Close ad

وزير التربية والتعليم يستجيب لاستغاثات أولياء الأمور والمعلمين

25-9-2022 | 16:08
وزير التربية والتعليم يستجيب لاستغاثات أولياء الأمور والمعلمينأولياء الأمور
أميمة رشوان
نصف الدنيا نقلاً عن

التغييرات التى شهدها نظام التعليم المصرى أثارت الكثير من الجدل خلال السنوات القليلة الماضية، وكانت أكثر السنوات تأثرا بهذا التغيير المرحلة الثانوية التى تم تطبيق نظام الثانوية العامة الحديثة عليها، ويليها الصف الرابع الابتدائى الذى تم تغيير مناهجه وتطبيق منهج جديد ومتطور، وقد أثار هذا المنهج موجة سخط عارمة، ولاقى هجوما ضاريا من قبل أولياء الأمور؛ نظرا لصعوبته، ويبدو أن أصوات أولياء الأمور والطلبة وجدت من يسمعها ويستجيب لمطالبهم، فكان أول قرار اتخذه وزير التربية والتعليم الجديد الدكتور رضا حجازى هو تعديل  مناهج الصفين الرابع والخامس للعام الدراسى المقبل، وأعلنت الوزارة أن هذا القرار جاء بعد الاستماع لآراء المعلمين ولجنة التعليم بمجلسى النواب والشيوخ. 

موضوعات مقترحة

في عملية تقييم أجراها المجلس القومى للامتحانات على عينة عشوائية من طلاب الابتدائى لقياس مستواهم في مادتي اللغة العربية والرياضيات وكانت النتائج معبرة عن تدني مستويات أغلب الطلاب.. وقد كانت ردود فعل أولياء الأمور متفاوتة حول قرار وزارة التربية والتعليم، فمنهم من رحب به ومنهم من أكد أن التعديل غير مهم، وأن المناهج ما زالت ثقيلة على التلاميذ حيث يقول مجدى محسن مهندس:  الدروس المحذوفة كانت موجودة في بنك المعرفة من فترة، وهى عبارة عن دروس قليلة  أو مترتب عليها ما بعدها، وتمت إعادة الدروس التى حذفت من سنة رابعة السنة الماضية، يعني تقريبا الكم نفسه، أما بالنسبة للعلوم  فألغيت النشاطات التى لا تذاكر أصلا، وأعيد الجزء الذى حذفوه السنة الماضية من سنة رابعة يعني المناهج كما هي بل زادت.
وتقول دعاء سمير «ربة منزل»: أرحب بهذا القرار الذى تأخر كثيرا، وأرجو أن يصل صوتنا إلى الوزارة، فلابد من تعديل منهج اللغة الإنجليزية للصف الرابع، حيث يوجد كم  كبير وحشو، وأيضا  كلماته كثيرة على التلاميذ.


ومن جانبها تقول د. بثينة عبدالرؤوف الخبيرة التربوية: ما تم هو تعديل لمناهج الصفين الرابع والخامس الابتدائِييْن، وهو يختلف عن التغيير لأن هذه المناهج تكلفت أموالا طائلة لوضعها، وتمت بواسطة لجان ليست مصرية، وهو منهج متكامل من بداية الصف الأول حتى الصف السادس الابتدائى، وهو متسلسل ولكن الفكرة أن هذا المنهج متطور بالفعل، ولا ننكر ذلك ولأن السيد الوزير السابق لم تكن يداه فى العملية التعليمية فلم يكن يدرك معنى الفترة الزمنية للمنهج ومدى تلاؤم المادة العلمية مع الفترة الزمنية والمعلمين وبقية عناصر العملية التعليمية، فهى مجموعة ضوابط لابد من وضعها عند تغيير المنهج، ولكن الذى حدث أنهم غيروا المناهج وأتوا بمناهج جديدة من دون النظر إلى الناحية التنفيذية والواقع العملى الموجود، فعندما بدأ تطبيق هذا المنهج الجديد وهو منهج جيد، لكن كانت هناك فجوة ما بين الواقع وأداة التنفيذ، وهم المعلمون الذين لم يتم تدريبهم ولم يعرفوا طبيعة المنهج الجديد؛ لأنهم ظلوا لعقود يعتمدون على المنهج التقليدى، ولم يعدوا الإعداد الجيد، بالإضافة إلى عدم وجود كفاءات، لأن المنهج المطور به دروس تعتمد على إجادة اللغة الإنجليزية وأن يكون المعلم ملما بالمصطلحات ومفردات المادة العلمية باللغة الإنجليزية، وهذا للأسف غير متوافر؛ لأن هذا المعلم مدرس ابتدائى وغير معتاد على هذه المعلومات المتطورة، فكان هناك استعجال فى تطبيق هذا المنهج، وليس هناك أى استعداد تم بالنسبة للمعلم أو الطلاب والأهالى، 


وتضيف الدكتورة بثينة عبد الرؤوف أيضًا: كان هناك عجز كبير فى أعداد المدرسين، كل ذلك أدى إلى حالات الشكوى العامة التى رأيناها من قبل الطلاب وأولياء الأمور، ولكن لأن الوزير الجديد تخصصه مناهج كان يعلم أين المشكلة فأول قرار اتخذه هو إعادة توزيع المنهج، مثلا إذا كان الطالب يدرس عشر وحدات فى التيرم الأول ستصبح ثماني وترحل الوحدات للسنوات المقبلة وهكذا فلن يتم حذف شيء لأن المنهج مترتب على بعضه، فإذا ما تم حذف وحدة ما لن يستطيع التلميذ فهم الوحدة التى تليها، فالوحدات التى تكون المنهج سوف تدرس كاملة، ولكن على مدار السنوات الدراسية الأخرى وهذا شيء جيد.


أيضا بدأت خطوات لتعيين معلمين لسد العجز الموجود، وسوف يتم تدريبهم على هذه المناهج المتطورة، وسوف يخفف العبء عن كاهل التلاميذ وأولياء الأمور، وأتمنى ألا يستجيب الوزير للأصوات التى تنادى بحذف وحدات من المنهج، فأنا ضد ذلك فمثلا وجدت على السوشيال ميديا من يقول: إنه سيتم حذف وحدة «التكيف» وهى وحدة مهمة لابد أن يتعلمها الطفل؛ لأن بها مفاهيم من المهم أن يفهمها الطفل، صحيح أنها صعبة ولكن ستترتب عليها أشياء فى منهج الصف الخامس، فلا نستطيع الحذف ولكن الحل بدلا من تدريس وحدة التكيف فى أسبوع تدرس فى شهر، وتبسط للطلاب بإضافة أنشطة يمارسها الطلاب مع المعلمين؛ لكى يستوعبوا المفاهيم وعناصر الدروس.


وتضيف د. ريهام أحمد عبدالرحمن استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري جامعة القاهرة: قرار تخفيف المناهج الدراسية للصفين الرابع والخامس الابتدائيين بالطبع قرار صائب، وبخاصة أنه سيعالج الكثير من المشكلات الدراسية التي يواجهها الطلاب وأولياء الأمور، ومن بين هذه الأمور طول المناهج الدراسية التي لا تتناسب مع الفترة الزمنية للفصل الدراسي؛ مما يؤدي إلى حشو هذه المناهج في عقل التلاميذ، وبالتالي عدم الاستفادة من هذه المعلومات والأنشطة. أيضا هذه الخطوة من شأنها التقليل من المفاهيم التي تفوق قدرات الطلاب المعرفية والعقلية، بحيث يتم التركيز على المفاهيم الرئيسية والأنشطة التعليمية التي تنمي إدارك الطالب. 


والتخفيف من الضغوط التي يواجهها أولياء الأمور، وبخاصة مع صعوبة المنهج المقدم للأطفال، والذي كان يمثل عقبة في طريق رغبة الطالب في التعلم وحبه للدراسة.

ولابد من استبعاد الأجزاء الصعبة من المنهج، وبالتالي إعطاء الفرصة للمعلمين أن يكونوا أكثر كفاءة في شرح مناهج ومواد علمية تتناسب وقدرات التلميذ العقلية.

أيضا تطوير المناهج يساعد على تحقيق نواتج تعلم أفضل لدى الطلاب، وبخاصة مع ارتفاع درجة الثقة في النفس، وقدرة الطالب على فهم المعلومات بطريقة مبسطة بعيدة كل البعد عن الحشو والتلقين.


وتضيف إذا ما تم تعديل المناهج سوف يكون له مردود نفسى جيد على كل الأسرة،  فصعوبة المناهج المقررة على الصفين الرابع والخامس الابتدائِييْن، جعلت الطفل ينفر من المذاكرة؛ لكونه كان يشعر بعدم مناسبة هذه المناهج لقدراته، بالإضافة إلى استهلاك كل وقته ومجهوده في المذاكرة وحل الواجبات المدرسية، وبالتالي افتقاد متعة التعلم.

وأرى أن تخفيف المناهج فرصة حقيقية لاستفادة الطالب من تنمية مهارته المهنية، وإعطائه الفرصة للبحث عن المعلومة ومناقشتها من خلال ما تتضمنه هذه المناهج من مهارات فردية وجماعية تساعد على خلق جيل من المبدعين والمفكرين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: