طريقة التعامل مع أولادنا تحدد تشكيل شخصيتهم، وكثيرا ما نتعامل معهم بطريقة خاطئة ندركها بعد أن يمر الموقف، ولكن مع التعرف إلى التعامل الصحيح بكل موقف فإننا نؤسس علاقة بيننا وبين أبنائنا قائمة على الثقة والحب، وتجعل تجاوز المشكلات أسهل، وفي هذا الإطار يقدم المجلس القومي للطفولة والأمومة حملة «صاحبوهم تكسبوهم»، وهي تتضمن رسائل توعوية لكيفية التعامل مع أولادنا بعديد من المواقف التي نتعرض لها يوميا.
موضوعات مقترحة
من أهم رسائل الحملة هو الاعتراف في البداية وإدراكنا أننا نتعامل بطريقة خطأ «لو حطينا نفسنا مكان أولادنا المراهقين سنرى تصرفاتنا بشكل مختلف جدا، ليس عيبا أن نعترف بأن طريقة معاملتنا لأولادنا كانت مش صح ووصلتهم إنهم ميحبوناش أو يبعدوا عنا.. أي وقت تقرر فيه تبدأ بداية جديدة مع أولادك حتى وهم في سن المراهقة سيفرق جدا في نفسيتهم وشخصيتهم».
داليا علي ربة منزل وأم لطفلين تقول: «ابني الكبير بعد وصوله إلى سن المراهقة بدأت الخلافات بيني وبينه، واختلفت شخصيته، وكنت في البداية دائما أعنفه، ولكن هذه الطريقة جعلت الفجوة بيني وبينه تزيد، وهذا جعلني أغير طريقة التعامل معه، وأبحث في دائرة أصدقائه، وبدأت أستخدم لغة الحوار والمناقشة، وهذا فرق كثيرا في العلاقة معه، وهذا ما يجب أن يقوم به كل أب وأم ليكسبا ثقة أبنائهما».
لا للزعيق
ومن أهم رسائل الحملة التعامل مع البنات المراهقات «لما تقابل بنتك بالزعيق والتهزيق على أي غلط عملته مثلا لو اتأخرت عن ميعادها فهذا ترجمة خطأ للخوف والقلق، لكن لازم تفهم الغلط الذي قامت به لتقوم بتغييره ونساعدها على تغييره بالهداوة».
علاء محمود أب لبنت 16 سنة يقول: «علاقتي مع ابنتي مثل الأصدقاء، وتعتبرني صديقا وليس أبا، وهذا يجعلها دائما تخاف على زعلي، وهذا دور كل أب أن يحافظ على علاقته مع أبنائه؛ لأن الحب هو الذي يجعلهم يفهمون خطأهم ولا يكررونه، لكن الزعيق والانتقاد يخلقان فجوة بينهما، مما يجعلهم يبحثون عن أصدقاء بالخارج، فصداقتنا لأبنائنا هي أكبر حماية لهم».
لا للضرب
برغم أن كثيرين يأخذون موضوع «الضرب بالشبشب» تريقة، فإن التعامل مع الضرب بسخرية يجعلنا نرى حالات مأساوية لأطفال يتأذون ويمكن أن يموتوا من الضرب، لأن هناك أهالي يرون أن هذه الطريقة السليمة في التربية.
السن الخطرة
ومن أهم رسائل الحملة التعريف بـ«السن الخطرة» أو «السن الصعبة»، وهو الوصف الذي نستخدمه للتعبير عن مرحلة المراهقة، في هذه السن الأولاد يكونون محتاجين لنا، لكن بشكل مختلف، نحتويهم ونحبهم ونقدم لهم كل الدعم، ونسمعهم من غير عنف ومن غير ما نخسرهم، العنف والزعيق والضرب ممكن أن تجعلنا نخسر علاقتنا بأولادنا، لكن العلاقة التي أساسها الود والحب والاحترام أقوى وأحسن بكثير.. أولادنا المراهقون شكلهم كبير من برة، لكن من جواهم لسه أطفال محتاجين لينا، محتاجين لكل كلمة حب ودعم وتشجيع، محتاجين أن يكونوا أصحابنا أكثر، وقريبين منا، وبابنا دائما مفتوح لهم.. كل كلمة تشجيع ودعم تفرق مع المراهق حتى لو مش بيعبر عن كدا.. تشجيعهم يطلع أفضل ما عندهم.
المقارنة بين الأخوات
ليه ما تبقيش زي أختك؟ الجملة دي من أبرز الأخطاء الشائعة التي نرتكبها، الأهل فاكرين أنها جملة وعدت لكنها تترك أثرا سيئا، وهذا يؤثر على تصرفاتهن في مواقف أخرى، وتزرع بين الأخوات الكره والغيرة بدلا من الحب والمودة بينهن.
وتروي ياسمين فايد أم لطفلين «دائما كنت أعاني من هذه المشكلة في بيت أهلي ومقارنتي مع أختي الكبيرة، وهذا جعل علاقتي بها ليست بجيدة، وهذا حاولت تجنُّبه تماما في تربية بناتي، ودائما أحاول تقريب وجهات النظر بينهن ليكن صديقات وأشجعهن».
المدرب الناجح
من أهم النقاط التي ركزت عليها الحملة تعامل المدرب مع الأطفال وأهم مواصفات المدرب الناجح، «كتير بنشوف مدربين يزعقوا ويشتموا ويضربوا الأطفال في التمرينات، ودي حاجة المفروض محدش يقبلها على أي طفل، صاحبوهم تكسبوهم».
المدرب الناجح هو الذي يعرف كيف يفرق بين التعامل بعنف أو بحزم مع الأطفال، لأن الزعيق والضرب والإهانة عمرهم ما يعملوا أبطال، لكن الحزم المبني على مبادئ التربية الإيجابية يربي طفلا ناجحا ونفسيته سوية.
وتقول شيماء حامد أم لطفلين: المدرب هو سبب حب أو كره الطفل للرياضة، ابني عندما بدأ يتدرب سباحة كان يحبها من طريقة تعامل المدرب معه، وبعد ذلك انتقل إلى مدرب جديد تعامل بطريقة عنيفة معه وكان بيزعق له، وأنا اضطررت إلى أن أتدخل، بعدها قعد فترة طويلة رافض التمرين، أهم حاجة في اختيار المدرب أن يكون قادرا وفاهما لطريقة التعامل مع الأطفال، لأنهم لو أحبوه يتعلمون بسرعة ويحبون الرياضة.
جمل تجنبوها
هناك جمل يستخدمها الأهل دون إدراك آثارها مثل «هو كدا»، وهي جملة تنهي أي حوار بينا وبين أولادنا المراهقين، وتربي طفلا غير واثق في نفسه وشخصيته ضعيفة.
«أحيانا نكون فاكرين إن أولادنا مش هيفهموا أو يقدروا أسبابنا في رفض طلباتهم، لكن لما نهتم بأن نشرح لهم هيستجيبوا ويتعاونوا معانا أكتر، كمان لما نسمح لهم بالأسئلة وأنهم يقترحون حلولا بديلة، هذا يحسسهم بأننا مش بنفرض قواعد وخلاص، وبتخليهم يشعرون بالمسئولية أكتر تجاه أفعالهم حتى وإحنا مش موجودين».
وفي هذا الإطار أكد الدكتور طارق توفيق - نائب وزير الصحة والسكان لشئون السكان والمشرف على المجلس القومي للطفولة والأمومة - أن المجلس يقدم برنامج دعم حقوق الأطفال وتمكين أسرهم، ويهدف إلى تنشئة الطفل من منظور حقوقي، وتلبية احتياجاته من خلال تدريب الأمهات ورفع وعيهن بقضايا الطفولة والأمومة، وتوفير بيئة مدرسية آمنة للأطفال، وتنمية مهارات المشاركة المجتمعية وتحسين مستوى المعيشة، والحد من زواج الأطفال، والهجرة غير الشرعية، والقضاء على ختان الإناث، والذي يتسق مع أولويات عمل المجلس في رفع وعي المجتمع بحقوق الأطفال والحد من المشكلات التي تواجههم، بهدف ضمان تحقيق المصلحة الفُضلى للطفل في ضوء الاتفاقيات الدولية والاستراتيچية القومية للطفولة والأمومة، وقانون الطفل المصري، وبما يتماشى مع أهداف الإطار الاستراتيچي والخطة الوطنية للطفولة والأمومة 2018 - 2030، وأهداف التنمية المستدامة مصر 2030 ، والتي تولي اهتماما بالغا بحقوق الأمهات والأطفال في الحماية والصحة والتعليم.