على الرغم من أن مصر هي واحدة من أقل المساهمين في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، حيث تبلغ نسبتها 0.6 ٪ فقط ، فإنها تعتبر واحدة من الدول الإفريقية التي تتأثر بشكل كبير بتغير المناخ، ويتفاقم تعرض مصر لتغير المناخ بسبب الاعتماد الكبير على القطاعات الحساسة للمناخ، وهي قطاعات الموارد المائية، والموارد الزراعية، والأمن الغذائي، والموارد الساحلية، وكلها معرضة للتأثر الشديد بما لها من آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة.
موضوعات مقترحة
وقد بدأ تغير المناخ في إحداث تأثير عميق على وعي البشرية، مع ذوبان القمم الجليدية القطبية، وارتفاع مستويات البحار، وتزايد ضراوة الظواهر الجوية الجامحة، ولا يوجد بلد في العالم في مأمن من آثار تغير المناخ حيث تضاعف معدل حدوث الكوارث البيئية بـ 3 مرات ومعاناة الأجيال القادمة أكثر.
"بوابة الأهرام" تستعرض استعدادات الدولة المصرية لمؤتمر المناخ cop27
يقول الدكتور محمد عبد ربه مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي، إن التغيرات المناخية أصبحت أمرًا واقعًا ويتضح ذلك من هذا الكم الكبير من الحرائق والفيضانات والسيول والجفاف الذى أصاب مناطق متفرقة من العالم، حيث أدت هذه التغيرات إلى زيادة حدة الجفاف وتدهور التربة وزيادة مساحات التصحر وقلة الأمطار، بالإضافة إلى زيادة حدة التأثير على المناطق الهامشية، كل هذا أدى إلى تغير كبير في نظم الزراعة والغذاء.
المجلس الوطني للتغيرات المناخية
ويضيف عبد ربه، أن الحكومة المصرية قامت بإنشاء "المجلس الوطني للتغيرات المناخية" برئاسة رئيس الوزراء، وعضوية الوزراء والجهات المعنية لتحديد المهام والاختصاصات بشأن التعامل مع التغيرات المناخية، مستكملا أن الدولة المصرية قامت بإطلاق الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخي2050ة ، كما تنفذ مشروعات عملاقة في عملية التكيف أو في تخفيف حدة التغيرات المناخية، وتم أيضا إصدار أول سندات خضراء في منطقة الشرق الأوسط، ووضع سياسات مهمة للغاية لتشجيع القطاع الخاص للدخول بقوة في هذا النوع من الاستثمار مثل تحديد تعريفة الكهرباء وتعريفة تحويل المخلفات إلى طاقة.
التغيرات المناخية COP 27
وفي سياق متصل، قال الدكتور أحمد القناوي الخبير في الأنظمة البيئية والحيوية بمركز البحوث الزراعية، إن استضافة مصـر لمؤتمــر التغيرات المناخية (COP27) تنشــأ فرصــة غيــر مســبوقة للــدول الأعضــاء لكــي تتوســع فــي جهودهــا الراميــة إلــى تنفيــذ الإجراءات المتعلقــة بالمنــاخ والحلـول التـي تتنـاول نـدرة الميـاه والطاقـة والنظـم الغذائيـة وينبغــي أن تشــتمل كذلـك علـى حلـول زراعيـة ذكيـة مناخية تعمـل علـى بنـاء الصمـود وتسـاعد القطاعــات الزراعيــة والغذائيــة علــى التكيــف، مستكملا أن يتم تحســين البيئــة التمكينيــة لتنفيــذ الإجراءات الخاصـة بالمنـاخ، وضمـان توفيـر المـوارد الكافيـة للمزارعيـن لكـي يتخـذوا إجـراءات فـي الوقـت المناســب بشــأن الأولويــات المتوســطة إلــى الطويلــة الأجــل.
مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة
وأكد الدكتور أحمد القناوي، علي ضرورة التأكيد على البلدان الأطراف من الدول الصناعية الكبرى الوفاء بالتزاماتها بما يتناسب مع مبادئ مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو واتفاقية باريس وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ برامج العمل الوطنية وحسن استغلال الموارد المالية المتاحة.
الأطر التنفيذية لمواجهة التغيرات المناخية
ويضيف الخبير في الأنظمة البيئية والحيوية، أن مؤتمر COP27 يأتي لكي نضع أمام العالم كله الأطر التنفيذية لمواجهة قضية التغيرات المناخية، باعتبارها قضية تهم البشرية، حيث سيتم التحرك من خلال عدة محاور أبرزه خفض الإنبعاثات والتكيف مع تغير المناخ بالإضافة إلى السعي لوجود آلية للتمويل مع وضع آلية للتقييم والمتابعة، للتأكد من أن ما يتم الاتفاق عليه يتم تنفيذه والتركيز على مصالح الدول النامية المتأثرة بالتغيرات المناخية.
واستكمل الدكتور أحمد القناوي، أنه بالإضافة إلى هذا يتم تطوير مراكز الأبحاث والتوسع في الابتكارات الزراعية في مجال المناخ. وزيادة الاهتمام بالتوسع في المشروعات الخضراء.
الدكتور محمد عبد ربه