Close ad

"قضايا معاصرة على مائدة الاجتهاد" محور نقاش الجلسة الرابعة من مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

24-9-2022 | 23:24
 قضايا معاصرة على مائدة الاجتهاد  محور نقاش الجلسة الرابعة من مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلاميةمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين
أ ش أ

سلط المشاركون في الجلسة العلمية الرابعة من مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الـ33 بعنوان "الاجتهاد ضرورة العصر"، الضوء على القضايا المعاصرة التي فرضت نفسها على واقع الاجتهاد، وضرورة رجوع المسلم إلى أهل الاختصاص ليبينوا له صحيح الدين الذي يتسق مع مستجدات العصر وتغير الزمان والمكان.

موضوعات مقترحة

كما شددوا على ضرورة السبق والمسارعة إلى إعداد المجتهدين والفقهاء بصورة تليق بتاريخ الحضارة الإسلامية في ريادتها وقيادتها، فضلا عن حاجتنا للاجتهاد الذي يقوم على النظر في المآلات والمقاصد.

وانطلقت فعاليات الجلسة العلمية الرابعة تحت عنوان (قضايا معاصرة على مائدة الاجتماع) برئاسة الدكتور سالم بن هلال الخروصي مستشار الوعظ والإرشاد في سلطنة عمان، وتحدث فيها الدكتور الأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي وكيل كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة بجامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور محسن محمد أحمد علي من كلية دار العلوم بجامعة الفيوم، والدكتور خالد رزق السيد تقي الدين رئيس المجلس الأعلى للأئمة للشئون الإسلامية في البرازيل، والأستاذ الدكتور أحمد جمعة المهدي أستاذ مساعد طب وجراحة العيون بكلية طب جامعة الأزهر، ووفاء عبد السلام الواعظة بوزارة الأوقاف المصرية.

وفي بداية الجلسة، أشاد مستشار الوعظ والإرشاد في سلطنة عمان الدكتور سالم بن هلال الخروصي، بأكاديمية الأوقاف الدولية التي أدت إلى تنامي مستوى الأئمة والواعظات وكذلك شهدت علاقات متنامية مع الوزارات المعنية في العالمين العربي والإسلامي وعلى مستوى البحث العلمي.

وفي كلمته، حذر وكيل كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة بجامعة الأزهر الأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، من أولئك الذين يقبعون خلف الشبكة العنكبوتية يبثون سمومهم ويطمسون بفتياهم نور الهدى، مشيرًا إلى أن المنصات الرقمية للفتيا تعاني من الفوضى خاصة تلك الفتاوى التي ترتبط بالعقيدة وغير ذلك من الفتاوى التي تمس حياة الإنسان الشخصية والاجتماعية.

وأكد أن المسلم يجب أن يرجع إلى أهل الاختصاص في الفتوى ليبينوا له صحيح الدين الذي يتسق مع مستجدات العصر وتغير الزمان والمكان.. مضيفا أن من أفتى بغير علم على الناس، فإنه يعين الشيطان ليتلقف المستفتي إلى لجج الإلحاد والضلال، وما من شك أن استعمال الشبكة العنكبوتية كمصدر لفتاوى المتفيهقين كارثة عظمى تخترق جدران البيوت، بل تخترق عظام الرأس وأسوار القلب، فالإفتاء عظيم الخطر، كبير الموقع.

وبين أن المتفيهق هو من يخوض في المتشابه فيؤولونه بما يوافق أهواءهم، وهذا دأب الملاحدة وأهل الأهواء، الذين يتعمدون حمل الناس على متابعتهم تكثيرًا لسوادهم، مؤكدَا أن فتاوى المتطرفين عبر الإنترنت وأنساقه تمثل خطرًا عظيمًا ينفر الناس ويصدهم عن دين الله تعالى؛ لذا فلا يحل للمفتي غير المؤهل الذي لا تتوفر فيه شروط المفتي، أن يفتي، ولا يحل لسائل علم بحاله أن يستفتيه، مع ضرورة إصدار ميثاق ولوائح تنضبط بها الفتوى عبر الشبكة الإلكترونية؛ لكي نتمكن من منع غير المتأهل من الإفتاء.

وفي كلمته، أكد الأستاذ بكلية دار العلوم في جامعة الفيوم الدكتور محسن محمد أحمد، أن إقامة المؤتمر على ضفاف النيل في مصر برئاسة وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وتحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمر يدعو للفخر.. موضحًا أن التطورات المهمة التي حدثت في مجال تكنولوجيا المعلومات، وفي تقنيات الحاسوب والاتصالات الحديثة، وتوسعها وسرعة انتشارها، جعلت التحول الرقمي أهم سمات واقعنا المعاصر لتلبية احتياجات المجتمع، وقد تنبه الجميع إلى أهمية هذا التحول الرقمي فاستخدمته الجماعات الضالة والمنحرفة محاولين زعزعة الأمن والاستقرار بنشر الشبهات والأباطيل، مع كثرة القضايا المستحدثة من التحول الرقمي والتي تحتاج إلى بذل جهد العلماء فيها، ويواجهها الفقهاء والباحثون في العلوم الشرعية في عصرنا الحاضر.

وأكد أن هذا تحدٍّ لقدرات مجتهدينا وعلمائنا وباحثينا على إظهار وتطبيق التكيف والمرونة والوسطية في الأحكام الشرعية لما يُستجد من قضايا؛ مما يستدعي ضرورة تطوير المقررات الدراسية لتتناسب مع متطلبات العصر والإفادة من وسائل التحول الرقمي وخاصة لطالب العلم الشرعي، فلا بد من النقلة النوعية لمناهج العلوم الشرعية ووسائل وطرق تدريسها وفقا للاتجاهات التربوية الحديثة حرصا على تنمية قدرات المتخصصين في العلوم الشرعية ورفع كفاءتهم ووعيهم بقضايا عصرهم وقدرتهم على التكيف مع الحاضر والمستقبل والنفع لدينهم ومجتمعاتهم، لتحقيق ضمان الجودة الشاملة بما يواكب متطلبات العصر مع الحفاظ على المقاصد والضوابط الشرعية.

وأوضح أن عصر التحول الرقمي حث المجتهدين على ضرورة النظر في القضايا والمشكلات القديمة؛ مثل عقود المعاملات المالية والأحوال الشخصية، والتجارة الإلكترونية وإمكان تحققها من خلال التحول الرقمي وغيرها من القضايا المستحدثة على الإنترنت، وغيرها من القضايا المستحدثة، مع ضرورة توظيف وسائل التحول الرقمي في نشر الدعوة الإسلامية وتصحيح المفاهيم المغلوطة والاستعانة بأهل التخصص والاجتهاد ممن تتوافر لديهم شروط الاجتهاد وملكته من القادرين على الرد على ما يوجه إليهم من تساؤلاتٍ أو شبهات.

وأكد على ضرورة السبق والمسارعة إلى إعداد المجتهدين والفقهاء بصورة تليق بتاريخ الحضارة الإسلامية في ريادتها وقيادتها، وتتناسب مع حاجات الفرد الاجتماعية والثقافية والتعليمية والدينية، وفي صورة تساعد كل فرد على استنباط الأحكام والمبادئ الإسلامية التي تجلب المصلحة وتدفع المفسدة مواجهة لتحديات العصر، ومستفيدة بمستجداته التكنولوجية من ضرورات العصر الحاضر.

وفي كلمته، قدم رئيس المجلس الأعلى للأئمة للشئون الإسلامية بالبرازيل، الدكتور خالد رزق السيد تقي الدين، خالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته ودعمه لهذا المؤتمر، كما قدم الشكر لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة سائلًا الله (عز وجل) أن يوفقه في مسيرة الحق والعلم والنور والذي تحيا وزارة الأوقاف في عهده فعالية شهد لها القاصي والداني والتي امتدت روافدها داخل مصر وخارجها لتنشر وسطية الإسلام وسماحته ونوره، ولتظل مصر واحة للعلم والعلماء بأزهرها وأوقافها وإفتائها، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية جاءت خاتمة للشرائع السماوية شاملة، تامة، كاملة، منزّهة عن النقص والتناقض، فنظمت للإنسان حياته العامة والخاصة تنظيما دقيقا، وأوضحت له الحلال والحرام في‮ ‬مأكله ومشربه ولباسه ‬من غير جمود ولا تعسّف، ‬وأبانت للإنسان فلسفة تحليل الطيبات وتحريم الخبائث ليُقبِل على أحكامها قانعا مختارا.

وأشار إلى أنه مع تنامي احتياجات البشـرية لمزيد من الطعام والشراب، وعجز الطرق التقليدية لمواكبة هذا التطور، وانفتاح الباب أمام طرق حديثة لإنتاج الغذاء كان لزامًا على علماء المسلمين الاجتهاد لدراسة هذه الطرق الحديثة بما يضمن تلبية حاجات البشرية ويتوافق مع أصول الشريعة الإسلامية.

وفي كلمته، أوضح الأستاذ بطب جامعة الأزهر، الدكتور أحمد جمعة المهدي، أن الله (عز وجل) خلق الإنسان وكرمه وفضله على سائر المخلوقات وارتضاه لأن يكون خليفته في الأرض؛ لذلك حرص الإسلام على المحافظة على حياة الإنسان وعدم الإضرار بها، وأقرت الوسائل التي تضمن حياة الإنسان واستقراره، ومن الوسائل الطبية التي ثبت جدواها في العلاج ونقل الأعضاء سواء من الحي للحي أو من الميت الذي تحقق موته للحي وفق شروط معينة، تبعد هذه العملية عن نطاق التلاعب بحياة الإنسان، بل المقصد منها التعاون على البر والتقوى وتخفيف آلام البشر.

وأكد أن الحاجة إلى الاجتهاد في عصرنا أصبحت ماسة؛ نظرًا لكثرة الأحداث والوقائع الجديدة التي لم يعرفها السابقون، بل لم تكن في تصورهم، ويعظم الأمر إذا كان الاجتهاد في المجال الطبي؛ حيث المحافظة على النفس البشرية، وأن الاجتهاد المقاصدي الذي يتسق مع مقاصد الشريعة، التي فيها التيسير ورفع الحرج، ومراعاة المصالح العامة، وارتكاب الأخف من المفاسد، واعتبار المصالح العليا، أصبح ضرورة ملحة.. مضيفا "ما أحوجنا إلى هذا الاجتهاد الذي يقوم على النظر في المآلات والمقاصد، وخصوصًا في هذه النوازل ومع هذه المستحدثات التي استجدت في مجالي الاقتصاد والطب وغيرهما من العلوم".

وخلال كلمتها، أكدت الواعظة بوزارة الأوقاف المصرية وفاء عبد السلام، أهمية موضوع المؤتمر في عالمنا المعاصر، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية قد أولت شئون المرأة اهتمامًا خاصًّا، واعتنت بالمرأة في كل شئون حياتها، حيث اهتمت بها في الحضر كما اهتمت بها في السفر.

وأوضحت أن قضية الثابت والمتغير من أهم القضايا التي يجب الوقوف عندها ببصيرة وأناة وتمييز دقيق؛، فالنص المقدس ثابت، والشروح والحواشي والآراء التي كُتبت أو قيلت حول النص اجتهادات تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص والمستفتي.. مضيفة أن بعض الفتاوى قد ناسبت عصرها وزمانها أو مكانها، أو أحوال المستفتين وما كان راجحًا في عصر وفق ما اقتضته المصلحة في ذلك العصر، قد يكون مرجوحًا في عصر آخر إذا تغيرت ظروف هذا العصر وتغير وجه المصلحة فيه.

وأشارت إلى أن المُفْتَي به في عصر معين، وفي بيئة وظروف معينة، قد يصبح غيره أولى منه في الإفتاء به إذا تغيّر العصر، أو تغيّرت البيئة أو الظروف، ما دام ذلك كله في ضوء الدليل الشرعي المعتبر، والمقاصد العامة للشريعة، وكان صادرًا عمّن هو- أو من هم- أهل للاجتهاد والنظر، إضافة إلى إجماع جمهور الأصوليين والفقهاء على حجية القياس لمواكبة الأمور الحادثة والطارئة والمستجدة، ليكون إحدى أهم أدوات المفتي والمجتهد والمجدد في معالجة القضايا العصرية والمستجدة دون جمود أو انغلاق.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: