ضرورة تنشيط مناعة الأسماك قبل موسم الصيف للحفاظ عليها ووقايتها من البكتيريا
موضوعات مقترحة
ضبط جودة المياه وتجنب التغذية مع ارتفاع درجة الحرارة من أسباب الوقاية
تجنب تعرض الأسماك لعوامل الإجهاد التى تؤثر على مناعتها خاصة فى فصل الصيف
تعتبر الثروة السمكية من أهم القطاعات التى تعتمد عليها الدولة فى توفير البروتين الحيوانى، باعتبارها عنصرا رئيسياً فى استيراتيجية الأمن الغذائى، حيث تساهم الأسماك بتوفير نسبة كبيرة من البروتين الحيوانى، والتى تعد الأقل سعراً مقارنة باللحوم الحمراء، والأعلى فى القيمة الغذائية، إذ تحتوى لحوم الأسماك على نسبة عالية من البروتين تقدر بنحو 18.5% مقارنة باللحوم الأخرى، كما أنها تحتوى على الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية الضرورية لجسم الإنسان، ولكن قد تتعرض الأسماك كغيرها من الكائنات الحية للعديد من الأمراض، والتى تؤثر على حجم الإنتاج وجودته، ونحن فى هذا الموضوع بصدد إلقاء الضوء على أحد الأمراض التى تصيب الأسماك وهو "كوليرا الأسماك".. والذى يعد من أخطر الأمراض التى تصيب الأسماك فى مصر ودول العالم، حيث يتسبب فى نسب نفوق عالية قد تؤدى لتدمير مزارع بأكملها، والتعرف على أسباب الإصابة به وأعراضه وطرق الوقاية منه والعلاج..
ضغوط خارجية
كشف الدكتور محمد أبو العطا أستاذ ورئيس قسم صحة الأسماك ورعايتها بالمعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية، أن السبب فى إصابة الأسماك بالأمراض عموماً هو تعرضها لضغوط خارجية، والتى تؤثر على حالتها الطبيعية والحيوية، وبالتالى على مناعتها، وكذلك جودة المياه التى تتربى فيها من حيث: نسبة الأكسجين المذاب، وكمية المواد العضوية، ونسبة الحموضة ودرجة الحرارة، حيث تظهر المشاكل المرضية للأسماك دائماً مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، والتى تؤدى إلى إقلاع الأسماك عن التغذية وزيادة المواد العضوية الموجودة فى المياه، إذ تقل نسبة الأكسجين الذائب فى المياه مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث إن هناك علاقة عكسية بين ارتفاع درجة الحرارة ومعدل التغذية ونسبة الأكسجين الذائب فى المياه.
وأشار بالنسبة لمرض "كوليرا الأسماك" والذى يسمى بـ "الفيبريوزيس" أو "الميكروب الواوى" فهو يصيب الأسماك التى تتم تربيتها فى المياه العذبة أو المياه المالحة أو فى المياه الشاروب (خليط من المياه العذبة والمياه المالحة)، وهو أحد الميكروبات سالبة الجرام التى لها معدل انتشار فى جميع البيئات التى تربى بها الأسماك، وخاصة ميكروب "فيبريوالجينونيتقا" الذى يصيب أسماك البلطى والدنيس والقاروص و البورى والدوبارة فى المياه المالحة، ويؤدى إلى معدل نفوق يصل فى أسماك الدنيس والقاروص إلى 70%، ويتعايش هذا الميكروب مثل كل الميكروبات الموجودة بالمياه مع الأسماك بصفة تكافلية أو انتهازية، ولكن حال انخفاض مناعة الأسماك أو تأثرها بعوامل إجهادية من تغذية أو درجة الحراة أو جودة مياه، فإنه سرعان ما يبدأ الميكروب بمهاجمة السمكة محدثاً المرض بها، والذى يسبب التسمم الدموى.
أهم الأعراض
وأوضح أن من أهم أعراض الإصابة بمرض "الكوليرا" أو التسمم الدموى الظاهرية هى إقلاع الأسماك عن التغذية، وتجمعها بالقرب من سطح المياه وفتحات الرى، باحثة عن كمية أكبر من الأكسجين، حيث يؤثر المرض على الخياشيم التى تؤدى لتبادل الغازات، مع وجود بقع نزيفية تظهر على جميع أجزاء الجسم من الخارج، وتآكل أعضاء الحركة (الزعانف)، واستسقا بالبطن، وجحوظ بالعينين والذى قد يؤثر على الرؤية، والهزال والأنيميا مما يؤدى فى النهاية إلى النفوق، وقد يحدث تساقط القشور من على جسم السمكة وتقرحات جلدية، مايؤدى إلى تعرضها للهجوم من ميكروبات أخرى أو فطريات أو طفيليات .
أما الأعراض الداخلية: والتى تظهر عند تشريح السمكة من الداخل، فهى وجود تجمع دموى وسوائل صفراء، وتبدو كل أعضاء جسم السمكة من الداخل، وكأنها مطبوخة نتيجة لإفراز الميكروب السموم داخل جسم السمكة، ومن ثم يحدث هذا التأثير، كما يوجد تضخم وتدمير فى الكبد والكلى والطحال، وامتلاء الحوصلة المرارية بالسوائل وانطباعها على جسم الكبد من الداخل.
تشخيص المرض
وقال عند ظهور شكوى بإحدى المزارع السمكية من وجود نسبة نفوق، أو ظهور نقاط حمراء، أو نزيف دموى على الأسماك، يتجه المختص بأخذ عينة من المياه وتحليلها لقياس عوامل جودة المياه: من درجة ملوحة، ونسبة مواد عضوية، والأكسجين الذائب بها، ثم يتم أخذ عينة من السمكة وزرعها فى بيئة مخصصة لميكروب الكوليرا، وعند تشخيص الميكروب يجرى له اختبار حساسية، لتحديد أفضل مضاد حيوى والجرعة المناسبة منه للقضاء عليه.
وأضاف: لكى يتم علاج الكوليرا يجب فى البداية إيقاف التغذية فى فترة الإصابات لمدة 3 – 4 أيام، ثم التغذية بمعدل 10% من نظام التغذية الأساسى، ثم إذابة المضاد الحيوى جيداً ونثره على العلف وتغطيته بالزيت لكى لا يذوب سريعاً بالماء، واستخدامه لمدة من 4 – 11 يوماً على حسب استجابة الأسماك للعلاج.
البادئات البكتيرية
ونصح بوقاية الأسماك من خلال تجنب تعرضها لعوامل الإجهاد المؤثرة عليها، والتحكم فى المزرعة بالإدارة الناجحة، عن طريق ضبط جودة المياه فى الحوض، وتجنب التغذية مع ارتفاع درجة الحرارة، لأن الأسماك لاتقبل على الطعام أثناء ارتفاع درجات الحرارة، حيث تقل نسبة الأكجسين الذائب فى المياه، وتزداد نسبة المواد العضوية داخل الأحواض، مما ينتج عنه زيادة نسبة الأمونيا التى تؤثر على مناعة الأسماك، ويحدث لها الإجهاد، واستخدم البادئات البكتيرية مثل البروبايوتك والبريبايوتك، أو المنشطات والأنزيمات والمواد العضوية والأحماض العضوية، لتنشيط مناعة الأسماك قبل موسم الصيف، للحفاظ عليها ووقايتها من البكتيريا، لأن الوقاية فى الأسماك هى العلاج .
احتياطات
ومن ناحية أخرى أوضحت الدكتورة أميرة الحنفى المدير السابق للمعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية بالعباسة، أنه يجب مراعاة أخذ احتياطات معينة عند تناول الأسماك التى قد تصاب بأمراض طفيلية، ومنها عدم أكل رأس السمكة أو بطنها، حيث تتركز فيها الكائنات الحية والميكروبات، كما يجب الطهى الجيد للأسماك لقتل أى طفيل أو بكتيريا موجودة بها.
السمكة الأولى
وقالت أن أسماك البلطى تعد الأولى لدى المواطن المصرى، وتحظى بشعبية كبيرة، لذا يجب أن ندافع عنها لأنها تعتبر قضية أمن قومى، ومصر تعتبر الأولى فى إنتاج البلطى بإفريقيا، ولا يجب التعميم بوجود أمراض أو طفيليات تصيب الأسماك، وإنما يتحتم علينا الانتباه وحل أى مشكلة طارئة للحفاظ على هذه الثروة، خاصة مع الاهتمام الكبير من الدولة بالأمن الغذائى والثروة السمكية، حيث يوجد لدى مصر الكثير من العلماء والخبراء فى هذا المجال، والتى يمكن الاعتماد عليهم.
وأشارت إلى أن طبيعة المياه التى تعيش فيها الأسماك مثل أى بيئة، توجد بها كائنات حية دقيقة، ولكن تختلف البيئة باختلاف نسبة التلوث الموجودة بها، وإن تواجد طفيل أياً كان نوعه فى سمكة لايعنى أن نحكم على أسماك بلطى النيل كلها بأنها مصابة، والتى تعتبر من أفضل سلالة بلطى، لافتة: وبالطبع لايمكن معرفة نوع الطفيل إلا بالفحص وهذا له متخصصون فى طفيليات الأسماك، ولكن يجب مراعاة الاحتياطات التى ذكرتها سابقاً، والتى يجب أن تؤخذ فى الاعتبار عند الاستهلاك، ونستمتع بالأسماك التى بها أفضل و أرخص نوع بروتين حيوانى، حيث يحتوى على معظم الأحماض الأمينية الأساسية والأوميجا 3 المفيدة لصحة القلب والشرايين، علاوة على أنه سهل الهضم ولايحتوى على الكولسترول، لذلك فالسمك يمثل قيمة غذائية عالية، ويجب أن نتناوله على الأقل مرتين أسبوعياً وخصوصاً الحوامل والأطفال.