"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
صدق أمير الشعراء أحمد شوقي فاستعادة الأخلاق هي المقوم الرئيسي لبناء الإنسان فى الجمهورية الجديدة، وهي التحدي الحقيقي الذي يواجه الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية، فمع التطورات التي حدثت في المجتمع أصبحنا نواجه مشكلة في سلوكيات البعض، سواء في الشارع أم المدرسة أم الجامعة وحتى في الأسرة، وفي وجود انحراف في النهج الأخلاقي الذي كان يميز الناس في تعاملاتهم وحتي ألفاظهم.
وظهرت لغة غريبة وتصرفات أعجب، واختفت القيم النبيلة والمروءة والشجاعة واحترام الكبير والرحمة بالصغير والرفق بالحيوانات، وانعكس ذلك في الروتين اليومي والعشوائية في كل شيء، وأفرزت جرائم ودراما وتعاملات مُنحلَّة وأغاني غريبة على مجتمعنا؛ مهددة الحلم في مستقبل يسوده العدل والصدق والحرية والأدب والاحترام والرحمة والنزاهة والفضيلة والأخلاقيات الكريمة.
فعلينا أن نتمسك بالأخلاق وغرسها في أولادنا؛ حفاظًا على بقاء الإنسان المصري وتطوره؛ لأنه عند انعدام الأخلاق في المجمتع بشكل كبير سوف تسود العديد من الجرائم والصفات السيئة المكتسبة والسلوكيات والأفعال التي تدل على اللا أخلاق مثل التحرُّش والسرقات والاغتصاب والعنف المدرسى والقتل وتعاطى المخدرات؛ وذلك تأثرًا بأنماط الحياة المادية المفرطة والثقافة الغربية التي تُبث لنا من خلال الدراما والسينما ومواقع التواصل الاجتماعي، ولها تأثير بشع ومباشر على شبابنا.
ولذلك يجب أن يتم تدريس القيم الأخلاقية في المدارس والجامعات وإرساء قيم التسامح والاحترام والمسئولية والحرص على محتوى إعلامى وثقافي هادف يتغلل فى وجدان الشباب والأطفال للتربية والتوجيه، وقد شعرت بالفخر وأحببت كثيرًا حملة "تجمل بالأخلاق" والتي تسعى في إطار بناء الإنسان في الجمهورية الجديدة والحرص على نشر الوعي إلى الارتقاء الأخلاقي والثقافي، وأطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عبر قنواتها ومنصاتها المختلفة، لحث المواطنين على الالتزام بالأخلاق الحميدة التي تربَّى عليها المصريون، وتحث عليها الأديان السماوية، من احترام للكبير وحسن الجيرة وحسن المعاملة، والبعد عن التنمُّر، والالتزام بالأمانة والشرف، وتمتاز الرسائل الأخلاقية الموجهة خلال الحملة بالبساطة في العرض والتقديم والطرح، للتأكيد على هذه الأخلاقيات، وأبرز الرسائل التي تناولتها الحملة، الابتعاد عن التنمر في التعاملات اليومية؛ لأن الكثير من الأفعال السيئة يتم تبريرها بأنها مجرد "هزار"، بينما هي في الأصل تنمر بالغ الضرر على الآخرين ويجب التوقف عنه.
لأن عددًا كبيرًا من المصريين يعانون من مشكلات نفسية عديدة بسببه، لذلك شددت الحملة على أن السخرية من الشكل أو طريقة التصرفات أو اختلاف الآخر عموما لا تندرج تحت بند "الهزار" المعهود لدى الكثيرين، بل تنمر يؤثر بالسلب في حياة الآخرين، أيضًا التحرُّش بالفتيات في الشوارع، وكيف أن بعض الشباب يستهينون به طالما لا يمس ذويهم، وتتغير مواقفهم عندما يكون الأمر في المقربات منهم، حيث تكشف الحملة أن العديد من الفتيات يتعرضن للتحرش يوميًا، ولن يتغير ذلك الأمر حتى تتغير أخلاق الشباب ويتجملون بالأخلاق وتلك بداية مبشرة بالخير والقادم أجمل، ولو بتحبوا بلدكم ربوا ولادكم، فتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.