راديو الاهرام

الرسول يحذرنا من الأشرار

2-10-2022 | 16:16
الأهرام المسائي نقلاً عن
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أنبئكم بشراركم؟!"
  • قالوا: بلى يا رسول الله.. قال: إن شركم الذي ينزل وحده "أي الأناني" ويجلد عبده "الظالم القاسي الجبار" ويمنع رفده "أي عطاءه" وهو البخيل.
  • ثم أردف قائلا ً: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟
  • قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله
  • قال: "من يبغض الناس ويبغضونه"
  • ثم أردف قائلا ً: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟
  • قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله
  • قال: "الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغتفرون ذنباً"
  • قال: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟
  • قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله
  • قال: "من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره".
  • هذا الحديث العظيم يعد من روائع النبوة رغم أنه يتحدث عن أهل الشر ومن هم أشر منهم.. إلا أنه يكاد يشرح الحالة الإنسانية والنفسية  لفصيل من الأشرار تتفاوت درجاتهم في الشر.. ما بين شرير وأشر منه.. وسيئ وأسوأ منه.
  • والرسول (صلى الله عليه وسلم) قد يتحدث عن الخير ليحث عليه ويرغب فيه ويؤز الناس عليه أزا ً ويدفعهم إليه دفعا ً.
  • وكثيرا ً ما يتحدث عن الشر وأهله محذرا ً الناس منه ومنفرا ً عنه وداعيا ً إلى اجتنابه وتركه.
  • وفي الحقيقة لم أجد أفضل من هذا الحديث في التحذير من الشر والأشرار وبيان درجاتهم ويتعمق في نفسياتهم المريضة ومدخلهم السيئ.. وكأن الحديث يشرح أعماق الشر والأشرار.
  • وقد يتعجب القراء لماذا اخترت هذا الحديث بالذات دون غيره؟!.. لأنني كلما تأملته رأيت هذه الأنواع التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبحت فوق سطح المجتمع المصري وليس في قاعه.. وهي تجهر بآفاتها وأدوائها بعد أن كانت تستتر بها.. فالأناني الذي يدور حول ذاته ولا يحب إلا نفسه ولا يعبد إلا هواه وذاته تراه الآن في كل مكان.. حتى صار الدوران حول الذات والتمحور حولها هو أهم سمات الكثيرين من شعوبنا اليوم.. وبعضهم يراه محمدة لا مذمة فيه وشعاره "نفسي نفسي.. وذاتي ذاتي.. وأنا ومن بعدي الطوفان"
  • أما الصنف الثاني الشرير الذي ذكره الرسول فهو ذلك الإنسان القاسي الفظ الغليظ الذي لا يكف عن ضرب من يسيطر عليه أو يتحكم فيه أو يقدر عليه.
  •  فهؤلاء الذين لا يكفون عن ضرب من تحتهم أولئك قوم لا خلاق لهم في الدنيا ولا في الآخرة.. وقد وصفه الحديث الشريف بوصف موجز ومؤثر بعنوان "ويجلد عبده".
  • أما النوع الثالث فهو الذي عبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله " الذي يمنع رفده" وهو الذي يمنع الخير عن الناس حتى وإن لم يضره العطاء.. وقد وجدت هذا النوع كثيراً.. فبعض الناس وضع احتياطيا ً كلمة "لا" في فمه تنطق أوتوماتيكيًا ويقولها لكل من يطلب منه حاجة أو مساعدة أو قضاء مصلحة.. فهو يمنع رفده المادي والأدبي أو المعنوي وقد يمنع الرفد الذي قد يأتي على يد غيره.
  • أما الأشر منه "فهو من يبغض الناس "فيقابل الناس بغضائه وكراهيته ببغضاء أخرى.. فمن أحب الناس أحبوه.. ومن أبغضهم أبغضوه.. ومن أقبل عليهم أقبلوا عليه.. ومن أعرض عنهم أعرضوا عنه.. فالحب لا يكون أبدا ً من طرف واحد وكذلك الكراهية.. فمن بذل الحب وجده حتى لو بذله لحيوان أو نبات.
  • ألا ترى أن الأرض لا تعطي أسرارها وخيرها وثمراتها إلا لمن أحبها.. والطب كذلك.. والجراحة وكل العلوم كذلك بل الحياة والدين كذلك.
  • ثم تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عمن هو أشر من هؤلاء جميعا ًفقال"الذي لا يقيل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغتفر ذنبا ً"
  • آه.. يا سيدي يا رسول الله وكأنك تتحدث عن زماننا وبلادنا ودنيانا.. فما أكثر أولئك الذين لا يغفرون لإخوانهم أو بني وطنهم  ذنبا ً.. ولا يتأسون يوما ً بالغفور الرحيم سبحانه الذي ينادي عبده المذنب "عبدي لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ً لأتيتك بقرابها مغفرة"
  • "وكم من أناس بيننا الآن لا يقيلون عثرة الفارس إذا كبا أو السيف إذا نبا.. أو الصالح إذا أخطأ.. فأين أولئك الذين يقيلون العثرات ويغتفرون الخطايا ويقبلون اعتذار المعتذر".
  • بل أين أصحاب الصفح الجميل أو الرغبة في الصلح.
  • أما الأشر من هؤلاء جميعا ً فهو من "لا يُرجي خيره ولا يُؤمن شره".. فلا خير يقدمه لنفسه ولا لأصدقائه وأحبائه وزملائه ولا لدينه أو وطنه.. فلا خير فيه ومنه على الإطلاق لأي أحد حتى لزوجته أو أولاده.
  • وفي الوقت نفسه لا يقصر شره وأذاه عن الناس.. فهو "لا يؤمن شره".. فشره كثير واعتداءاته على الجميع متوالية.. فلا تمر ساعة إلا وقد آذى العشرات أو المئات بيده أو بلسانه أو بكلامه أو بتقاريره المزيفة أو افتراءته فـ"خيره مدفون وشره معلن شاهد موصول".. صدقت يا سيدي يا رسول الله.
  • فهل ننصرف عن الشر والأشرار ونحب الخير والأخيار.. أم سنظل في غفلتنا سادرين؟!!     

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: