منذ أن دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إجراء حوار وطني مع كل القوى السياسية دون استثناء أو تمييز، وهناك حالة حراك سياسي في المجتمع الذي يتوق لنتائج وثمار يسفر عنها هذا الحوار تتعامل مع القضايا والتحديات التي تؤرق المواطنين، وتضع حلولا واقعية لها دون إغفال لحجم التحديات ولا تجاهل للاحتياجات والضرورات.
موضوعات مقترحة
ويهدف الحوار الوطني إلى تحقيق توافق في الرؤى، ويفتح الأبواب لتبادل الآراء ووجهات النظر حول كل القضايا التي تهم المجتمع المصري سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية للظهور بشكل يليق بالجمهورية الجديدة وفلسفتها ورؤيتها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويعد التعليم والضمانة الحقيقية لإنجاز أهداف التنمية المستدامة، لأن التنمية الشاملة المستدامة لا تعتمد على رأس المال المادي فقد، بل إن الاحتياج الأكثر أهمية يتمثل في وجود قوى عاملة مدربة ومؤهلة وقادرة على الإنتاج الأكثر والأجدر، وفي السطور التالية نستعرض رؤية خبراء التعليم وتصوراتهم بشأن الحوار الوطني، معوقات العملية التعليمية، مع وضع الحلول والبدائل المطلوبة للنهوض بالتعليم في مصر.
أولويات الحوار الوطني عند المعلمين
رحب خلف الزناتي نقيب المعلمين، بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للحوار الوطني، مؤكدا أن الجمهورية الجديدة التي أرسى قواعدها الرئيس السيسي وضعت الحوار إحدى أهم قواعدها، والتنشئة السياسية والعمل العام يجب تعليمها في المدارس لكل المراحل، وذلك لأهمية تعريف الطلاب بأن السياسة جزء من العمل العام، كما يجب تعليم الطلاب كيفية ممارستها لصالح الوطن وترسيخ مفاهيم الدولة المدنية القائمة على مبادئ المواطنة.
باستطلاع آراء المعلمين في أولويات الحوار الوطني، طالبوا بالتنشئة للطلاب في المدارس تدريجيا في كل المراحل التعليمية، خاصة في المرحلة الثانوية لأنها مرحلة خطيرة في عمر كل طالب، وتربويا هي بداية استيعاب الفرد لمحيطه، وتكوين شخصية مستقلة له، لذا يجب التوعية ومقاومة الأفكار السلبية.
أفكار التعليم في الحوار الوطني
ويشير نقيب المعلمين إلى المسئولية الكبيرة التي تقع على المشاركين في الحوار الوطني، فلابد من استيعاب كل الأفكار والمقترحات في الحوار سواء كانت سياسية أو اجتماعية وتقديم مقترحات هم المواطن في المقام الأول، وتوضيح أسس وقواعد الدولة الوطنية والاتفاق عليها، هي أهم المخرجات التي ينتظرها المواطن من المشاركين في الحوار الوطن.
كما أن الاهتمام بالمعلم هو أهم عناصر تحقيق فاعلية تطوير التعليم والحفاظ على هيبته وكرامته، وتطوير قانون نقابة المعلمين هو من المطالب الأساسية للمعلمين، لذا يجب سرعة النظر فيه بمجلس النواب، خاصة أننا تقدمنا بمقترح لتعديل قانون النقابة بما يضمن زيادة واستمرارية الخدمات المقدمة للمعلمين، مؤكدا أن قضية تطوير التعليم وتحسين جودة العملية التعليمية ككل هي الأساس، والتي تشمل الطالب والمعلم وولى الأمر والمدرسة والإدارة التعليمية.
الاهتمام بقضية الأمية
وتعتبر قضية الأمية من القضايا المهمة في الحوار الوطني، ففي مصر وصلت الأمية إلى 17 مليون شخص طبقا لآخر إحصائية من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وهو رقم مفزع في بلد لديه حضارة 7 آلاف سنة، ويجب أن نعلم أن التسرب من التعليم أكبر روافد هذه المشكلة، ومازال انجاز هذا الملف يحتاج كثيرا من الجهد ونريد أن نرى دورا أكبر للأحزاب والجامعات في هذا الشأن.
الاهتمام برؤية الشباب في الحوار الوطني
فيما أكدت النائبة راجية الفقي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشيوخ، أن الحوار الوطني فرصة جديدة للشباب لرؤية اهتمام الدولة بمقترحاتهم وأطروحاتهم والموضوعات التي يهتموا بها، حتى يكون هناك مشهد حقيقي وتجسيد للاستماع للرأي والرأي الآخر.
وتوضح أن الحوار الوطني يعد أحد الآليات الجادة جدًا للاستماع لجميع الآراء، لكونه طاولة واحدة تضم جميع فئات المجتمع المصري، والموضوعات الأساسية في الحوار الوطني هي الموضوعات المتعلقة بالشأن الاقتصادي والغلاء والتضخم والأمن الغذائي والدين العام وعجز الموازنة، إلى جانب موضوعات خاصة بالصحة والتعليم باعتبارها موضوعات ذات أولوية.
خطة تطوير التعليم
كما أشارت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشيوخ، أن ملف التعليم ينقسم لـ 3 أشياء أساسية وهي المعلم والطالب والمنهج الدراسي، موضحة أن هناك خطة نسير فيها لتطوير المناهج، وبعض الملفات التي تم عرضها للحوار الوطني تتمثل في رفع كفاءة المعلم، وسد العجز في عدد المعلمين، وتأهيل المعلم لمواكبة المناهج التي يتم تطويرها، وتقديم عائد مادي جيد للمعلمين.