حمل القدر مصر المسئولية الكبرى عن عالمها في اللحظات الصعبة والدقيقة؛ لأنها تدرك أبعاد المعضلة التي تكتنف الكرة الأرضية، والتي تعرف بتغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض.
كوب27 فى نوفمبر بشرم الشيخ 2022، علامة فارقة فى تاريخ الإنسانية، الكل أصبح مدركًا لخطورة الموقف، وضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف تدهور الأوضاع والتكيف مع ما وقع بالفعل من ضرر، ذلك هو الخلاف الذي تديره مصر الآن بمسئولية فائقة، لاسيما عند النظر في مسئوليات كل طرف، فلا خلاف على أن الدول الصناعية المتقدمة، هي التي أفضت بنا إلى الوضع القائم، إذ إنها بنت ثرواتها ورخاءها وتنميتها على حساب صحة كوكب الأرض منذ الثورة الصناعية حتى الآن، في حين لم تسهم الدول النامية في ذلك بأي قدر، حيث لم تبدأ أي من تلك الدول في النمو، ومن ثم فإن الانبعاثات الضارة هي من صناعة الدول الكبرى، وعلى الرغم من ذلك تسعى للتنصل من التزاماتها.
والدور التاريخي الذي سوف تلعبه مصر، وهي محامي العالم الثالث وإفريقيا والشرق الأوسط، هو لصالح تلك الدول، كيف تحصل على حقوقها؟ كيف تحمي الكوكب وتقلل الانبعاثات؟ واتخاذ مزيد من الإجراءات لوقف الاحتباس الحراري، مع توفير الحد الأدنى الممكن من وسائل الدعم المالي والتكنولوجي، وبناء قدرات تُدخل مصر هذا المعترك الدبلوماسي السياسي العالمي وهي مسلحة، فهي من أوائل الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (9 يونيو 1992)، وصدقت عليها 5 ديسمبر 1994، ووقعت على اتفاقية كيوتو 1999، واتفاقية باريس 22 إبريل 2016، وتقوم بالوفاء بالتزاماتها؛ لذلك فإنها سوف تحصل على أكبر قدر لتمويل القارة الإفريقية، وتحقيق التوازن المخصص لبرامج التكيف وتدابير الاستجابة، بما يتفق مع ظروفها وأولوياتها الوطنية، مع التأكيد على حق الأفارقة والعرب والعالم الثالث في التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر وتحقيق التوازن بين التمويل والتدابير المطلوبة بكل برنامج، ولا تكون على حساب الدول النامية، وألا تكون حقوق الملكية الفكرية عائقًا أمام نقل التكنولوجيا.
مصر «محامي العالم الثالث»، جاء دورها لتكون في المقدمة، ويكون صوتها مبعث تقدير واحترام من كل العالم الكبير المتقدم والنامي، لتحقيق الاستقرار والنمو لكل الدول، وحماية الكوكب الأزرق من الغرق.
تحية تقدير للرئاسة المصرية ولقائدها عبدالفتاح السيسي، وللدبلوماسية المصرية، التى جاءت رئاستها للعالم في لحظة دقيقة حساسة، لكنها جاءت مع القدر.