثقافي بعنوان “موعد نقاش” دار حول السيرة الهلالية، هذا اللقاء جمعني مع مجموعة من سيدات الوطن العربي، والشيخة إليازية بنت نهيان آل نهيان التي منحتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” - لأول مرة في تاريخ المنظمة - منصب سفيرة فوق العادة للثقافة العربية.
جاء حديث الشيخة إليازية النابع من القلب ليعكس بصدق شديد ثقافتها الواسعة ورؤيتها الثاقبة وتكوينها الفكري المستنير الذي يجسد بشكل لافت للنظر تلك المكانة المرموقة التي أصبحت تتبوأها الآن المرأة في دولة الإمارات، تلك المكانة التي تخطت الحدود المحلية للدولة لتحلق بعيدًا في آفاق العالم شرقًا وغربًا..
وهذا في تقديري ليس غريبًا على دولة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة التي تمتلك كافة مقومات الرقي والتقدم والازدهار في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة.
لقد شعرت أثناء حواري مع الشيخة إليازية في "أبو ظبي" بدولة الإمارات عقب حضور "موعد نقاش" بمشاركة نماذج متنوعة للمرأة العربية من كافة أنحاء الوطن العربي، أنني أمام نموذج مختلف للمرأة العربية لها منجزاتها التي لا يختلف عليها إثنان في ميادين الثقافة والإبداع، ولم أندهش حينما علمت أن الشيخة إليازية بنت نهيان آل نهيان بدأت مسيرتها في الثقافة والفنون في سن مبكرة، كونها نشأت في عائلة فنية، ففي طفولتها حولت جدران غرفتها إلى لوحات فنية شكلتها بأسلوب فريد ومبتكر على الفن التشكيلي، وأصقلت موهبتها طوال مسيرتها الثقافية، فقرأت وشاهدت وتعلمت واهتمت بالثقافة والفنون والفكر، حتى اكتملت رؤيتها ونظمت وشاركت في العديد من المعارض الفنية في الداخل والخارج.
لقد استطاعت الشيخة إليازية أن تصنع لنفسها ولوطنها مكانة مرموقة في عالم الثقافة العربية والفنون تقديرًا لنشاطها الفاعل وجهودها المتميزة في مجالات مهمة داخل دولة الإمارات وعلى المستوى الإقليمي والعالمي، فأصبحت نموذجًا يحتذى به للشخصيات المؤثرة والداعمة في الثقافة والفنون، وكل ما يدعم الهوية العربية، ويعزز ثقافة الوطن العربي ولغته، فكانت بحق خير داعم للثقافة العربية.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل لمست من حديثها الممتع مدى عشقها لمصر التى تربطها بدولة الإمارات علاقات تاريخية راسخة؛ كون المحروسة "جوهرة تاج" الأمة العربية.
تحية تقدير واحترام للشيخة إليازية لتفوقها وتميزها في مجال العمل الثقافي والإبداعي، ولكل امرأة متميزة في وطننا العربي، ساهمت بشكل أو بآخر في كتابة تاريخ جديد للمرأة العربية في مختلف أنحاء العالم.