Close ad

في المنتدى الدولي بالشارقة.. مناقشات ساخنة حول قضية الدراما العربية وسبل إعادتها لتشكيل الوعي

28-9-2022 | 19:17
في المنتدى الدولي بالشارقة مناقشات ساخنة حول قضية الدراما العربية وسبل إعادتها لتشكيل الوعيمناقشات ساخنة حول قضية الدراما العربية وسبل إعادتها لتشكيل الوعي
الشارقة : على محمود

من بين الجلسات المهمة التي شهدها اليوم الأول للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي المنعقد بالشارقة تحت عنوان «تحديات وحلول» جلسة ناقشت قضية الدراما العربية وعلاقتها بالوعي الجماهيري عبر أعمال جادة ترتقي بالذوق العام وتستنهض القيم النبيلة في نفوس المواطنين. 

موضوعات مقترحة

ورغم أن الجلسة شهدت تباينات في الرؤى والمعالجات الدرامية خصوصًا ما يتعلق بقضية التسلية كهدف أم التشويق إلا أن المشاركين  في الجلسة اتفقوا في ختامها على مجموعة من الأفكار والمبادئ التي يجب التأكيد عليها ومراعاتها.

وأجمعواعلى أهمية الارتقاء بالإنتاج الدرامي العربي ليسهم بدوره في بناء الوعي وحماية الهوية، وتعزيز قيم المجتمعات واستعادة الصفحات المضيئة من التاريخ العربي في السرد المرئي على مستوى التلفزيون والسينما.

وشارك فى الجلسة التي حملت عنوان "الدراما ما بين البناء الفكري واللغوي" كل من سعادة محمد خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والفنان المصري الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، والفنانة أسمهان توفيق، والمخرج والمؤلف بيتر ميمي.، وأدارتها الإعلامية والكاتبة لانا الجندي.

بدأت الجلسة بعرض مشاهد من فيلم "خورفكان"  المستوحى من كتاب "مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي سبتمبر 1507" لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبدأ سعادة محمد خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون حديثه في الجلسة، متخذًا من فيلم "خورفكان" مثالاً ونموذجاً للدراما التي تجمع بين التشويق ونقل رسالة هادفة للجمهور تكشف لهم صفحات من تاريخ وكفاح أجدادهم.

وتحدث مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون حول دور المؤسسات الإعلامية الرسمية التي أسهمت في بلورة ملامح الدراما العربية وقدمت في العقود السابقة أفضل الأعمال الاجتماعية والمسلسلات التاريخية التي شكّلت وعي الجمهور وظل يحتفظ في ذاكرته بتلك الأعمال الجميلة حتى اليوم، واعتبر ذلك دلالة على أن الإنتاج التلفزيوني الرسمي نجح وسينجح في إنتاج دراما تجمع بين التشويق والقيمة الفكرية والفنية.

وأكد سعادة محمد خلف على الحاجة إلى العودة لإنتاج مسلسلات تتناول الفترات التاريخية المضيئة والملهمة لتتعرف الأجيال الجديدة من خلالها على ما يعزز وعيها ويحمي هويتها ويجعلها تفخر بثقافتها المحلية، مشيرًا إلى أن الترفيه ليس غاية الدراما وأن التشويق في الأحداث يدفع الجمهور إلى متابعة الأعمال الدرامية. كما تم الحديث عن مسلسل الاختيار كأحد الأعمال الدرامية الهادفة التي نجحت في كشف حقائق مهمة خلال حقبة معتمة في مصر .


وأوضح الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية في مصر أن للدراما دورا كبيرا في تشكيل وجدان الشعوب، وأن أعمالاً درامية وسينمائية في مصر كانت سببًا في تعديل بعض القوانين من خلال ما تناولته من قضايا استطاعت أن تنقل عبرها نبض المجتمع. مشيرًا في السياق لمسلسل الاختيار الذي حظي باهتمام واسع سواء في مصر أو في الوطن العربي. 

وأضاف: "إن تأثير الدراما على الجمهور يفوق تأثير المقالات المطبوعة ونشرات الأخبار، وتطرق إلى تجربة الدراما المصرية في إنتاج الأعمال التاريخية"، وكشف عن استعدادات جارية في مصر لإنتاج مجموعة من أعمال الدراما التاريخية التي تستعيد من خلالها الدراما المصرية تجربتها في تقديم ما يرتقى بوعي الجمهور وما يضيف إلى المكتبة التلفزيونية العربية المزيد من الأعمال العظيمة.

وبدورها تحدثت الفنانة أسمهان توفيق حول قدرة الدراما العربية على حماية الهوية والقيم من خلال الاحتفاظ بمسافة تحميها من الاستسلام لشروط السوق الاستهلاكية ومن تلبية طلبات المنصات التي لا تهتم بمراعاة ثقافة المجتمعات العربية.

وأشارت إلى أن وجود أعمال درامية دخيلة تستقطب المشاهدين العرب تتطلب من جهات الإنتاج الدرامي العربي العمل على إنتاج أعمال ومسلسلات تحمي مضامينها هوية الشباب وترتقي بالذائقة العربية، مع أهمية التفكير في مخاطبة واستقطاب المشاهدين من الثقافات الأخرى بأعمال ترتكز على الثقافة العربية المحلية وتوظيف التقنيات الحديثة في الإنتاج لجذب المتلقي.

أما المخرج المصري بيتر ميمي فانطلق في حديثه من حقيقة أن صناعة الدراما والسينما عندما بدأت اعتمدت على عنصر الترفيه في المقام الأول لإمتاع الجمهور، وتحدث عن تجربته في إخراج مسلسل الاختيار الذي حظي بمشاهدات عالية على المستوى العربي.

وقال:"لا بد من وجود الجانب الترفيهي في العمل الدرامي، وإذا أردنا مخاطبة جمهورنا أو الجمهور في الثقافات الأخرى لابد من وضع اعتبار للمعايير الفنية والتقنية التي باتت تعتمدها المنصات العالمية "، لافتاً إلى أن المنتج العربي أصبح مطالبًا بتلبيتها بعد أن انفتح الجمهور المحلي واعتاد على مشاهدة مسلسلات وأفلام تستخدم تقنيات إنتاج وتصوير احترافية لا يقبل الجمهور في كل مكان بأقل من مستواها.
أجمع المشاركون في جلسة ضمن فعاليات اليوم الأول من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2022 على أهمية الارتقاء بالإنتاج الدرامي العربي ليسهم بدوره في بناء الوعي وحماية الهوية، وتعزيز قيم المجتمعات واستعادة الصفحات المضيئة من التاريخ العربي في السرد المرئي على مستوى التلفزيون والسينما.

جاء ذلك خلال جلسة حملت عنوان "الدراما ما بين البناء الفكري واللغوي" أقيمت في الدورة الـ11 التي حملت شعار "تحديات وحلول"، وشارك فيها كل من سعادة محمد خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والفنان المصري الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، والفنانة أسمهان توفيق، والمخرج والمؤلف بيتر ميمي.، وأدارتها الإعلامية والكاتبة لانا الجندي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة