صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
(أحمد شوقي)
تزامن هذا العام اثنتان من أعز المناسبات، وهو تزامن قدوم شهر ربيع الأول (الأنور) من العام الهجرى وهو شهر مولد خير الخلق سيدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع شهر أكتوبر من العام الميلادى وهو شهر النصر والعزة والكرامة لمصر حيث ذكرى نصر اكتوبر العظيم فى 1973..
فمع ربيع الأول نتذكر ونحتفى بمولد سيد الخلق سيدنا محمد رسول الله ونحن فى أمس الحاجة إلى التمثل بأخلاقه واتباع سنته وأن نحذو حذوه، فرسول الله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) شهد الله له بحسن أخلاقه فقال الله عز وجل فى محكم آياته فى القرآن الكريم بسورة القلم {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} كما قال عن لين قلبه (صلى الله عليه وسلم) فى سورة آل عمران وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ{، كما أن الله سبحانه وتعالى أنزل على رسولنا سيدنا محمد صفتين من صفاته رؤوف رحيم فقال الله تعالى عن نبينا محمد {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ{..
وكانت أخلاق سيدنا محمد قبل الرسالة شهد بها العرب فى قريش واشتهر عنه أنه الصادق الأمين..
فهذه الأخلاق التى مجتمعاتنا اليوم فى أمس الحاجة إلى اتباعها وأن نقتدى بها فى تعاملاتنا اليومية.
وتزامن شهر مولد النبى فى السنة الهجرية مع شهر انتصارات أكتوبر فى السنة الميلادية هذا العام، لتمتزج نسائم الخير مع نسائم النصر، ونصر أكتوبر ذكرى غالية على الوطن وعلى الشعب المصرى، ذكرى انتصار وعبور بوطن من خزى هزيمة وانكسار واحتلال ارض بعد 67 إلى عبور وانتصار كان كل ما فى هذا النصر فى 73 اعجازا غير تقليدى بداية من التخطيط مرورا بالتمويه وفى كل خطوات المعركة التى قامت بها قواتنا المسلحة فى معجزة شهد لها أعداؤنا وشهد لها العالم أجمع.. انتصار يحمل دلالة ويؤكد قدرة الشعب المصرى على عبور كافة التحديات التى تواجهه فى كل وقت وفى أى زمان.
ولعل يكون فى هذا التزامن رسالة أو إشارة إلى أهمية التزام واتباع الأخلاق المحمدية ومنها العزة بالوطن والدفاع عنه وفى سيرة سيدنا محمد الكثير عن حبه لمكة وللمدينة المنورة..
فكل عام والعالم بخير بذكرى مولد سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكل عام وشعب مصر بخير بذكرى نصر أكتوبر العظيم..
ولله الأمر من قبل ومن بعد
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها